القاهرة (رويترز) - سمحت الاطاحة بالرئيس المصري حسني مبارك من السلطة للجماعة الإسلامية التي حملت السلاح يوما ما ضد نظامه بالخروج من الظل للمرة الاولى منذ سنوات عديدة. وقال عاصم عبد الماجد (53 سنة) القيادي بالجماعة والذي قضى نصف عمره في السجن لدوره في اغتيال الرئيس المصري أنور السادات ان الجماعة عقدت أولى اجتماعاتها العلنية منذ 15 عاما هذا الاسبوع. لم يكن هذا متخيلا قبل اسابيع قليلة عندما كان مبارك في السلطة. وقمع نظام مبارك الاسلاميين الذين اعتبرهم تهديدا لحكمه ونجا من محاولة اغتيال على يد متشددين اسلاميين في عام 1995 . ويقول عبدالماجد الذي تقاسم وقتا ما زنزانة مع الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري ان الجماعة تريد بداية جديدة في علاقتها مع الدولة. وأضاف أن الجماعة باقية على التزامها بالامتناع عن العنف وبالهدنة التي اعلنتها في عام 1997 . واضاف في مقابلة هاتفية من أسيوط وهي احدى المحافظات التي شهدت بدايات الجماعة ونموها في صعيد مصر في الماضي "موقفنا هو فتح صفحة جديدة مع النظام الجديد" مشيرا الى أنهم سيتعاونون "من أجل ما هو في صالح البلاد". ويقول عبدالماجد الذي انتمي للجماعة منذ عام 1978 ويحتفظ بعضوية مجلسها للشورى ان الجماعة تريد احياء نشاطها في الدعوة للاسلام ومساعدة الفقراء. وأضاف ان الجماعة ستقدم "النصح للقائمين على أمور البلاد دائما بما نرى محققا لمصلحلة البلاد. هل سنشارك في العمل السياسي بشكل أكبر من ذلك هذا كله محل بحث ودراسة." وتابع "نعود الى العمل بعد 15 عاما من المنع. لااستطيع ان اقول حجم التعاطف كيف سيكون في الشارع". واشتبكت الجماعة التي سعت لاقامة دولة اسلامية في حرب عصابات على مستوى محدود مع الشرطة في الفترة من 1992 الى 1997 تركزت في صعيد مصر بالاساس. وقتل ما يزيد على الف شخص جراء ذلك العنف. وأعلن بعض قياديي الجماعة المعتقلين هدنة في عام 1997 تجاهلها أعضاء اخرون بالجماعة وقتلوا 62 شخصا بينهم 58 سائحا اجنبيا في معبد فرعوني بالاقصر بعدها بشهور قليلة. وفي عام 2003 نشرت القيادة المعتقلة للجماعة والتي أدانت مذبحة الاقصر سلسلة مراجعات تنبذ العنف وتدين القاعدة وتستبعد قكرة الاستيلاء على السلطة كوسيلة لدفع المصريين صوب منهجهم. واعتقل عبدالماجد خلال الفترة من 1981 الى 2006 حيث حكم عليه بالسجن مدة 15 عاما لتقديمه دعما "ماديا ومعنويا" لقتلة السادات وحكم عليه بالسجن مدى الحياه في قضية منفصلة أثناء محاكمة جماعية لمتشددين في عام 1982 . ومنذ الافراج عنه لم يمارس عبدالماجد نشاطا علنيا وقال ان اعضاء الجماعة واجهوا بعد خروجهم من السجون "قمعا شديدا" من قوات الامن. وقال انه وضع في عام 2007 قيد الاقامة الجبرية لشهرين بعد تحدثه في مناسبة عامة مضيفا أن أمل التغيير في مصر كان "حلما بعيد المنال" لكنه تحقق. وأقامت الجماعة ما سماه عبدالماجد باحتفاليين في جنوب مصر احدهما في اسيوط والاخر في المنيا. وقال انه حضر في الاحتفال الذي اقيم في المنيا الف شخص وحضر عدد اقل قليلا في اسيوط حيث تجمعوا في مسجد استخدمته الجماعة للمرة الاولي في السبعينيات. ولم تحاول قوات الامن منع الاحتفال. وطالب عبدالماجد بالافراج عن 150 من أعضاء الجماعة لا يزالون في السجون المصرية. ودعا الولاياتالمتحدة لاعادة عمر عبد الرحمن (73 عاما) والذي قال انه تتلمذ علي يده في السجن وخارج السجن مشيرا الى أنه قضى معه بعض الوقت في السجن بمصر . وادين عبد الرحمن عام 1995 بالتامر للهجوم على مقر الاممالمتحدة ومنشات مهمة اخرى في نيويورك في أعقاب تفجير مركز التجارة العالمي عام 1993. ونسف المركز ببرجيه في هجمات الحادي عشر من سبتمبر ايلول عام 2001 على يد تنظيم القاعدة. وقال عبدالماجد انه لم ير الظواهري نائب زعيم تنظيم القاعدة منذ غادر الاخير السجن في مصر في منتصف الثمانينات. في ذلك الوقت كان الظواهري عضوا بجماعة الجهاد الاسلامي المصرية وليس الجماعة الاسلامية. وأضاف عبدالماجد انهم في الجماعة الاسلامية نشروا اكثر من دراسة تصحح الاخطاء الشرعية التي وقع فيها شباب وقيادة القاعدة مشيرا الى أن العنف ليس "السياسة المثلى" للتعامل مع الغرب.