عقدت الجامعة الأمريكية بالقاهرة حلقة نقاشية مع الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، الحائز على جائزة بولتيزر، تحدث فيها عن رؤيته لمصر بعد مصر بعد عام من ثورة 25 يناير، ورؤيته لمستقبلها في ضوء نتائج الانتخابات البرلمانية التي لم يتبقى منها سوى جولة الإعادة بالمرحلة الثالثة والأخيرة. كما تناول فريدمان، في الحلقة التي أدارها الدكتور نبيل فهمي، سفير مصر السابق في الولاياتالمتحدة وعميد كلية العلاقات العامة بالجامعة الأمريكية، الموقف الولاياتالمتحدة من الثورات العربية، وتنامي التيارات الإسلامية في دول الربيع العربي، وغيرها من الموضوعات الأخرى، مثل الصراع الأمريكي الإسرائيلي – الإيراني. وقال فريدمان إن هناك تغيرات كبيرة حدثت في مصر بعد ثورة 25 يناير، أهمها الانتخابات البرلمانية التي جرت فيها، وأن هذه التغيرات ناتجة عن وعي الشعب المصري بثورته. وأشار إلى أنه لم يفاجئ بالنتائج التي حققتها جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة في الانتخابات الأخيرة. على العكس أعرب عن تفاجئه بنتائج السلفيين. وقال ''الناس ذهبت لصناديق الاقتراع لأنها تحتاج إلى الأمن والوظائف والتعليم''. وتحدث عن الانتخابات المصرية وزيارته لإحدى اللجان الانتخابية في شبرا الخيمة خلال المرحلة الثالثة والأخيرة، ولفت إلى أن اللجنة التي كانت للسيدات اللاتي ذكرن أنهن انتخبن مرشحي الإخوان والسلفيين، ولم يذكرن أسبابا دينية لذلك، إنما لرغبتهن في تحقيق الأمن والتعليمة والجيد والرعاية الصحية المناسبة، مشيرا إلى أن ذلك ما كتبه في مقاله بجريدة نيويورك تايمز. ولفت إلى الدور الذي لعبته التكنولوجيا الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي مثل ''فيسبوك'' و''تويتر'' في الثورات العربية فضلا عن دورها في التغيرات الحاصلة في العالم أجمع، وقال أنها جعلت العالم أكثر ارتباطا من ذي قبل. وأوضح أن مصر أصبح بها لاعبين جدد هم: الجيش الذي يدير البلاد، والقوى الإسلامية والليبرالية التي فازت في الانتخابات، والشباب الذي يشعر بأنه يملك الشارع، والأغلبية الصامتة التي أظهرت قوتها من خلال التصويت في الانتخابات. وكان هناك طلبة من الجامعة الأمريكية يحملون لافتات تندد بالسياسات الأمريكية وأيضا صورا لأطفال من العراق، وتحدث بعضهم عن القنابل المسلية للدموع التي تصدرها الولاياتالمتحدة لمصر وتطلقها قوات الأمن على المتظاهرين، وتحدثوا عن ''اعتداءات حدثت أثناء أحداث محمد محمود الأخيرة داخل حرم الجامعة الأمريكية بالتحرير''. وانتقد طلبة الجامعة سياسات الولاياتالمتحدة تجاه الشرق الأوسط ومساندتها العمياء لإسرائيل، وأيضا حديثها الدائم عن أنها راعية الحريات والديمقراطية، بينما تغض الطرف عما يجري في السعودية والبحرين من انتهاكات لحقوق الإنسان. وكذلك حدثها عن إيران وبرنامجها النووي بينما تغض الطرف أيضا عن إسرائيل الدولة الوحيدة التي تمتلك سلاحا نوويا في المنطقة. وتوماس فريدمان، تخرج في الجامعة الأمريكية بالقاهرة عام 1974، وعمل كمراسل صحفي، وكاتب دولي، وحصل على ثلاث جوائز بوليتزر، وألف خمسة كتب تعد هي الأكثر مبيعا من بينهم ''من بيروت إلى القدس'' و''العالم مسطح''. وكان عدد من طلاب الجامعة الأمريكية بالقاهرة قد دعوا إلى التظاهر، رفضا زيارة فريدمان للجامعة، ودشنوا في سبيل ذلك صفحة على ''فيسبوك''، حملت اسم ''NO to Thomas Friedman supporter of war crimes at AUC''، لا لتوماس فريدمان المؤيد لارتكاب جرائم الحرب في الجامعة الأمريكية''. وكتب الطلاب علي صفحتهم أن توماس فريدمان متحمس للدولة الصهيونية، وأنه معروف بدعمه للحرب الأمريكية علي العراق، وللجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين واللبنانيين، وأضافوا أن فريدمان دائم المهاجمة للعرب، ويتهمهم بأنهم في حالة تدهور لأنهم ليسوا لديهم فهم أعمق تجاه الغرب. وأشار الطلاب إلي أن المسؤولين لم يحققوا حتى الآن، في قتل القناصة لمتظاهري ميدان التحرير أيام الثورة الأولي من فوق الجامعة.