محافظ أسيوط: إزالة 30 حالة تعدي على أراضي زراعية وبناء مخالف بمركز القوصية    تطبيق حجز السيارات الكهربائية بالعاصمة الإدارية الجديدة 2024    رئيس COP28: العالم أمام فرصة استثنائية هى الأهم منذ الثورة الصناعية الأولى    القاهرة الإخبارية: انقسامات داخل حكومة نتنياهو بسبب اليوم التالي للحرب    الرئيس الصيني: الجامعة العربية ملتزمة منذ فترة بتعزيز وحدة العالم العربي    بوتين : لا توجد خطط حالية للاستيلاء على مدينة خاركيف الأوكرانية    خليفة كلوب يوقع على عقود تدريب ليفربول    رئيس الاتحاد الفلسطيني يكشف تحركاته نحو تعليق مشاركة الكيان الصهيوني دوليًا    صورة وتعليق.. كيف هنأ شريف منير الزعيم عادل إمام بعيد ميلاده؟    المهرجان القومي للمسرح يطلق مسابقة التأليف المسرحي لدورته ال17 باسم الدكتور علاء عبد العزيز    عاجل: المتاحف المصرية تفتح أبوابها مجانًا في يومها العالمي..9 متاحف تفتح أبوابها بالمجان (صور)    وزارة العمل تعلن عن 2772 فُرصة عمل جديدة فى 45 شركة خاصة فى 9 مُحافظات    وزير الأوقاف من مسجد السيدة زينب: أئمتنا على قدر المسئولية في بناء خطاب ديني رشيد    مساندة الخطيب تمنح الثقة    القسام: قنصنا جنديًا إسرائيليًا شرق جباليا    إعلام فلسطيني: شهيدان ومصاب في قصف إسرائيلي استهدف مواطنين بحي الزهور    الإنتهاء من المستوى الأول من وعاء الاحتواء الداخلى لمبنى المفاعل بمحطة الضبعة النووية    تحديث جديد لأسعار الذهب اليوم في منتصف التعاملات.. عيار 21 بكام    مؤتمر أرتيتا عن – حقيقة رسالته إلى مويس لإيقاف سيتي.. وهل يؤمن بفرصة الفوز بالدوري؟    "يمنح الطلاب شهادات مزورة".. ضبط سيدة تُدير كيان تعليمي وهمي في الغربية    موعد عيد الأضحى المبارك 2024.. بدأ العد التنازلي ل وقفة عرفات    «جمارك القاهرة» تحبط محاولة تهريب 4 آلاف قرص مخدر    أوقاف البحيرة تفتتح 3 مساجد جديدة    رئيس جهاز دمياط الجديدة يستقبل لجنة تقييم مسابقة أفضل مدينة بالهيئة للعام الحالي    «تقدر في 10 أيام».. موعد مراجعات الثانوية العامة في مطروح    جوري بكر تعلن انفصالها بعد عام من الزواج: استحملت اللي مفيش جبل يستحمله    أحمد السقا: يوم ما أموت هموت قدام الكاميرا    هشام ماجد ينشر فيديو من كواليس "فاصل من اللحظات اللذيذة".. والجمهور: انت بتتحول؟    الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم: قد نتوجه لكونجرس الكاف بشأن مشاركة إسرائيل في المباريات الدولية    دعاء يوم الجمعة وساعة الاستجابة.. اغتنم تلك الفترة    فريق قسطرة القلب ب«الإسماعيلية الطبي» يحصد المركز الأول في مؤتمر بألمانيا    تناولها أثناء الامتحانات.. 4 مشروبات تساعدك على الحفظ والتركيز    اندلاع حريق هائل داخل مخزن مراتب بالبدرشين    توخيل يعلن نهاية مشواره مع بايرن ميونخ    كولر: الترجي فريق كبير.. وهذا ردي على أن الأهلي المرشح الأكبر    بالصور- التحفظ على 337 أسطوانة بوتاجاز لاستخدامها في غير أغراضها    ضبط سائق بالدقهلية استولى على 3 ملايين جنيه من مواطنين بدعوى توظيفها    ما هو الدين الذي تعهد طارق الشناوي بسداده عندما شعر بقرب نهايته؟    «المرض» يكتب النهاية في حياة المراسل أحمد نوير.. حزن رياضي وإعلامي    المفتي: "حياة كريمة" من خصوصيات مصر.. ويجوز التبرع لكل مؤسسة معتمدة من الدولة    المقاومة الإسلامية في العراق تقصف هدفا إسرائيليا في إيلات بالطيران المسيّر    آخر موعد لتلقي طلبات المنح دراسية لطلاب الثانوية العامة    قافلة دعوية مشتركة بين الأوقاف والإفتاء والأزهر الشريف بمساجد شمال سيناء    كوريا الشمالية ترد على تدريبات جارتها الجنوبية بصاروخ بالستي.. تجاه البحر الشرقي    كيف يمكنك حفظ اللحوم بشكل صحي مع اقتراب عيد الأضحى 2024؟    أوقاف دمياط تنظم 41 ندوة علمية فقهية لشرح مناسك الحج    حركة فتح: نخشى أن يكون الميناء الأمريكي العائم منفذ لتهجير الفلسطينيين قسريا    تفاصيل حادث الفنان جلال الزكي وسبب انقلاب سيارته    الاتحاد العالمي للمواطن المصري: نحن على مسافة واحدة من الكيانات المصرية بالخارج    سعر جرام الذهب في مصر صباح الجمعة 17 مايو 2024    بعد حادثة سيدة "التجمع".. تعرف على عقوبات محاولة الخطف والاغتصاب والتهديد بالقتل    أحمد سليمان: "أشعر أن مصر كلها زملكاوية.. وهذا موقف التذاكر"    «الإفتاء» تنصح بقراءة 4 سور في يوم الجمعة.. رددها 7 مرات لتحفظك    محمد عبد الجليل: مباراة الأهلي والترجي ستكون مثل لعبة الشطرنج    «الأرصاد»: ارتفاع درجات الحرارة اليوم.. والعظمى في القاهرة 35 مئوية    طبق الأسبوع| من مطبخ الشيف بسمة الفيومي.. طريقة عمل الكرواسون المقلي    لا داع للقلق.. "المصل واللقاح" توجه رسالة عاجلة للمواطنين بشأن متحور FLiRT    لا عملتها ولا بحبها.. يوسف زيدان يعلق على "مناظرة بحيري ورشدي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



رمضان حول العالم (1 - 4)
نشر في أكتوبر يوم 14 - 07 - 2013

مع حلول شهر رمضان المبارك، تكتسى البلدان الإسلامية طابعا خاصا، يميز الأجواء فيها عن باقى شهور السنة، وهى أجواء تختلف من بلد إلى آخر، تبعا للتقاليد والعادات الموروثة، وهو ما يجعل رمضان له فى كل مكان طعما مميزا ورونقا خاصا.
وقد تتشابه البلدان المسلمة فى العبادات برمضان مثل الاعتكاف وتلاوة القرآن ولكنها تختلف فى العادات والتقاليد.. لذا نتجول خلال الشهر الفضيل عبر سلسلة من الحلقات فى عدد من البلدان الإسلامية إضافة لرصد معالم رمضان فى بعض الدول الأوروبية. الهند
يشكل المسلمون فى الهند ثانى تجمع إسلامى بعد مسلمى أندونسيا، حيث يبلغ عدد المسلمين فيها قرابة ( 150 ) مليون مسلم، من إجمالى عدد سكان الهند، البالغ عددهم نحو المليار نسمة أو يزيد، ونسبة المسلمين إلى عدد السكان حوالى 15%، وهم يشكلون الديانة الثانية فى الهند بعد الديانة الهندوسية والمسلمون وفقا للدستور والقوانين الهندية يتمتعون بجميع الحقوق المدنية. وتسهل الدولة الهندية للمسلمين إقامة شعائرهم بحرية وأمان فى المناطق التى يتواجد فيها نسبة كبيرة من المسلمين. ولا يمنع ذلك قيام بعض المتطرفين الهندوس بين الحين والآخر بانتهاك حرمات المسلمين، ومنها حرمة هذا الشهر الفضيل ونظرًا لانتشار المسلمين فى أماكن متفرقة فى هذا البلد الشاسع والواسع، فإن ثبوت رمضان قد يختلف فيه من مكان لآخر، إضافة إلى اختلاف الناس هناك فى اتباع المذاهب الفقهية، وما يترتب عليه من اعتبار اختلاف المطالع، أو عدم اعتبارها.
وعلى العموم فإن هناك هيئة شرعية خاصة من العلماء تتولى متابعة أمر ثبوت هلال رمضان، وتعتمد فى ذلك الرؤية الشرعية، وحالما يثبت لديها دخول شهر رمضان، تُصدر بيانًا عامًا، ويتم إعلانه وتوزيعه على المسلمين. ومع ثبوت شهر رمضان تعم الفرحة المسلمين أينما كانوا، والمسلمون فى الهند لا يشذون عن هذه القاعدة، إذ تعم الفرحة جميع المسلمين هناك، والأطفال منهم خاصة، ويتبادلون عبارات التهانى والفرح، مثل قولهم:(رمضان مبارك ) ونحو ذلك من العبارات المعبرة عن الفرحة والسرور بقدوم هذا الشهر الكريم ولشهر رمضان فى الهند طابع خاص، حيث تضاء المساجد ومآذنها، وتكثر حلقات القرآن، وتمتلئ المساجد بالمصلين، وتتجدد حياة المسلمين فى هذا الشهر الذى يكسر عاداتهم اليومية، ويخرق كثيرًا مما ألفوه واعتادوه ويحافظ غالبية المسلمين هناك على سُنَّة السحور. ومن معتاد طعامهم فيه ( الأرز) و( الخبز ) وهو غذائهم الرئيسى، ويطبخ إلى جانب أنواع أخرى من الطعام، إضافة إلى ( الخبز ) و( الإدام) وشخصية (المسحراتى) لا تزال تؤدى دورها على أتم وجه عند مسلمى الهند؛ حيث يطوف كل واحد منهم على الحى الذى وكِّل به، ليوقظ الناس قبل أن يدركهم أذان الفجر، ومع نهاية شهر رمضان تُقدم له الهدايا والإعطايات وما تجود به أيدى الناس، لقاء جهده الذى بذله لهم ويفطر المسلمون هناك عادة عند غروب الشمس، على رشفات من الماء إذا لم يجدوا تمرًا. وبعضهم يفطر بالملح الخالص؛ وذلك عملاً بقول تذكره بعض كتب الحنفية أن من لم يجد التمر أو الماء ليفطر عليه، يفطر على الملح. وهى عادة لا تعرف إلا بالهند. وتشتمل مائدة الإفطار الهندية على ( الأرز ) وطعام يسمى ( دهى بهدى ) يشبه طعام ( الفلافل مع الزبادى ) و( العدس المسلوق ) وطعام يُطلق عليه اسم ( حليم ) و( الهريس ) وهو يتكون من القمح واللحم والمرق، وكل هذه الأنواع من الطعام يضاف إليها ( الفلفل الحار ومن العادات الطريفة والظريفة لبعض المسلمين هناك توزيع الحلوى والمرطبات وثمار الجوز الهندي على المصلين عقب الانتهاء من صلاة التراويح؛ وأحيانًا يوزع التمر وسكر البنات، والمشروب الهندي يسمى ( سمية ) وهو يشبه (الشعرية باللبن) عند أهل مصر. وأغلب أنواع الحلوى هناك تُحضَّر من مادة ( الشعرية ) .
ويجتمع كل جماعة فى مسجد حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه، ويشترك الجميع فى تناول طعام الإفطار على تلك المائدة؛ ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا فى أيديهم أو على رؤسهم الصحون والأطباق متجهين بها صوب المساجد بانتظار وقت الإفطار ويجتمع كل جماعة فى مسجد حيِّهم على طعام الإفطار، حيث يُحْضِرُ كل واحد منهم ما تيسر له من الطعام والشراب والفواكه،
ويشترك الجميع فى تناول طعام الإفطار على تلك المائدة؛ ومن المناظر المألوفة هنا أن ترى الصغار والكبار قبيل أذان المغرب بقليل وقد حملوا فى أيديهم أو على رؤسهم الصحون والأطباق متجهين بها صوب المساجد بانتظار وقت الإفطار وأغلب المسلمين فى الهند يحافظون على لبس ( الطاقية ) خصوصًا فى هذا الشهر، ويرتادون المساجد للصلاة وتلاوة القرآن، إذ يجتهد كل مسلم هناك فى قراءة ختمة من القرآن خلال هذا الشهر. إضافة إلى اهتمامهم بحضور صلاة التراويح التى يشد لها الجميع رحالهم. وهم فى أغلب المساجد يصلون صلاة التراويح عشرين ركعة، وفى بعض المساجد يكتفون بصلاة ثمان ركعات، يتخللها أحيانًا درس ديني، أو كلمة طيبة يلقيها بعض أهل العلم المتواجدين فى تلك المنطقة، أو بعض رجال الدعوة الذين يتنقلون بين المساجد، داعين الناس للتمسك بهدى خير الأنام .
وهم فى العادة يختمون القرآن خلال هذا الشهر. وبعض المساجد التى لا يتوفر فيها إمام حافظ، يسعى أهل الحى لاستقدام إمام حافظ للقرآن من مناطق أخرى للقيام بهذه المهمة ومن العادات المتبعة أثناء صلاة التراويح، قراءة بعض الأذكار، كقولهم: (سبحان ذى الجبروت والملكوت، والكبرياء، والعظمة، سبوح قدوس، رب الملائكة والروح ) كما يصلون على النبى صلى الله عليه وسلم، ويذكرون أسماء أولاده، والحسن والحسين، وفاطمة الزهراء، وأسماء الخلفاء الراشدين رضى الله عنهم، كل هذا يكرر بعد كل أربع ركعات من صلاة التراويح وتنظَّم بعض الدروس الدينية وحلقات القرآن خلال هذا الشهر، ويقوم عليها بعض أهل العلم.
النمسا
للنمسا مكانةٌ خاصة فى تاريخ العلاقات بين المسلمين والغرب؛ حيث كانت أبواب النمسا مسرحًا لمواجهة عسكرية ما بين جيوش الدولة العثمانية بقيادة «كارا مصطفى باشا» فى العام 1683م وبين الجيوش النمساوية، وهى المعركة التى شهدت تراجعًا لجيوش العثمانيين وأوقفت فتوحاتهم فى أوروبا على منطقة البلقان، وعلى الرغم من هذا التاريخ الحربى إلا ان المسلمين فى النمسا يعيشون حياةً طبيعيةً نسبيًّا، لكنهم بالتأكيد ينتظرون شهر رمضان من أجل تذكير أنفسهم بقيمهم الإسلامية وبالعادات التى تركوها فى أوطانهم الأصلية.
يرتقب المسلمون فى النمسا- كما فى سائر بلاد المهاجر غير المسلمة- شهر رمضان الكريم للتزود بجرعة إيمانية تساعدهم على الحياة فى بلاد الغربة، ويقبل المسلمون فى النمسا على المساجد بكثافة؛ وذلك من أجل أداء الصلاة وبخاصة صلاة التراويح، والاستماع إلى الدروس الدينية، ويبلغ عدد المساجد فى عموم النمسا أكثر من 50 مسجدًا، وتقدم المساجد البرامج الدينية المختلفة، فهناك مَن يعتمد على الدعاة المقيمين فى البلاد، وهناك من يستقدم الدعاة من البلاد الأخرى مثل الدعاة الأزهريين من مصر، وتتعدد المراكز الإسلامية فى النمسا، فهناك «المركز الإسلامى فى فيينا» و»اتحاد الطلاب المسلمين»، كما أن هناك المراكز الإسلامية المختلفة التى أنشأتها الجالية التركية، ولا تقتصر خدمات المراكز الإسلامية فى النمسا بصفة عامة على البرامج الدعوية بل تتعداها إلى تقديم الوجبات المجانية للإفطار فى المساجد، وكذلك تقديم الذبائح المعدة على الطريقة الإسلامية.
وفى الاحتفال بعيد الفطر تتفق المراكز الإسلامية على أداء الصلاة فى «المركز الإسلامى فى فيينا»، وذلك فيما يمثل احتفاليةً يتجمع فيها أفراد الجالية الإسلامية عامةً ويعطون خلالها الأطفال فرصةَ الإحساس بالعيد وبهجته؛ تعويضًا لهم عن قضائه فى بلاد الغربة بعيدًا عن التقاليد والعادات التى تتبعها المجتمعات الإسلامية المختلفة فى أوطانها.
النرويج
تفصل دولةَ النرويج عن معظم بلاد العالم الإسلامى قارةٌ كاملةٌ هى قارةُ أوروبا، وذلك جنوبًا، وتقريبًا قارة أخرى كاملة هى قارة آسيا وذلك شرقًا؛ حيث تقع النرويج فى أقصى الشمال الأوروبي، وتقريبًا- مثلها مثل باقى الدول الإسكندنافية- تقع على حافة الدائرة القطبية الشمالية، لكن ولله الحمد هناك مسلمون فى هذه الأصقاع يمارسون شعائر الدين ويسبِّحون بحمد ربهم جل وعلا.
يأتى شهر رمضان على المسلمين المقيمين فى خارج بلادهم- وبخاصة فى البلاد الأجنبية- كوسيلة تذكِّرهم بالمجتمعات التى تركوها خلفهم وكذلك بالقيم الروحانية للدين الإسلامي، وفى النرويج لايختلف الحال كثيرًا حيث يترقَّب المسلمون الشهر الكريم للتزوُّد بالنفحات الإيمانية، ويواجه المسلمون مشكلاتٍ فى تحديد موعد بدء الشهر الكريم بالنظر إلى صعوبة الطقس وانتشار الضباب وتساقط الجليد طوال العام، فيتم اللجوء لموعد بدء الشهر الفضيل فى أى بلد فى العالم، وبعد ذلك يتم تعميم الموعد على جميع المساجد فى النرويج، وبذلك نجد أن المسلمين فى النرويج يصومون معًا، وهو ما لا يتوافر فى أى بلد غربى آخر تقريبًا، كما يواجه المسلمون مشكلةً أخرى فى أيام الصيف، وهى طول فترة النهار فى هذه البلاد؛ حيث سيطول النهار إلى فترات قد يصل فيها الصيام إلى 20 ساعةً، وذلك بسبب الموقع الجغرافى للنرويج.
ويحتفل المسلمون بشهر رمضان على طريقتين: الأولى هى العبادات، والثانية هى المظاهر الاجتماعية وتحضير المأكولات، من الناحية الأولى نجد المسلمين فى هذه البلاد يستقدمون الأئمة والمشايخ من الدول الإسلامية، وبخاصة مصر بلد الأزهر الشريف، ونجدهم يعملون على تهيئة المساجد بحيث تستوعب الأعداد الكبيرة من المصلين الذين يأتون من أجل أداء صلاة التراويح التى تتخللها دروس ومواعظ رمضانية، وفى شأن مواعيد العمل يتم تنظيم العمل؛ بحيث يعمل المرء أقلَّ من المعتاد فى الشهر الكريم، على أن يعوِّضه بعد ذلك بعد انتهاء الشهر، إلا أن بعض المتعنتين ضد الإسلام يرفضون ذلك التنسيق.
أيضًا فى شهر رمضان تنتشر الخدمات الخيرية؛ حيث تنظم المساجد موائد الرحمن لأجل تنمية المشاعر الدينية الراقية فى نفوس المسلمين، وبخاصةٍ الجيل الثاني، وفى ناحية الأطعمة نجد أن المسلمين ينقلون معهم عاداتهم التى توارثوها فى مجتمعاتهم الأصلية، فنجد مثلاً انتشار الأكلات المصرية بين المسلمين المصريين، وهكذا وتحرص المتاجر التى يمتلكها مسلمون على تقديم احتياجات الصائمين من المواد الغذائية طوال الشهر الكريم، الذى جعله الله تعالى فرصةً للتقرب له وللعمل على إحياء المشاعر الإسلامية الراقية ونقلها إلى غير المسلمين فى بلاد المهجر.
روسيا
يعيش المسلمون الروس فى مجتمع غير مسلم وبالتالى تتأثر حياتهم كثيرًا بالنظر إلى اختلاف العادات والتقاليد ما بين المجتمع الإسلامى فى روسيا وبين باقى أفراد المجتمع الذى يدين غالبية أفراده بالمسيحية الأرثوذكسية، لكن على الرغم من ذلك فإن المسلمين يتمسكون بدينهم وينتهزون فرصة شهر رمضان الكريم من أجل تثبيت دعائمهم وفى روسيا العديد من القوميات التى تنتسب إلى الإسلام مثل الشيشانيين والقبائل المقيمة فى «داغستان»، ويتيح هذا الشهر الكريم للمسلمين أن يمارسوا شعائر دينهم الأمر الذى يوفر جوا إيمانيا يساعد كثيرين من المسلمين الذين ينتمون إلى الدين الإسلامى اسميا فقط على العودة إلى الدين الصحيح كما تؤدى هذه الأجواء الرمضانية إلى إقبال بعض غير المسلمين على اعتناق الدين الإسلامى، وتتلخص الشعائر الرمضانية عند الروس فى الاجتماع حول موائد الإفطار والذهاب إلى أداء صلاة الجماعة، وتقوم المساجد الرئيسية بختم القرآن الكريم طوال شهر رمضان الأمر الذى يجعل من هذا الشهر عيدا يمتد على مدار ثلاثين يوما كذلك يحرص المسلمون الروس على أداء صلاة التراويح وتعتبر هذه العبادة هامة جدا فى توحيد المسلمين حيث يشعر المسلم القادم إلى أداء صلاة التراويح بأنه قادم إلى جماعة فيستقر لديه الشعور الدينى الإيماني.
ومن العادات أيضاً أنه أثناء موائد الإفطار تتم دعوة من يتقن قراءة القرآن ويعلم شيئاً عن الدين ليقوم بقراءة ما تيسر من القرآن ويلقى درساً أو موعظة مما يترك أثرا طيبا فى المدعوين كما يساعد على جذب غير المتدينين من المدعوين إلى التدين والالتزام بالتعاليم الإسلامية، كما نجد موائد الإفطار الجماعى التى تنظمها الجمعيات الخيرية والتى تماثل «موائد الرحمن» لدينا هنا فى مصر وتشارك العديد من الدول العربية والإسلامية فى إقامة مثل هذه الموائد عن طريق البعثات الدبلوماسية مما يشعر المسلم الروسى بعمق الروابط بينه وبين باقى شعوب العالم الإسلامي.
وبخصوص تعامل الشعب الروسى والدولة الروسية عموما مع الشهر الكريم، فإننا لا نجد أى تغير عن باقى أيام السنة فالبرامج التليفزيونية والإذاعية كما هى تبث دون احترام لمشاعر المسلمين كما يتواصل عمل المقاهى وأماكن تقديم المسكرات طوال شهر رمضان، الأمر الذى يشير إلى طبيعة مشكلات المسلمين فى روسيا والتى ترتبط بعدم اعتبار المجتمع الروسى الأرثوذكسى فى الغالب لهم جزءا أساسيا من أجزاء المجتمع مما يتطلب تحركا من المسلمين الروس وكذلك من بلاد العالم الإسلامى من أجل نيل المزيد من الحقوق للمسلمين الروس فى ممارستهم عباداتهم بصورة عامة وخلال شهر رمضان المعظم.
الفلبين
يعيش المسلمون فى الفلبين كأقلية، وذلك على الرغم من مجاورة هذه الدولة لكل من ماليزيا وإندونيسيا ذات الغالبية المسلمة، وللمسلمين فى هذه البلاد العديد من العادات والتقاليد التى تعتبر خاصةً بالمجتمع الإسلامى هناك، والتى وإن اتفقت فى الجوهر مع التعاليم الإسلامية إلا أنها تحتفظ بخصوصية مجتمعها، وفى شهر رمضان المجال الواسع لإبراز مثل هذه العادات.
للمسلمين فى الفلبين عادات وتقاليد خاصة بهم، فهو مجتمع أصيل فى هذه البلاد التى لا وافد إليها من بعيد كما هو الحال فى الدانمرك مثلاً، ويرتقب المسلمون دخول شهر رمضان من أجل تأكيد هويتهم الإسلامية فى مواجهة الحرب ضدهم، ومن أبرز عاداتهم خلال الشهر الكريم تزيين المساجد وإنارتها والإقبال على الصلاة فيها، بل وجعلها مركز التجمع العائلي، فتصبح دارًا للعبادة وللتعارف بين المسلمين، أيضًا يحرص المسلمون على أداء صلاة التراويح واصطحاب أبنائهم إلى أدائها بغرض غرس التعاليم الدينية فى نفوسهم من الصغر، ولا بد على كل مسلم أن يؤدى هذه الصلاة هناك وتقام فى 20 ركعة، ويحرص المجتمع الإسلامى الفلبينى فى شهر رمضان على تقديم الخدمات الاجتماعية للمحتاجين، كما أن الأغنياء يستضيفون الفقراء على موائدهم من دون أية حساسيات، فالكل إخوةٌ فى الإسلام، وتُوزَّع الصدقات خلال الشهر فى ليلة النصف منه، ويعمل أئمة المساجد على جمع زكاة الفطر وتوزيعها بمعرفتهم الخاصة على المستحقين من الفقراء.
ولا ينسى المسلمون الفلبينيون أن يزيِّنوا موائد الشهر الكريم بالأكلات المحلية الخاصة بهم مثل طبق «الكارى كاري» وهو اللحم بالبهارات وكذلك مشروب السكر والموز وجوز الهند، وهناك بعض الحلوى التى تشبه «القطائف» المصرية وعصير «قمر الدين»، ويلهو الأطفال فى هذا الشهر بعد الإفطار؛ حيث يرتدون الملابس المزيَّنة بالألوان والزخارف، ثم يحملون الفوانيس أو ما يشبهها، ويبدأون فى التنقل من مكان لآخر بل ويتولون إيقاظ النائمين لتناول طعام السحور وهو ما يضفى بهجةً على هذا الشهر الكريم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.