أعلن المسؤولون اليابانيون أنه تم رصد مستويات مرتفعة من الإشعاعات النووية في المياه المحيطة بمبنى أحد المفاعلات في مجمع فوكوشيما النووي المعطوب. وأوضح المسؤولون أن تسرب المياه الملوثة بالإشعاع داخل أحد الأنفاق المؤدية إلى المفاعل رقم 2 يزيد المخاوف من انتشار التسرب إلى كافة عناصر البيئة الخارجية المحيطة بالمجمع. وكانت الحكومة اليابانية قد وجهت انتقادات حادة لشركة تيبكو القائمة على تشغيل المجمع الذي يضم أربعة مفاعلات بسبب خطء من الشركة في قراءة مستويات الإشعاع. ويقول مارك ورثنجتون مراسل بي بي سي في طوكيو إن تسرب المياه المشعة خارج نطاق المفاعل المعطوب هو نذير شؤم. فحتى الآن اقتصر رصد المياه المشعة على البحيرات الصغيرة التي تكونت داخل مبنى المجمع نتيجة محاولات تبريده بمياه البحر. وتقول المعلومات إن نفق الصيانة الذي عثر به على المياه المشعة لا يبعد سوى 55 مترا عن شاطئ المحيط الهادي الذي يطل عليه المفاعل. ولكن شركة تيبكو تقول إنه لا يوجد حتى الآن دليل على أن المياه الملوثة قد انسابت بالفعل إلى مياه المحيط. وجاء ذلك الإعلان في الوقت الذي أكد فيه وزير شؤون الحكومة اليابانية يوكيو إدانو أن الأولوية الآن في جهود احتواء كارثة فوكوشيما هي منع المياه الملوثة من بلوغ الشاطي. وجاءت تلك التصريحات بعد أن أعلنت تيبكو أن القراءة الصحيحة لمستوى الاشعاع في المفاعل رقم 2 هي مائة ألف ضعف المعدل المسموح به عالميا. وكان الخطأ الذي وقعت فيه الشركة عندما أعلنت أن الإشعاع في المفاعل يزيد عشرة ملايين مرة عن المعدل المسموح به قد أحدث ذعرا إضافيا داخل المجتع الياباني الجريح، وبالرغم من أن الشركة قد اعتذرت عن ذلك الخطأ وصححته إلا أن الواقعة أثارت شكوكا حول قدرتها على إدارة الأزمة بصورة سليمة. وقد استيقظت اليابان صباح الأثنين على هزة أرضية جديدة بلغت شدتها 6,5 درجة على مقياس ريختر وشعر بها سكان المناطق الساحلية الشمالية. وأصدرت السلطات اليابانية تحذيرا من موجات تسونامي جديدة قد تحدث نتيجة للهزة الأخيرة. ويعكف الفنيون اليابانيون ومعهم خبراء من عدة دول نووية على محاولة استرجاع طاقة التشغيل في نظام التبريد بالمفاعل رقم 2 في مجمع فوكوشيما. وقد أدى الزلزال الأخير في اليابان إلى تشريد نحو 190 ألف شخص جرفت مياه تسونامي منازلهم ، ورغم الجهود الكبيرة التي تبذل لتسكين المشردين إلا أن التقارير تقول إن ما تم إنجازه في هذا الصدد لا يعدو كسرا من رقم كبير. وهناك 20 ألف جندي أمريكي يساعدون جيش الدفاع الياباني في توزيع المعونات وحفظ الأمن ، وذلك في إطار ماوصف بأنه أكبر عملية تعاون أمريكي ياباني في المجال المدني. وإلى جانب نقص المأوى لمتضرري الزلزال هناك ايضا شح كبير في مياه الشرب والأغذية والوقود والمواد الطبية.