أدلى أحمد محمد عبد الجواد، القيادي بحزب مصر القوية، بشهادته على احداث الشعب التي شهدها ميدان التحرير خلال مظاهرات ''جمعة الحساب''، الجمعة الماضية، بوصفه أحد الداعين، والمنظمين للتظاهرات. وقال عبر حسابه الشخصي ب''فيس بوك'': آثرت أن أؤجل شهادتي على أحداث جمعة 12 أكتوبر الأليمة والتي أراها وصمة عار في جبين الثورة المصرية ولن ينساها التاريخ أيام قليلة حتى تهدأ النفوس وتنشغل العقول بتقييم هذه الاحداث ، وفي هذا الاطار سأجتهد في تحليلي لأحداث اليوم أن اسرد الأحداث وأحللها بشكل موضوعي محايد قدر ما أستطيع . بداية يعلم الجميع أنه بدأت دعوات الاحتشاد والتظاهر في هذا اليوم منذ فترة ليست بالقليلة تحت هدف '' جمعة الحساب '' وبتبني مطالب تتعلق بالاعتراض علي الجمعية التأسيسية وتشكيلها وكذلك محاسبة رئيس الجمهورية بعد مرور 100 يوم . وتزامن في هذه الفترة صدور حكم ببراءة بلطجية الحزب الوطني المتهمين في معركة الجمل، وكانت هذه الاحكام مدعاة لانتفاضة بعض القوى الثورية والقوي السياسية اعتراضا علي هذه الاحكام ومطالبة بتطهير القضاء واقرار قانون السلطة القضائية واستقالة النائب العام وبالفعل وفي يوم الخميس شارك العديد من القوي السياسية في مظاهرات أمام دار القضاء العالي وفق هذه المطالب علي رأسها حركة 6 أبريل وحزبي التيار المصري ومصر القوية وبعض الحركات الثورية وكانت مظاهرة جيدة من حيث العدد وتحديد المطالب ، وفي هذا السياق اذكر أنه لم يتبادر إلى مسامعي أي هجوم حاد أو هتاف خارج ضد الإخوان أو الرئيس، اللهم إلا بعض الهتافات الغاضبة ضد الرئيس وما خرج منها عن الحدود لم يتجاوب معه المتظاهرين . في نفس التوقيت بدأ الاخوان المسلمين بالتواجد في ميدان التحرير بأعداد ليست بالقليلة وكان تواجدهم داخل الميدان بدون رفع لأي مطالب أو مشاركة للمتواجدين في مطالبهم، واستمر هذا التواجد حتى وقت متأخر من مساء ليلة الجمعة ولست متأكدا إن كانت هناك أعداد قضت ليلتها في الميدان أم لا . وفي تلك الليلة وعندما بدأت أعداد الإخوان في التزايد واثناء رفع المتظاهرين أو هتافهم بهتافات معارضة للرئيس أو فيها تجريح وإساءة للإخوان والرئيس كانت تحدث مناوشات واشتباكات بين المتظاهرين والإخوان ، وكان هذا مؤشرا واضحا لكل المتابعين والحضور وبينهم قيادات وسطية من الإخوان أن هذه الأحداث ستكون عنيفة في اليوم التالي نتيجة لاحتقان الجميع ، ومن الملفت أيضا وجود تجمعات ليست بالقليلة كانت متحفزة ضد من يهاجم الرئيس ولكن يبدو تماما عليها عدم انتماؤها للإخوان ( نفس الاشكال اللي كان الاخوان بيقولوا عليهم بلطجية لما يشوفوهم في الميدان ايام التظاهر ضد العسكر). يحضرني هنا ايضا التأكيد علي مبادرة بعض شباب القوي الثورية بالاتصال بقيادات الاخوان الوسطية وطلب عدم نزول الاخوان في الميدان يوم الجمعة تجنبا لوقوع أي صدامات خاصة وأنهم ذكروا لهم أنه هناك نية متعمدة ومبيتة للتحرش بالإخوان في الميدان وافتعال ازمات من قبل بعض الجهلاء ، وللأسف وفق شهادة أحد هؤلاء الشباب كان الرد عليهم من أحد الرموز (خليهم يعملوا كده ونشوف مين اللي يقدر علي التاني ). في صباح يوم الجمعة كانت الأعداد قليلة وحتى بعد صلاة الجمعة استمرت الأعداد في ازدياد وفي هذه الأثناء بدأ بعض الشباب في إعداد منصة محسوبين علي التيار الشعبي وبعد صلاة الجمعة صعد أحد الشباب علي المنصة وهتف (يسقط يسقط حكم المرشد ) وبدأت الاشتباكات ردا على هذا الهتاف حتى هدأت واشتدت حدتها مرة أخرى نتيجة الهتاف علي المنصة ضد الإخوان وفي هذه الأثناء - ووفق شهادة أحد أصدقائي وكان شاهد عيان - باردت مجموعة بهدم منصة التيار الشعبي وضمنها مجموعة من الاخوان من وسط القاهرة (وذكر لي وسط القاهرة لأنه يعلمهم بالاسم ) وعندها اشتعلت المواجهات . تابعت المواجهات علي شاشات الفضائيات وكتبت موجها نصائح للإخوان بإخلاء الميدان تفويتا للفرصة علي استغلال هذه الأحداث في تشوية والهجوم علي الإخوان وهوجمت تحت دعوى أنني اتهم الاخوان بأنهم متواجدين في الميدان وهذا افتراء مني علي الإخوان وأنهم غير متواجدين في الميدان ولن ينزلوا إلا في الساعة الخامسة. توجهت لميدان التحرير علي الفور عندما علمت من بعض الزملاء أن مسيرة ليست بالقليلة من شباب الاشتراكيين الثوريين و6 أبريل والتيار الشعبي متوجهة من الدقي إلى التحرير واذا دخلت التحرير في ظل هذه المواجهات ستكون المواجهات اكثر عنفا ، وحاول بعض الشباب إثناء قيادات هذه المسيرة عن دخولهم الميدان ولكنهم أصروا وخاصة عندما علموا أنه تم هدم منصتهم داخل الميدان ، فاتصلنا ببعض قيادات الحرية والعدالة وشباب الحزب المعنيين بالاتصال السياسي وطلبنا منهم اتخاذ قرار بانسحاب الاخوان من الميدان وكان الرد انه بالفعل تم اتخاذ قرار بتجمع الاخوان في الخامسة عند المتحف المصري بميدان عبد المنعم رياض وانطلاقهم في مسيرة الي دار القضاء العالي . وصلت الميدان بعد صلاة العصر وكانت مسيرة الدقي قد وصلت التحرير واشتدت المواجهات بشكل عنيف جدا وفوجئت ان الاخوان متواجدين في الميدان بشكل كثيف جدا وبأعداد ليست بالقليلة وخاصة من محافظات الاقاليم وكان هذا واضحا من اعداد الاتوبيسات حول الميدان ومن المتواجدين في الميدان والذين كان أغلبهم من الشباب والرجال وتواجد النساء كان ضعيفا جدا . توجهت مباشرة للمسؤولين من الاخوان عن الميدان ووجدتهم يحاولون جاهدين سحب الاخوان من الميدان ولكن دون استجابة ملحوظة من المتواجدين حيث انهم كانوا يقومون بعمل مسيرة داخل الميدان لسحب المتواجدين خارجه ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل اكثر من مرة وصرح لي احد هذه القيادات ان الاخوان محتقنين جدا ورافضين اخلاء الميدان بسبب تعرضهم للعنف وكثرة اعداد المصابين من طرف الاخوان . في هذه الاثناء تواجدت بالفعل أعداد ليست بالقليلة أمام دار القضاء العالي من الاخوان وخاصة من محافظتي القاهرة والجيزة واستمر تواجد محافظات الاقاليم في الميدان حتى الساعة السادسة مساءا وكما هو معتاد بدأت هذه الاعداد في الانسحاب او اخلاء الميدان بعد صلاة المغرب وكانت القيادات الميدانية اكدت ان الاخوان سيخلون الميدان بعد صلاة المغرب وهذا ما تم بالفعل والذي صحبه مع انسحابهم استمرار المواجهات حتى تم اخلاء الميدان بالكامل . لن اجتهد في الحديث حول من اخطأ ومن اصاب فالأحداث واضحة ولكن اود ان اؤكد انه بدا واضحا تماما -وهذه شهادة حق لا اقصد بها الدخول في نوايا قيادات الاخوان التي قررت النزول للميدان - ان التواجد في الميدان كان بهدف التشويش علي مظاهرة القوي المدنية واؤكد هذا بالتالي : - عدم وضوح هدف النزول للعديد من الاخوان المشاركين خاصة من الاقاليم والذين تحدثت معهم ووجدتهم يعلنون انهم اتوا للميدان تأييدا للرئيس ضد دعوات اسقاط التأسيسية . - الهتافات في الميدان كانت تعلو ضد اي من يهتف منتقدا او مهاجما للرئيس ونادرا ما كنت اسمع هتافا آخر يرفع مطالب واضحة . - لم ارى اي لافتات مع الاخوان المتواجدين بالميدان ترفع مطالب متعلقة بردود الافعال علي براءات معركة الجمل ، ولكنني رأيت بنرات ضخمة وكثيفة امام دار القضاء العالي مع الاخوان المتواجدين هناك خاصة بتلك المطالب . ايضا يجب ان اؤكد انه ومنذ يوم الخميس بدا واضحا انه هناك العديد من الشباب متحفز ضد الاخوان وظهر ذلك في بعض التهديدات التي ظهرت علي الانترنت وبدت واضحة في حالات الهجوم علي الاخوان واستخدام الفاظ خارجة ضد شخص الرئيس بهدف استفزاز الاخوان وكانت من شباب يلبسون تي شيرتات التيار الشعبي . ايضا لا يفوتني ان اؤكد في شهادتي الجهد الذي بذله العديد من الشباب الذين احسبه مخلصا لوطنه املا في فض الاشتباكات وعلي رأسهم شباب حزب التيار المصري الذين اشهد الله عز وجل انني ما رأيت احد مثلهم في مبادرتهم في اي قضية او حدث متعلق بالثورة . هذا خلاصة ما اردت نقله وبشكل اجتهدت ان اكون فيه موضوعيا واشهد الله عز وجل انني لا افعل ذلك بدافع الهجوم علي اي طرف وانما هي شهادة طلبها مني العديد من الاصدقاء والزملاء . ولا شك ان هذا اليوم لن ينساه كل من تواجد في ميدان التحرير من يوم 25 يناير ففي نفس المكان الذي شهد ولادة الحلم وشهد احداثا محفورة في اذهان كل من تواجد وكل بقعة فيه تجد ذكريات لن تنساها ، وفي كل بقعة منه سقطت دماء شباب اراهم الان اكثر المتحسرين علي هذه الاحداث ، نفس المكان شهد المعركة الخطأ بين الاطراف الخطأ بسبب القرار الغير المسئول من المسئول الغير المسئول .