بعدا أن انتهت خطة المائة، يوم التي وعد بها الرئيس محمد مرسي لحل خمس مشاكل رئيسية تمس المواطن المصري هي الأمن والمرور والنظافة ورغيف الخبز والوقود ، أثارت النتائج التى أعلنها الرئيس مرسي في خطابه يوم السادس من اكتوبر باستاد القاهرة، حالة من الجدل في الشارع المصري، فالبعض يرى أن شيئاً لم يتحقق، وأخرون أشادوا بإنجازات الرئيس. في السطور القادمة سنتناول واحدة من هذه المشكلات وهي مشكلة المرور. فقد ذكر موقع مرسي ميتر أن الرئيس لم يُحقق سوى وعد واحد من 21 وعد تتعلق بمشكلات المرور وهو إزالة كافة إشغالات الطرق، أما باقي الوعود فلم يتحقق منها شيء. كما رصد برنامج "مراقبنكم" التابع لشبكة " مراقبون بلا حدود " الذي تخصص في مراقبة القرارت التي تصدر عن مؤسسة الرئاسة وتصنيفها وتوثيقها ومقارنتها مع برنامج المئة يوم للرئيس، رصد تقريراً يضم فيه ما لم يستطع أن يحققه الرئيس في ملف المرور. التقرير ذكر أنه لم يتم تنفيذ 17 بندا في ملف المرور وهما السماح بمرور السيارات النصف نقل والربع نقل داخل المدن من الساعة التاسعة مساء حتى السابعة صباحا، واجراء جميع أعمال الصيانة بالكباري والطرق بعد منتصف الليل، وتنتهي قبل السادسة صباحا، كذا والسماح بمرور الشاحنات والترلات داخل الطرق الرئيسية بالمدن والطرق الدائرية من الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل حتى السادسة صباحا ، وتخفيض قيمة الضرائب على المركبات التي تلتزم بقواعد المرور خلال سنة الترخيص، وسحب السيارة على حساب المخالف وزيادة الأوناش بشكل كبير، وإلغاء فكرة كلبشات السيارة لأنها تعيق الطريق، والغاء نظام المخالفات الروتينية، وحملات التوعية الاعلامية. أيضا لم يلتزم بحسب التقرير بإعادة تخطيط الميادين الكبرى ، وتحديد أماكن وقوف الميكروباص بجميع الطرق، واستغلال الأراضي الفضاء في وقوف السيارات، والمرونة في توقيتات الحضور والانصراف للعاملين في القطاع العام مع تفادي خروج طلبة المدارس والجامعات، وتفعيل مشروع ميكنة الخدمات الحكومية ومجموعة من الوعود الأخرى التي كانت ضمن برنامج المئة يوم. ويقول اللواء أحمد عاصم "خبير المرور والإعلام المروري": هناك فرق بين الانضباط المروري وحل مشكلة المرور، ويجب أن نفرق جيدا بين تحقيق الهدفين، فالانضباط المروري لم يتحقق بعد، نظراً لأننا لازلنا نعاني من عدم الاستقرار الأمني بالإضافة إلى العشوائيات والباعة الجائلين والاشغالات، لذلك لم يتحقق هذا الانضباط بعد. وأضاف :"من المستحيل أن تربط حل مشكلة المرور ب100 يوم، ولا أي عدد من السنين، لسبب بسيط وهو أنها مرتبطة بخطط استراتيجية مرورية تعتمد على خطط طويلة الأجل، وخطط قصيرة الأجل، ولم يتم البدء في الإثنين". فالخطط قصيرة الأجل تعتمد على تفعيل القوانين للإزالة الفورية للانشغالات وسرعة الانتهاء من المشروعات والانجازات التي نسعي جميعا في الانتهاء منها مثل المراحل الخاصة بمترو الانفاق، وعملية تخطيط الطرق واعادة تنظيم وتخطيط المدن، وداخل هذه المدن من خلال تنظيم مواقف السرفيس والميكروباص وسيارات أجرة الاقاليم، فكل هذه الأمور لم يتم البدء فيها. وتابع حديثه قائلاً: أما بالنسبة للخطط طويلة الأجل التي تتلخص في بحث ودراسة خروج بعض الوزارات من القاهرة، والقضاء علي المركزية بالإضافة لوضع المعالجات الهندسية محل التنفيذ الفعلي ، تلك المعالجات الخاصة بالفتحات واليوترنات والتخطيط الهندسي السليم الذي كثيرا ما نفتقده". وأردف: " لن نستطيع أن نقول أن الرئيس ظلم نفسه بتحديد مئة يوم لحل تلك المشاكل، لكن يمكن القول أن هناك أحداث وحالة من عدم الاستقرار حالت دون أن نفًعل كل هذه الأمور خلال هذه المدة ، فعندما أكد الرئيس عى برنامج المئة يوم كان عنده أمل أن تتحقق كل هذ الأمور، لكنه لن يعمل بمفرده، فلابد أن يعمل من خلال العناصر الموجودة معه ومن خلال شعب يدرك مسئولياته". وأضاف: "لكننا حتى الآن لازلنا نعاني من مطالب فئوية ومن تظاهرات واضرابات وقطع طرق، وكل هذا يؤجل أي طموحات أو مشروعات أو انجازات تطمح أن تخرج إلى النور قريبا". واختتم حديثه قائلاً " لابد خلال هذه المرحلة التي نطالب فيها بتفعيل القوانين المرورية والخروج من مشاكل المرور وبحث امكانية ودراسة نقل الوزارات والادارات ووضع الحلول الايجابية للخروج من هذه المشكلة ، أن نعتمد على الخبراء والمتخصصين المهمومين بمشاكل المرور، ويجب تفعيل التوصيات التي خرجت بها المؤتمرات والندوات ولقاءات المرور المتعددة التي عُقدت خلال المرحلة الماضية وتفعيلها وتنفيذها وخروجها إلى النور. ومن جانبه أكد الدكتور المهندس عادل الكاشف " رئيس الجمعية المصرية للطرق والكباري " أن الوعود المتعلقة بملف المرور خلال برنامج المئة يوم لم يتحقق منها شئ ، قائلاً "اليوم لدينا منظومة خطة عمل قومية وخطة مشتركة استراتيجية لإصلاح منظومة المرور ، فلا يجب أن أقول سأصلح المرور خلال 100 يوم ويكون كل همي النزول لعمل حملات مرورية على المناطق الظاهرة والمعروفة إعلاميا مثل روكسي ومصر الجديدة وجاردن سيتي. وأوضح الكاشف أن التصريح بأن 100 يوم كافية لإصلاح المرور، ليس منطقياً، ف 10سنوات غير كافية لذلك ، والسبب أننا نتعامل مع منظومة أحد اطرافها العامل البشري، وهو أهم ما في منظومة المرور. وأضاف : من الأمور الأساسية التي تُعيق حل مشكلة المرور هو السلوك البشري المشين فهناك مواطنين لم يتعلموا قواعد المرور، وهناك أميين، والعديد من السلوكيات الخاطئة والتربية الغير سليمة، بالإضافة إلى ضباط مازالوا يعيشون في توابع النظام القديم، وهناك الكثير من الرشاوي، وانعدام الثقافة المرورية. واختتم حديثه بقوله : خطة العمل المروري أكبر من 100 يوم بكثير، فلابد من وضع خطة قومية ممنهجة ومشروع قومي استراتيجي لإصلاح منظومة المرور، ويبدأ في نفس التوقيت في جميع القري والمحافظات، وتكون بنية صادقة وخالصة لوجه الله، وليست لهدف انتخابي أو سياسي.