تجددت الاشتباكات في العاصمة الأوكرانية كييف بين المتظاهرين ورجال الشرطة، السبت، بعد فترة هدوء وجيزة بين الطرفين. وقالت السلطات إن المتظاهرين رشقوا رجال الشرطة بالحجارة والأجسام الحارقة، بينما اشتكى المتظاهرون المعارضون من أن قوات الأمن هاجمتهم بقنابل الصوت. وقالت السلطات إن المتظاهرين حرقوا المتاريس التي وضعتها قوات الأمن مجددا. وأفادت وكالة إنترفاكس للأنباء أن الوضع ظل في مجمله رغم ذلك هادئا. في غضون ذلك، أصدرت الولاياتالمتحدة أمس تحذيرا لمواطنيها من السفر إلى أوكرانيا مشيرة إلى أعمال العنف المتصاعدة في هذه الدولة وطالبت المواطنين الامريكيين هناك بالابتعاد عن المناطق التي تشهد أعمال احتجاج . وجاء في التحذير الذي أصدرته الخارجية الامريكية "ننصح المواطنين الأمريكيين بتجنب كافة الاحتجاجات والمظاهرات والتجمعات الكبيرة". وأشارت الخارجية الامريكية الى ان التحذير سيظل ساريا حتي الرابع والعشرين من آذار/مارس المقبل . وطالبت الخارجية الأمريكية في تحذيرها المواطنين الامريكيين الذين تقع مقار إقامتهم وفنادقهم بالقرب من أماكن الاحتجاجات بترك تلك المناطق أو الاستعداد لعدم مغادرة مقار اقامتهم أو فنادقهم والبقاء بالداخل، مع إمكانية أن يستمر ذلك لعدة ايام إذا ما وقعت اشتباكات . وقد دعت المعارضة الأوكرانية أمس إلى وساطة دولية بعد أن بدت المحادثات مع الرئيس فيكتور يانوكوفيتش غير حاسمة واجتاحت الاحتجاجات أنحاء ثاني أكبر دولة في أوروبا من حيث المساحة. وقال بطل الملاكمة السابق فيتالي كليتشكو إن الأزمة يمكن حلها فقط عن طريق الاتحاد الأوروبي ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا. وقال زعيم حزب أودار (اللكمة) :" لقد قرر يانوكوفيتش إعلان الحرب على شعبه بدلا من وقف المواجهة". وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري خلال منتدى الاقتصاد العالمي في دافوس بسويسرا إن دبلوماسيين من الولاياتالمتحدة يمارسون ضغطا على يانوكوفيتش للتخلي عن العنف وتهدئة مخاوف المحتجين وتعزيز الحريات الديمقراطية. وأضاف كيري "سنواصل الوقوف إلى صف الشعب في أوكرانيا". وفى وقت سابق أمس ، عقد مفوض الاتحاد الأوروبي لشؤون التوسع وسياسة الجوار ستيفان فولي محادثات مع يانوكوفيتش ورئيس أركانه الجديد أندري كليويف، وذلك حسبما قالت حكومة الرئيس الأوكراني التي لم تكشف عن تفاصيل اللقاء. وكان يانوكوفيتش قد وعد بإجراء تعديل وزاري والعفو عن المحتجين المعتقلين وتعديل القوانين المثيرة للجدل المقيدة للحريات التي أدى تمريرها الأسبوع الماضي إلى اندلاع موجة جديدة من الاحتجاجات أسفرت عن مقتل ثلاثة أشخاص على الأقل حتى الآن. وكانت القوانين التي وقعها يانوكوفيتش، قد أثارت موجة واسعة من الانتقادات لأنها تحد من حرية التعبير وتفرض عقوبات جديدة على الاحتجاجات غير المشروعة. وقال زعماء المعارضة إنهم يريدون إلغاء هذه القوانين تماما. وأفادت تقارير إخبارية بأن يانوكوفيتش قال خلال اجتماع مع زعماء دينيين إن البرلمان سيعتمد القرارات في جلسة خاصة يوم الثلاثاء المقبل. ونقل عنه قوله "سأفعل كل شيء لوضع حد لهذا النزاع". وأضاف أنه بحث تلك الخطوات مع زعماء المعارضة أول أمس الخميس.