يحتفل أقباط مصر، اليوم الأحد، بعيد الشعانين المعروف بإسم أحد السعف أو"الزعف" كما اعتاد المصريون نطقه. بأحد السعف وهو العيد الرابع من الأعياد الكبرى فى الكنيسة القبطية، ويوافق ذكري دخول السيد المسيح إلي مدينة أوشاليم - القدس. ومع الساعات الأولي من الصباح تزينت الكنائس بالورد والسعف وسنابل القمح في استقبال أقباط مصر لحضور صلاة دورة السعف، تعقبها صلاة القداس التى تنتهى فى الثانية والنصف ظهرا، ثم تعقبها صلاة التجنيز – الجنازة – لأن الأقباط لا يصلون على الموتى خلال هذا الأسبوع. ويسترجع الأقباط خلال احتفالاتهم اليوم بأحد السعف، ذكرى دخول السيد المسيح إلى القدس راكبا على حمار، وذلك من خلال عمل مسيرة للأطفال لتمثيل مشهد دخول القدس، ويحمل الجميع جريد النخل والسعف وأغصان الزيتون للتعبير عن فرحتهم بدخول المسيح إلى مدينة القدس. وسعف النخل بالنسبة للأقباط له دلالات عدة فهو ليس فقط يمثل قلب النخل، بل يتميز بأنه جديد وأبيض، وهما صفتان لازمتان للقلب النقى، فقلب النخلة بلاشك هو ميلاد جديد لفروعها. كما أنه طرى يستسلم لصانعه يشكله كما يشاء، وقد اعتاد الأقباط يوم عيد السعف علي جدل قلب النخل فى هيئة صليب أوقلب يقدمونه كقربان. أما كلمة الشعانين فهي كلمة من اللغة العبرية تعني بالعربية يارب خلصنا، ويبدأ الأقباط بعد ظهر يوم الاحتفال به في أسبوع الآلام ويستدعوا ذكرى آلام المسيح وتآمر اليهود عليه فيما يطلقون عليه يوم" الجمعة العظيمة)، وتنتهى الاحتفالات الحزينة بعيد القيامة المجيد الموافق يوم الأحد المقبل. ويعد الأقباط الذي يعيشون في القاهرة محظوظين، هذه المرة؛ لأن البابا شنودة لظروف صحية لن يسافر هذا العام إلي مقر اقامته بدير الأنبا بيشوي ولن يقوم بجولته المعتادة في الأديرة المحيطه به وهي السوريان والبراموس وأبو مقار، لكنه سيقضي مع الأقباط في القاهرةة كل إحتفالاتهم لأسبوع الآلام، حيث يصلي في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية. ويتوافق المصريون جميعا على اختلاف طبقاتهم ودياناتهم علي الاحتفال بأسبوع الآلام وشم النسيم فى تناغم فريد من نوعه، يؤكد علي وحدة المصريين وتماسكهم منذ القدم، حيث يتبادلون فيه التهانى ويقومون بالطقوس نفسها خاصة تلك المتعلقة بالمأكل مثل البيض الملون والسمك بأنواعه، فضلا عن خروجهم إلى المتنزهات.
