اقتحم عشرات من السلفيين في تونس اليوم الاثنين ''كلية الآداب والفنون والإنسانيات'' بمحافظة منوبة (شمال العاصمة تونس) ومنعوا طلاب الإنجليزية والفرنسية من إجراء الامتحانات احتجاجا على منع الإدارة طالبة منقبة من اجتياز الامتحان وللمطالبة بالفصل بين الإناث والذكور داخل الكلية. وتتبع الكلية إداريا ''جامعة منوبة'' التي تعتبر من أكبر جامعات تونس. وقالت الجامعة في بيان نشرته على موقعها الرسمي على شبكة الإنترنت إنّ ''مجموعة من السلفيين... قاموا باكتساح الكلية وإقامة حواجز بشرية أمام مداخل قاعات الدروس مدافعين عن ما أسموه حق المنقبات في إجراء الامتحانات'' ما أدى إلى ''منع'' طلاب شعبتي الإنجليزية والفرنسية من ''إجراء امتحاناتهم''. وأضافت :''رفض أساتذة كلية الآداب أي مساومة بخصوص دخول المنقبات لإجراء الامتحانات بالنقاب متمسكين بضرورة احترام التراتيب الداخلية للمؤسسة ومنها التعريف بهوية الطالب مهما كان جنسه أو انتماؤه''. وأوضحت أنّ عميد الكلية اضطرّ إلى ''تعليق الدروس'' وأن الأساتذة عقدوا ''اجتماعا طارئا لدراسة الوضع''. من جانبه ، قال شكري مبخوت رئيس جامعة منوبة في اتصال هاتفي مع وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إنّ ''السلفيين وعددهم يتراوح بين 50 و60 نفرا طالبوا أيضا بفتح بين للصلاة داخل الكلية وبالفصل بين الذكور والإناث وأن تتولى امرأة تدريس الطالبات ورجل تدريس الطلاب''. وذكر أن ''السلفيين الذي يحملون لحى ويرتدون ملابس على الطريقة الأفغانية جلبوا معهم حشايا (للنوم عليها) ودخلوا في اعتصام داخل مقرّ إدارة الكلية وأنهم لا يزالون هناك إلى حدّ اللحظة''. من جانبه ، قال حبيب كزدغلي عميد كلية الآداب والفنون والإنسانيات إن مجموعة من الطلاب الموالين للسلفيين احتجزوه عدة ساعات داخل مكتبه. لكن الطلاب نفوا ذلك وقالوا إنهم عرضوا عليه مغادرة مكتبه إلا أنه فضل البقاء داخله فيما أكد رئيس الجامعة عملية الاحتجاز. وكان المجلس العلمي للكلية قرر في الثاني من نوفمبر الجاري منع طالبات وموظفي وأساتذة الكلية من ارتداء النقاب لأسباب ''بيداجوجية''.