شكل عدد من رجال دين الإسلامي والمسيحي وفد علاجي، بمبادرة شخصية غير رسمية، يهدف لتدارك بوادر أزمة طائفية بين طلاب مدرسة إعدادية بقرية دلجا، غرب مركز دير مواس جنوبالمنيا. وقام الشيخ فايق سيد محمد، مدير أوقاف دلجا، بمرافقة الشيخ جمال مدير معهد قراءات بالقرية، والقس أيوب يوسف، راعي كنيسة مار جرجس للأقباط الكاثوليك بدلجا، بتشكيل وفد ثلاثي لزيارة مدرسة دلجا الإعدادية، إحدى أكبر المدارس الإعدادية بمحافظة المنيا من حيث الكثافة العددية. وقال القس أيوب يوسف إنه "لاحظ خلال الأسبوع الأول من العام الدراسي، تربص بعض الطلاب من أصحاب الميول المتشددة بنظرائهم المسيحيين، وكان الطلاب يهرولون بشوارع القرية يلاحقهم زملائهم بالحجارة بعد انتهاء اليوم الدراسي". وأضاف يوسف أنه لما تحرى الأمر مع الأسر، اكتشف ارتفاع نسبة الغياب بين الطلبة الأقباط لتخوفهم من مصادمات ما بعد اليوم الدراسي. وتابع "لما لجأت لمدير الأوقاف، ومدير معهد القراءات، عارضًا عليهم المبادرة بإفهام الطلاب سماحة العقيدتين الإسلامية والمسيحية، وتعريفهم بفوائد وضرورات التعايش، وجدت ترحيبا من الشيخين المعروف عنهما طيب الخلق وحسن المساعي". وقال يوسف إن ثلاثتهم توجه للمدرسة الإعدادية بصحبة ضابط نقطة دلجا، وبترحيب ومعاونة من مدير المدرسة قام الشيخان والقسيس بالاجتماع بكل طلاب المدرسة، في ندوة امتدت لزمن الحصتين الأولى والثانية من اليوم الدراسي لليوم الأحد. وشدد يوسف على أن ردود فعل الطلاب تجاه تعديد مظاهر السماحة بالعقيدتين كانت طيبة للغاية، لافتًا لأن إدارة المدرسة طالبت رجال الدين الثلاثة بتكرار تلك الندوات العلاجية مرة كل أسبوعين على الأقل.