الرياض (رويترز) - تعتزم شركة راسل للاستثمارات لادارة صناديق الاستثمار ومقرها لندن اطلاق صندوقي استثمار في الخليج خلال العام الجاري للاستفادة من فرص النمو والعوامل الاساسية القوية لبعض أسواق المنطقة ولاسيما السوق السعودية. وتتوقع الشركة زيادة مستوى تعرض استثماراتها بالمنطقة والذي يقل عن مليار دولار حاليا بين مليار وملياري دولار العام المقبل. وقال باسكال دوفال المدير الاداري التنفيذي لدى راسل للاستثمارات في منطقة أوروبا والشرق الاوسط وأفريقيا لرويترز خلال مقابلة عبر الهاتف "ندير أصولا بقيمة 155 مليار دولار اليوم ومن بين تلك الاصول هناك نسبة تعرض ضعيفة للغاية لمنطقة الخليج تقل عن مليار دولار." وأضاف "سنؤسس صندوقي استثمار واحد في الخليج وربما واحد في السعودية هذا سيرفع مستوى تعرضنا للمنطقة. هذا هو الوضع اليوم ولكن في غضون عام أعتقد أننا سنحسن مستوى تعرضنا بما لا يقل عن مليار أو ملياري دولار." وأوضح أن شركته تعمل حاليا على افتتاح مكتب في دبي بحلول يونيو حزيران ومكتب اخر في الرياض بنهاية العام المقبل. وقال دوفال "الخطة هى مواصلة العمل على زيادة وجودنا المحلي وزيادة استثماراتنا في المنطقة. ولهذا بدأنا كخطوة أولى بتأسيس مكتب في دبي لكننا لن نتوقف هناك." وتابع أن قطر تأتي على رأس الأسواق التي ستكون الأكثر جاذبية هذا العام في ظل الاستقرار الاقتصادي والسياسي الذي تتمتع به ولكونها بعيدة عن موجة الاحتجاجات التي طالت المنطقة الى جانب ايرادات النفط والغاز القوية بالبلاد. وتشهد المنطقة العربية احتجاجات شعبية غير مسبوقة أدت للاطاحة برئيسي تونس ومصر وامتد أثرها الى سلطنة عمان والبحرين واليمن وليبيا الا أن قطر والسعودية مازالتا بمعزل حتى الآن عن تلك الموجة. وأوضح دوفال أن السوق الاماراتية أيضا ستكون من الأسواق الجذابة هذا العام وستشهد تحولا جيدا اذ أن الاسعار آخذة في التحسن بصورة أفضل مما يؤهل السوق لان تكون "قصة انتعاش." وقال "كما أن لدينا ايمانا قويا بالسوق السعودية لهذا أعتقد أننا سنفتتح مكتبا في الرياض بنهاية العام. سيكون صغيرا لكن جيدا للبداية." وأشار دوفال الى أن السوق السعودية تتمتع بعوامل أساسية قوية اذ تعمل السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم وأكبر اقتصاد عربي على تنويع اقتصادها وعلى الاستثمار بقوة في البنية الاساسية الامر الذي من شأنه أن يتيح دخول التمويل من المستمرين العالميين الى الاقتصاد السعودي. ومن المتوقع أن ينمو الاقتصاد السعودي 4.3 بالمئة هذا العام بعد نمو يقدر عند 3.8 بالمئة في 2010 وذلك بدعم من ارتفاع أسعار النفط وقوة الانفاق المالي. وكشفت السعودية في ديسمبر كانون الأول عن موازنة 2011 والتي شملت خططا لانفاق 580 مليار ريال هذا العام مع التركيز على مشروعات التعليم والبنية الآساسية. وعن سوق الاسهم السعودية قال دوفال "السوق السعودية جذابة للغاية ولا تزال الاسعار منخفضة للغاية. أتوقع أن تظل السوق السعودية مستقرة هذا العام. وتابع "حتى في حال ظهور تقلبات نتيجة الأحداث الخارجية - والتي لم تؤثر بقوة على السوق - سيستثمر السعوديون أنفسهم في السوق المحلية." وفي مارس أعلن الملياردير السعودي الامير الوليد بن طلال أنه استثمر 500 مليون ريال سعودي (133.3 مليون دولار) في البورصة السعودية على مدى أسبوعين وأنه مستعد لاستثمار 500 مليون ريال اضافية مستقبلا وفقا للفرص الاستثمارية المتاحة. وتعرض المؤشر السعودي لخسائر كبيرة قاربت 20 بالمئة الشهر الماضي حينما سجل في الثاني من مارس اذار أدنى مستوياته خلال 22 شهرا عند 5231.5 نقطة لكنه سرعان ما تعافى بعد ضخ عدد من المؤسسات الحكومية كالمؤسسة العامة للتقاعد وكبار المستثمرين مبالغ كبيرة في البورصة لترتفع منذ ذلك الحين وحتى اغلاق يوم الثلاثاء 25.2 بالمئة. وأوضح دوفال أن السوق السعودية أكبر سوق للاسهم في العالم العربي من شأنها أن تشهد دعما كبيرا في حال فتحت أبوابها أمام المستثمرين الأجانب. وقال "في حال تمكن السعوديون من القيام بتلك النقلة وفتح السوق المحلية أمام المستثمرين الاجانب ستلقى السوق دعما ملحوظا." كان عبد الرحمن التويجري رئيس السوق المالية السعودية قال لرويترز في اكتوبر تشرين الاول ان المملكة تخطط لفتح السوق المالية السعودية أكثر أمام المستثمرين الأجانب لكن ذلك سيتم تدريجيا وبشكل منظم خشية دخول الأموال الساخنة الى السوق كما أنها قد تسمح للأجانب بدخول سوق السندات الثانوية بالسعودية وهو الشئ المسموح به للاجانب المقيمين في المملكة لكن الامر يحتاج للمناقشة وسيتطلب بعض الوقت. (الدولار يساوي 3.75 ريال سعودي)