اثار تعيين الباجي قائد السبسي (84 عاما) على راس الحكومة الانتقالية انتقادات في تونس بينما تواصل الاثنين الاعتصام الذي بدأ قبل عشرة ايام للمطالبة برحيل سلفه محمد الغنوشي. ولم يقنع رحيل الغنوشي الذي يطالب به متظاهرون منذ توليه مهامه في 17 كانون الثاني/يناير الماضي بعيد الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، وبقي المحتجون معتصمين في ساحة الحكومة بالقصبة في العاصمة التونسية. وقال النقابي محمد فاضل منسق الاعتصام "نحن مستمرون في اعتصامنا حتى تشكيل مجلس تاسيسي والاعتراف بمجلس حماية الثورة" المكون من احزاب معارضة ومنظمات وجمعيات نقابية ومدنية. واليوم، قدم وزير الصناعة والتكنولوجيا محمد عفيف شلبي الذي كان عضوا في آخر حكومة في عهد بن علي، الاثنين استقالته من الحكومة الانتقالية، على ما اعلنت وكالة تونس افريقيا للانباء الحكومية. ولا يبدو ان تولي رئيس وزراء جديد قد هدأ الوضع الذي لا يزال متوترا في شارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة بعد يومين من الصدامات العنيفة بين المتظاهرين وقوات الامن خلفت خمسة قتلى، بحسب حصيلة رسمية. وبدت حركة السير محدودة صباح الاثنين في الشارع الذي بقيت مقاهيه مغلقة. وتم نشر تعزيزات عسكرية قرب مقر وزارة الداخلية الذي شكل ابرز المواقع التي استهدفتها الاحتجاجات في الايام الاخيرة. وقال شهود انه خلال نهاية الاسبوع الماضي تم نهب متاجر واحراقها في وسط العاصمة. وقال راشد الغنوشي القيادي في حركة النهضة الاسلامية تعقيبا على تعيين قائد السبسي على راس الحكومة "رحلت حكومة بن علي ويجب ان تحل محلها حكومة الشعب". واضاف "يتوجب ان تحصل الحكومة الجديدة على تاييد مجلس حماية الثورة". من جانبه قال علي رمضان الامين العام المساعد للاتحاد العام التونسي للشغل (المركزية النقابية) ان التعيين "السريع وبدون تشاور" للباجي قائد السبسي وهو وزير سابق في عهد الرئيس الحبيب بورقيبة (1957-1987) ونائب سابق في عهد الرئيس زين العابدين بن علي (1987-2011) "شكل مفاجأة". واضاف القيادي في المركزية النقابية التي تتمتع بحضور وانتشار مؤثرين في تونس "كيف يمكن ضمان التوافق المطلوب لاخراج تونس من الوضع الصعب بينما لا يمنح الرئيس الموقت نفسه ولو مهلة 24 ساعة لاجراء مشاورات لتعيين رئيس وزراء ايا كان؟". في المقابل قالت مية الجريبي الامينة العامة للحزب الديموقراطي التقدمي المشارك في حكومة الغنوشي ان تولي الباجي قائد السبسي منصب رئيس الوزراء "سيعطي نفسا جديدا للعملية التي ستؤدي الى انتخابات حرة وشرعية في تونس". وتظاهر نحو الفي شخص مساء الاحد امام منزل رئيس الوزراء المستقيل للتعبير عن دعمهم للغنوشي، بحسب مشاركين في التجمع. وكتبت صحيفة لابرس الحكومية اليوم في افتتاحيتها ان الغنوشي من خلال استقالته "انهى مسيرته ببادرة حكيمة تشرفه، مقرا بانه ليس الرجل المناسب للوضع" الحالي في تونس. بيد ان صحيفة تونس هيبدو (خاصة) حذرت الاثنين من انه "مع النسق الذي تسير به الامور حاليا فهناك مخاطر كبيرة من الالتفاف على العملية الانتقالية التي تاثرت سلبا بالرعونة الكبيرة للحكومة الغارقة في الممارسات القديمة وبدسائس سياسيين مشبوهين ركبوا موجة الثورة لخدمة انفسهم اكثر منه لخدمة الاخرين".