45 عاماً، لم تكن كافية، لتحرك الإدارة المحلية بمركز مغاغة، بمحافظة المنيا، لتغيير غطاء بالوعة الصرف الصحي، الذي هرم واستنفذ عمره الافتراضي، قبل أن يهرم الإهمال. أبى غطاء البالوعة أن يسقط في مدفنه وحده، فأصطحب معه، هشام فتحي عباس 12 سنة، الطالب بالصف الثاني الإعدادي، إلى القاع، ليخرج جثة هامدة بعد ثلاث ساعات من محاولات لإنقاذه التي بائت بالفشل، ليصفع رحيل الطالب وجه الإدارة المتخاذلة. معاينة نيابة مركز مغاغة، شمال المنيا، لمدرسة ''بني خلف'' الإعدادية، وفتحة '' بالوعة الصرف الصحي''، التي سقط بها الطالب، خالا فسحته المدرسية، كشفت من خلال سماع أقوال الشهود، أن غطاء ''البالوعة''، عمره من عمر إنشائها، نحو 45 عام، حيث تم إنشائها في عام 1970 بعمق كبير وحجم ضخم، لذا استلزم الأمر شفط وتعبئة نحو 18 سيارة كسح، علي مدار 3 ساعات، ليتثنى للأهالي انتشال جثة الطالب الضحية. وخلصت المعاينة والتحقيقات إلى أن الواقعة حدثت أثناء اليوم الدراسي، وتحديدا في فترة الفسحة، وأن الضحية كان يلهو مع أقرانه ويجري، عندما هوي غطاء ''البالوعة'' فجأة ساحبا التلميذ الضحية إلى أسفل.. ووجد حول فتحة البالوعة آثار غطاء ''حديد زهر'' متهالك، وبقايا طمي، ومخلفات صرف بعد إجراء عمليات كسح، وشفط، وتوسعته، ليتمكن الأهالي من استخراج جثمان الطفل الضحية. وقال محمد زغلول، عامل بالأوقاف، خال التلميذ الضحية، أن المدرسة تضم ما لا يقل عن 1300 طالب، وغطاء البئر متهالك، والمؤسف أن الحادث وقع بفناء المدرسة، وأثناء الفسحة، وكان ابن شقيقتي يلعب ويلهو مع أصحابه، وفجأة سقط بالبئر، في وقت أذان الظهر. وأضاف زغلول أن البئر تم حفره في عام 1970، وعمقه 30 متراً وأن الأهالي والمدرسين اضطروا لإحضار سيارات كسح، لتفريغ ''بيارة الصرف'' من المياه، مشدداً على ضرورة محاسبة المسئول عن إهمال تغيير غطاء بالوعة الصرف رغم تهالكة. كان اللواء أسامة متولي، مدير أمن المنيا، قد تلقي إخطارا من غرفة عمليات شرطة النجدة، ظهر أمس الاثنين، بمصرع تلميذ، طالب بمدرسة بني خلف الإعدادية، بمركز مغاغة .. وبتوجيه مأمورية من وحدة البحث الجنائي لموقع الحادث، تبين مصرع التلميذ، إثر سقوطه في بيارة صرف صحي بالمدرسة. وبسؤال أقرانه من التلاميذ وبعض العاملين بالمدرسة أفادوا أن التلميذ كان يقف أعلي غطاء بيارة الصرف الذي هوي فجأة ليسقط التلميذ وحاول كل العاملين التقاط الضحية دون جدوى. واستعانت المدرسة بعمال صرف وغطاسين تمكنوا بعد عدة محاولات من انتشال جثمان التلميذ بعد أن لفظ أنفاسه الأخيرة.