أعرب 53% من الشباب المصري تأييدهم لتدريس الثقافة الجنسية في المدارس العربية. جاء هذا في استطلاع أجراه موقع ''الحب ثقافة'' للصحة الانجابية بالتعاون مع منبر التفاعل الاجتماعي ''ناقشني''. يأتي هذا وسط فعاليات انطلاق الموقع في القاهرة بمشاركة الإعلامي والطبيب المصري خالد منتصر، والممثل والناشط المصري خالد أبو النجا، وداليا عبد الحميد من المبادرة الشخصية للحقوق الشخصية، وأحمد عوض الله الناشط في شبكة تثقيف الأقران.
احتدم النقاش في السنوات الأخيرة حول تدريس الثقافة الانجابية في المدارس. يبدو اننا أمام إعلام لم يسبق له مثيل في تغطية مواضيع الحب والعلاقات، إن كان عبر الانترنت أو التلفاز، وظواهر اجتماعية تستدعي الانتباه كالتحرش الجنسي.
تنتاب بعض الشباب والآباء أسئلة متزايدة في مواضيع متعلقة بالصحة والزواج، والحمل، والجنس. لماذا لا تتطرق المدارس لتلك القضايا تحديداً التي تحتل مساحة كبيرة من تفكير الشباب؟ في المقابل، هناك من يرى أن خوض النقاش في هذه المسائل ربما لا ينسجم مع طبيعة ثقافة المجتمع العربي، وأن القيم الاجتماعية السائدة ربما كفيلة بتربية الشباب.
السعي إلى مراجع آمنة
تراوحت الردود والتعليقات في النقاش. ''انا مؤيدة لذلك جداً حتى لا يقوم الأطفال او المراهقين بمعرفة هذه المعلومات (بأنفسهم)، وقد تكون خاطئة، من طرق غير دينية، أو من الأصدقاء'' تقول سهيلة - إحدى المشاركات في النقاش - وتضيف ''قد تحد من الظواهر الجنسية الغير مستحبة في مجتمعنا كالتحرش والاغتصاب الناتجين عن الكبت او عن طريق فهم هذه الثقافة بطريقة خاطئة''. وذكرت مشاركة أخرى أهمية توعية الأطفال حتى لا يقوم أحد باستغلالهم جنسياً أو اساءتهم.
يرى المناقش محمد المعارض لتدريس الثقافة الجنسية أن ''الثقافة بكافة اشكالها هي ليست امور للتدريس انما هي امور مكتسبة خاصة ما يتعلق بالثقافة الفردية التي تنطوي الثقافة الجنسية ضمنها ولا تدخل ضمن نطاق العلم فهي ليست نظريات''. كذلك يتحسب بعض المناقشين من حساسية نقاش هذه المواضع وأثرها النفسي على الطلبة.
الحب صفة نشترك فيها كبشر، والحمل هو شيء يحدث لكل النساء في العالم. في نفس الوقت هناك بعض الخصوصيات المحلية. دعا مشاركون إلى أن يتم تدريسها بطريقة تتناسب مع خصوصيات المجتمع المحلي. وعارض البعض، تخوفاً من كونها تتعارض مع الدين أو نشر سلوكيات غير مستحبة أو كونها ''تدمّر نظام الأسرة'' وفقاً لرأي معلّق. ''لو حد فيكم شاف كمية قضايا الطلاق والخلع في مصر والمشاكل اللي في البيوت (...) حتعرفوا فائدة تدريس الثقافة الجنسية في المدارس'' وفقاً للمناقشة ولاء.
يبدو أن هذا ما يقوم به موقع ''الحب ثقافة'' العربي. يساعد مختلف الفئات العمرية من خلال توفير المعلومات بطريقة علمية ووفقاً لخصوصيات المجتمع العربي.
