توجه التشاديون الاحد الى صناديق الاقتراع للادلاء باصواتهم في انتخابات تشريعية يأملون ان تجري بحرية وشفافية في بلدهم الذي يشهد نزاعات مستمرة منذ سنوات. وفي نجامينا افتتح الرئيس ادريس ديبي مركزا للاقتراع في الدائرة الاولى بالادلاء بصوته في الساعة 8,15 (7,15 تغ) وسط اجراءات امنية مشددة. ودعا في هذه المناسبة "كل التشاديين والتشاديات الى التصويت بكثافة للقيام بواجبهم كمواطنين واختيار ممثليهم في الجمعية الوطنية". واضاف "اخرجوا بكثافة، وهذا يعني ايضا اننا نملك الخيار ويجب ان يجري ذلك بشفافية وبهدوء خصوصا". وتابع "آمل ان يخرج بلدنا كبيرا من هذه الانتخابات وان يخرج الشعب موحدا من هذا الاقتراع". ودعي 4,8 ملايين ناخب من اصل 11,1 مليون نسمة للادلاء باصواتم للاقتراع في هذه الانتخابات الاولى التي ستجرى هذا العام قبل الدورة الاولى من الاقتراع الرئاسي في الثالث من نيسان/ابريل ثم الانتخابات المحلية في حزيران/يونيو. ومنذ 2006، اعيد انتخاب الرئيس ادريس ديبي الذي وصل الى السلطة بانقلاب في 1990 وتمتع في اغلب الاحيان بدعم فرنسا، بينما قاطع الانتخابات تنظيما المعارضة الرئيسيان تحالف تنسيقية الدفاع عن الدستور واتحاد العمل من اجل الجمهورية. وتشارك المعارضة في الانتخابات هذه المرة. وتنظيم هذه الانتخابات التشريعية من جولة واحدة (بالنظام النسبي) ياتي قبل شهر ونصف الشهر من الانتخابات الرئاسية المقررة في نيسان/ابريل وقبل انتخابات محلية في حزيران/يونيو. ويتوقع ان تمنح الانتخابات مزيدا من الوزن للمعارضة السياسية في بلد لم يكن يعرف عمليا من الاحتجاج الا التمرد المسلح. وكانت المعارضة والغالبية وقعتا في الاثناء وبعد ستة اشهر من المفاوضات برعاية الاتحاد الاوروبي اتفاق 13 آب/اغسطس 2007 الذي يضع رسميا البلاد على طريق الديموقراطية والانتخابات العادلة والشفافة. وستهيمن الحركة الوطنية للانقاذ التي تشغل حاليا 116 من اصل 155 مقعدا في البرلمان، على الجمعية المقبلة على الارجح. ومع ذلك ستشكل هذه الانتخابات اختبارا للمعارضة التي لم تشارك في اي اقتراع منذ 2002. وهي تأمل ان تثبت وجودها قبل الانتخابات الرئاسية مع انها لا تملك الوسائل المتوفرة للحركة الوطنية للانقاذ وتبدو مشتتة جدا في تشاد التي تضم اكثر من مئة حزب سياسي. وكانت تنسيقية الدفاع عن الدستور اشارت الى عدة "اخفاقات" في تنظيم الاقتراع وقالت ان "الوضع اسوأ مما كان عليه في الانتخابات السابقة". واعترفت اللجنة الانتخابية الوطنية المستقلة "ببعض الثغرات على الارض" لكنها اكدت انها قامت "بمعالجتها عندما ابلغت بها". واكد رئيس اللجنة يحيى محمد ليغيتا انه طلب "الا تستخدم الاحزاب والمرشحون الا الوسائل التي ينص عليها القانون" في حال الاعتراض على اي نقطة. وقالت اللجنة ان 250 مراقبا دوليا واكثر من 1600 مراقب محلي سينتشرون في مراكز الاقتراع لمتابعة عمليات التصويت. وكان ديبي الذي تولى السلطة اثر انقلاب عسكري تصدى لعدة هجمات مسلحة لمتمردين وصل بعضهم الى ابواب قصره. ومنذ ان تحسنت العلاقات مع السودان بدا ان حرب الغارات المسلحة قد انتهت كما ان ديبي استطاع مع عائدات النفط ان يجهز جيشه. وهناك اكثر من مئة حزب في تشاد الكثير منها لا يوجد الا في المستوى الاقليمي، كما اوضح مراقب دولي اشار الى "فارق كبير في الامكانيات" بين المعارضة والحزب الحاكم الحزب الوحيد الذي تمكن من انجاز حملة على المستوى الوطني.