الابتسامة على وجوههم لا تنقطع أبداً.. يتلفتون يميناً ويساراً بحثاً عن من يخلصهم من معاناتهم.. يصطفوا على الرصيف الأشهر فى مصر.. يساندون أبيهم للمطالبة بتعديل أجره مثل زملائه أصحاب نفس الشكوى.. إنهم أبناء ''يحيي المنشاوي'' . لم تختلف مشاكل الطفل ''مُسلم'' وأشقائه عن باقى مشاكل طلاب مصر من أبناء الطبقة الكادحة، لكنهم قرروا أن يعبروا عن رأيهم بالحضور مع أبيهم الاستاذ يحيى المنشاوى - مدرس أول لغة عربية بمدرسة فى حي دار السلام - إلى اعتصام المعلمين لأنهم يعتقدون أن حل مشاكلهم تبدأ بحل مشاكل والدهم المعلم حتى يستطيع توفير الحياة الكريمة لمُسلم وأخواته . يقول مُسلم - الطالب فى الصف الاول الاعدادى - بنبرة الرجال '' أنا من أول يوم فى الاعتصام موجود مع والدى؛ بروح بليل متأخر أنام ساعتين وأصحى أروح المدرسة ''ساعات''، وبعدين أجى الاعتصام وأفضل واقف مع المدرسين، لازم المدرسين ياخدوا حقوقهم وإلا هيدوا دروس خصوصية، عشان يأكلوا عيالهم، وأولياء الأمور تستلف أو يطلعوا عيالهم من المدرسة لأن الطالب بيسقط لو مأخدش الدرس''. وأكد مسلم الذي تسكن الابتسامة وجهه دائماً :''المفروض البلد تهتم بالتعليم بعد نسبة الجهل المنتشرة، لكن دلوقتى مفيش حد بيتعلم عشان الفلوس، مثلا أنا أبويا مش معاه فلوس يجبلى كشاكيل أنا وإخواتى بحوالى 300 جنيه فى السنة لأن الكشكول بقه ب 2 و 3 جنيه، ده غير فلوس الدرس والكتب''. وشكى ''مُسلم'' من المدرسة لأنها ترفض تسليم الكتب للطلبة إلا إذا دفعوا المصاريف بالرغم من تصريح الوزير '' إن الكتب ببلاش'' - على حد قوله - مضيفاً'' الناس هتجيب منين 75 جنيه مصاريف الإعدادية و55 جنيه مصاريف الابتدائية''، مشيرا إلى أخويه عصام ورحمة المشاركان فى اعتصام المعلمين مع والدهم. ويقول الابن الاكبر للاستاذ يحيي'' المدرسين أكتر ناس لازم تاخد فلوس لأنهم بيعلموا الطلبة اللى هيكونوا دكاترة ومهندسين، حتى الرئيس و الوزير خارجين من عند مدرسين برده فيستهلوا يخدوا حقهم''. لم تكن أمنيات الطفل ''مسلم'' كثيرة '' أنا مش عايز غير إنى اتعلم انا وإخواتى وناكل ونشرب حلو ونقعد فى بيت حلو.. بس كده ! ''.