عبد الله قدري ونهلة مصطفى: تختلف أجواء صلاة التراويح المميزة ليال شهر رمضان، من مكان لآخر ومن بلد لآخر، فبينما تختلف عادات المصلين أثناء تأديتهم صلاة التراويح، إلا أن هناك دائما شئ يتسم بالثبات وهو تللك الأجواء الروحانية التي تتواجد بغض النظر عن المكان أو البلد أو عن نوعية المصلين إن كانوا من العرب أو من غير العرب. ''الهند'' تتميز صلاة التراويح في الهند ببعض الأجواء الخاصة، فمن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح قراءة بعض الاذكار، كما يصلون على النبي صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة وأسماء الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم، ومن العادة عند مسلمي الهند توزيع الحلوى والسكر بعد ختم القرآن الكريم، وينفخ الشيخ في تلك الحلوى ويسمونه ''تبرك''. أما صلاة التراويح في إندونيسيا، فيؤديها المسلمون ثمانِ ركعات في بعض المساجد، وفي البعض الآخر تصلى عشرين ركعة، ولا تلتزم تلك المساجد في أغلبها بختم القرآن كاملاً، بل تقرأ في صلاة التراويح ما تيسر من القرآن، وقد تتخلل صلاة التراويح أحيانًا كلمة وعظ، أو درس ديني، وتشارك النساء في صلاة التراويح حيث يصلين من وراء ستائر خاصة بهن في آخر المسجد، ومن المظاهر الرمضانية في اندونيسيا أنه عند دخول وقت الصلاة في الفجر أو المغرب تحديدًا، اذ تقرع الطبول قبل وقت الأذان ثم يرفع الأذان عبر مكبرات الصوت. ''القدس'' أما عن صلاة التراويح في مدينة القدس، فيتدفق الآلاف من المصلين من خلال بوابات البلدة القديمة في القدس، مرورًا بأزقة البلدة وصولا إلى المسجد الأقصى، حيث يمتلئ المصلى القبلي المسقوف والساحات المقابلة بالرجال، في حين يمتلئ مصلى قبة الصخرة وصحن القبة بالنساء، وقد تجد أحيانا بعض الرفرق الصوفية التي تخرج من باب حطة، إحدى بوابات المسجد الأقصى، وهي تدق الطبول، ابتهاجًا بحلول شهر رمضان. بينما يعكر صفو المشهد التضييق الأمني الذي يتعرض له المصلون من قبل قوات الاحتلال. ''روسيا''
يمتلئ جامع القبة والمعروف باسم ''الجامع الكبير''، في روسيا بآلاف المصلين ،كما أن مسلمي روسيا في الجمهوريات الإسلامية والمناطق الروسية الأخرى ينتهزون موسم شهر رمضان المبارك لإقامة مشروعات إفطار الصائم في المساجد وبيوت المسلمين، بهدف إقامة صلاة التراويح وتلاوة القرآن الكريم، والاستماع للمواعظ الدينية التي تتحدث عن فضائل شهر رمضان المبارك وواجبات المسلم، ولتعليم مبادئ الدين الإسلامي.
