بعد موسم ثري قد لا يتكرر مرة أخرى، تنافس فيه ما يقرب من خمسين مسلسسلا تليفزيونيا، نجحت نسبة ضئيلة جدا من تلك المسلسلات في الاستحواذ على نسب إعجاب المشاهدين، وتحقيق نسب مشاهدة عالية. حيث انحصر النجاح في أعمال النجوم الكبار، وعلى رأسهم مسلسل النجم الكبير عادل إمام ''فرقة ناجي عطاالله'' الذي حظي بأعلى نسب المشاهدة طبقا للعديد من استطلاعات الرأي، لكن النقاد من ناحيتهم لم يروه كلهم بنفس الطريقة، حيث وصفته الناقدة ماجدة خير الله بأنه عمل ''خفيف'' للتسلية فقط، بينما وصفه نادر عدلي بأنه عمل بوليسي جيد مصنوع بما يتناسب مع نوعيته بشكل جيد. أما مسلسل ''مع سبق الإصرار'' الذي قامت ببطولته الفنانة غادة عبد الرازق، فقد وصفه الكثيرون بأن مكتوب بشكل محكم، وممتع في الوقت نفسه فقال عنه الكاتب الكبير محمد الغيطي أنه باستثناء ما جاء به من ألفاظ يتحفظ عليها، فهو سيناريو متميز للغاية على حسب تعبيره. ومن أبرز الأعمال التي أجمع عليها النقاد مسلسل نابليون والمحروسة، والذي يروي حقائق تاريخية، ضمن جديلة من الأحداث الخيالية المنسوجة بحرفية، وقد قال عنه الكاتب الكبير محمد الغيطي أنه من أعظم الأعمال إخراجا وصورة وأداءا، كما قال عنه الناقد طارق الشناوي، أنه من أفضل أعمال هذا العام والتي ستشكل نقلة في الدراما المصرية. أما مسلسل الخواجة عبد القادر، فقد وصفه النقاد بأنه من أفضل أعمال هذا الموسم، حيث قدم نوعا جديدا راقيا من الدراما الدينية، وأضافت أنه يقدم قيمة ويعالج قضية هامة، وهي قضية الفهم الخاطيء للتدين. وبالرغم من أن آراء النقاد والكتاب والصحافيين لم تعكس بدقة رأي الجمهور، لكنها على الأقل عكست حقيقة الأعمال التي شهدها الموسم. حيث نال المسلسل السعودي القطري ''الفاروق''، والذي يتناول السيرة الذاتية للصحابي عمر بن الخطاب، إعجاب النقاد، مؤكدين أن كل عوامل النجاح قد توافرت فيه، في حين أكد الناقد نادر عدلي على أنه عملا تاريخيا، وليس دينيا، كما رأى طارق الشناوي أنه أضخم عمل عربي، إنتاجيا، وحرفيا، وأنه آجلا أو عاجلا سيشاهده كل العرب، والمسلمون، وأجمع النقاد على كونه إضافة كبيرة للدراما العربية، وصناعة دراما التاريخ. كما أبدت إعجابها الناقدة ماجدة خير الله بمسلسل ''سيدنا السيد''، حيث رأت أنه يقدم نموذجا جيدا للدراما الصعيدية، ومضون جيد، بينما رأى آخرون أنه و''شمس الأنصاري'' لم يخرجا عن الإطار التقليدي للتصور الذي يحصر الصعيد في الكبير، والمطاريد. أما مسلسل باب الخلق للفنان محمود عبد العزيز، والذي كان صداه أقل من المتوقع خاصة بعد الغياب الطويل للساحر، فقد قال فيه الغيطي أن الشيء الوحيد الممتع فيه هو أداء محمود عبد العزيز لكن فكرة المسلسل ساذجة، واتفق معه عدلي أنه ''سطّح'' قضية الإرهاب وتناولها بشكل ساذج. فيما أتت بعد ذلك المسلسلات التي لفتت الانتباه لكون من قدموها شبابا، ومن أهمها مسلسل ''رقم مجهول'' الذي قدم نوعية جديدة تعتمد على التشويق، لم تقدم كثيرا في الدراما المصرية، وينشغل متابعوه بحل لغز صاحب الرقم المجهول الذي يهدد بطل المسلسل، خاصة بعدما أشيع عن التعتيم الذي يحيط بالحلقة الأخيرة، وهو ما جعل الصحافة أيضا تلقي الضوء عليه. أما المسلسل الشبابي ''طرف تالت'' كان محل خلاف حيث يراه بعد النقاد نموذج سيِّء، ويجعل من البلطجية أبطال، لكن نادر عدلي اختلف معه حيث رآه عملا جيدا لا ينقصه سوى مبرر لما يفعله أبطال المسلسل، كما انتقدت حنان شومان الكثافة في تناول شخصية ''البلطجي'' هذا العام خاصة في مسلسلي ''طرف تالت''، و''البلطجي''. كما حظيت بعض الأعمال بالنقد سلبا ومنها مسلسل ''كاريوكا''، حيث أجمع عدد كبير من النقاد على أن المسلسل كان محبطا إنتاجيا، ودراميا، كما انتقدوا تمثيل الفنانة ''وفاء عامر'' دور الفنانة الراحلة ''تحية كاريوكا'' في عمر 18 سنة.