تفاقمت أزمة السولار بمحافظة الوادي الجديد بشكل يهدد العديد من الابار الزراعية والعيون السطيحة بزمام المحافظة بالتوقف، وهو ما قد يهدد الزراعات والثروة الحيوانية بالعطش. وتضاربت تصريحات المسئولين بوزارة التموين عن الاحتياجات الفعلية للمحافظة، حيث تراوحت الكمية المطلوبة ما بين 250 و275 طن سولار يومي، بينما الكميات التي ترد إلى محطات الوقود بالمحافظة والجمعية التعاونية للبترول لا تزيد عن 150 طن واحيانا 170 طن سولار مما يهدد بتوقف عملية الزراعة وعطش الثروة الحيوانية بالإضافة إلى توقف محطات تنقية مياه الشرب في بعض قري المحافظة بسبب اعتمادها على ابار تعمل السولار.
ويقول محمد سعيد، صاحب أحد العيون السطحية في الخارجة: "أن أزمة السولار بالمحافظة تهدد زراعاتي والتي تصل إلى 9 افدنة، وحيواناتي وبهائمنا العطش حيث أن البئر او العين التي تقوم بري الارض الزراعية تعمل بالسولار، بالإضافة إلى توقف اعمال الحرث في كثير من الاحيان نظرا لندرة السولار وتوقف الجرار الزراعي مما يضطرني في بعض الاحيان إلى الاستغناء عن اعمال الحرث وتسوية الارض في بعض مساحتها لتوفير السولار لتشغيل العين السطحية لري الارض بدلا من تعرض المزروعات للعطش". ويقول محمد اسماعيل مدير إدارة التجارة الداخلية بمديرية التموين بالمحافظة: " بلدنا بتشرب سولار.. فهناك اعتماد كبير لعدد من ابار مياه الشرب والزراعة والري على السولار بالرغم من جهود المحافظة لكهربة ابار الري للتغلب علي هذه المشكلة، الا أن تكلفة هذه العملية تمنع كهربة كافة ابار المحافظة والتي تتجاوز 600 بئر زراعي ومياه شرب، بالإضافة إلى تعرض بعض قري مركز الفرافرة لانقطاع الكهرباء لساعات طويلة بسبب اعتمادها بشكل كبير على محطات توليد كهرباء ديزل خاصة بعض قري ابو منقار بمركز الفرافرة". وأكد مدير التجارة الداخلية بوزارة التموين بالوادي الجديد، أن مشكلة السولار في الوادي الجديد تعود لعدة اسباب من اهمها استمرار عملية نقل المنتجات الزراعية من منطقة شرق العوينات إلى الموانئ والاسواق الخارجية مع اتساع رقعة المحافظة وطول المسافات بينها وبين المراكز الادارية والمحافظات المجاورة والتي تتجاوز اكثر من 700 كيلومتر مما يدفع سيارات النقل الكبيرة والمقطورة إلى التزود بكميات هائلة من السولار تصل في بعض الاحيان إلى 900 لتر سولار داخل حدود المحافظة فقط، بالإضافة إلى تخوف المواطنين من نقص السولار مما يدفعهم إلى مليء "جراكن" بسعات 25 لتر والاحتفاظ بها داخل سيارات النقل او على سطح سيارات الميكروباص مما يسبب عجزا شديدا في ارصدة المحافظة من السولار. ويقول أحمد محمد، سائق ميكروباص، أن ازمة السولار في المحافظة وعدم قدرة التموين والبترول على توفير الاحتياجات الفعلية تسببت في رواج السوق السوداء بالوادي الجديد مما يضطرنا في بعض الاحيان إلى شراء السولار من السوق السوداء بأسعار باهظة تصل في بعض الاحيان إلى 4 جنيه للتر الواحد، وهو ما يضطرنا في النهاية إلى رفع الاجرة على الركاب ويدفع بنا إلى مشكلات يومية مع المسافرين خارج المحافظة بسبب رفع تعريفة الاجرة بدون أن يصدر قرار من الجهة المختصة برفع اسعار الاجرة وهو الامر الذي يسبب مشكلات يومية في مواقف سيارات الاجرة مع المواطنين.
وقال صلاح السيد مدير مديرية التموين بالوادي الجديد، أن ازمة السولار بالمحافظة حقيقة ولا ننكرها، ولكن المشكلة أن المحافظة بعيدة عن باقي محافظات الجمهورية مما يسبب تأخيرا في وصول الكميات المقررة لمحطات الوقود بها، كما أن الكميات التي تصل إلى المحافظة هي 150 – 170 طن سولار، بينما الاحتياج الفعلي للمحافظة الامن هو 250 طن يومي وتسعي المديرية حاليا لمحاولة توفير السولار بمحطات الوقود ومحطات توليد الكهرباء والابار التي تعمل بالسولار
