من أمام كنيسة ''مارجرجس'' بالجيزة، وفى هذا اليوم من كل عام، تظهر أمامها السعائف والسنابل والتى تحيطها الألوان، مزينة أما بالصليب أو بصورة البابا شنودة مرصعة على إحدى السنابل ، وسط إقبال حاشد من أبناء الكنيسة للاحتفال بالعيد. قبل أسبوع واحد من عيد القيامة المجيد، يجلس الباعة للسعف حول محيط الكنيسة العتيقة، يحيطهم الأطفال الصغار يلعبون بسنابل القمح، فى مشهد سنوى احتفالا بالعيد، ليجلس ''عم توفيق'' و''عم بيومى'' وسط السعاف المختلفة الأشكال والأحجام، يقابلا كل زوار الكنيسة بابتسامة واسعة، بمناسبة حلول العيد. بجلبابه الصعيدى، وبشرته المصرية السمراء، يقول ''عم توفيق'' إن السعف المستخدم فى العيد مصنوع من سنابل القمح، والذى يعمل عليها هو وأقرانه من الكنيسة من أجل صناعة حليات ومعلقات سعفية يأخذها كل رواد الكنيسة. ''عيد السعف عندنا زى حلاوة المولد والأضحية عند المسلمين بالظبط''.. قالها عم ''بيومى'' - شريك ''توفيق'' أمام الكنيسة - تلك الكلمات عن السعف الذى يقبل على شرائه الأقباط فى ذلك اليوم، ويقول أن الأحجام الكبيرة هى السعف، أما الأحجام الصغيرة فهى سنابل القمح. عيد ''السعف'' هو عيد مصرى قبطى يُعرف أيضاً ب''أحد الشعانين''، يحتفل به الأقباط بذكرى دخول المسيح إلى أورشليم؛ حيث استقبله أهالي القدس بعد أن سمعه آياته بأعمدة السعف والسنابل والزيتون، لذلك يعاد استخدام الزعف والزينة في أغلب الكنائس للاحتفال بهذا اليوم. يقول عم ''توفيق'' :''سنابل القمح والسعف بتبقى بركة فى البيوت، ومش بس المسيحين بس هما اللى بياخدوها، ده كمان المسلمين، وكتير جدا كمان''، مضيفاً:'' فى العيد بناكل الرنجة والملانة وكل أكل شم النسيم''. ويلتقط عم ''بيومى'' طرف الحديث من قرينه ويقول :''عيد السعف بيكون زى عيد الفطر كدة للمسلمين؛ لأنه يأتى بعد فترة صيام 55 يوم، نمتنع فيها عن أكل اللحوم والحيوانات الحية، وفطرنا هيكون يوم الأحد القادم الساعة 12 بليل؛ أي ليلة عيد شم النسيم''. المشهد من حول الرجلين كان مزدحماً بإقبال من أبناء الكنيسة من الأقباط للاستعداد لعيد السعف، كما لم يخلُ المشهد من تواجد لرجال الأمن وعربتهم أمام الكنيسة.