لندن (رويترز) - قال وزير الخارجية البريطاني السابق جاك سترو يوم الاربعاء أمام لجنة في لندن تجري تحقيقا بخصوص الحرب في العراق في اخر أيام جلسات اللجنة العلنية ان الرئيس الامريكي السابق جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني الاسبق توني بلير لم يكونا ينتويان شرا بالعراق في عام 2003. ورفض سترو الذي كان وزيرا للخارجية في بريطانيا بين عامي 2001 و2006 اتهامات وجهها منتقدون للحرب بأن العمل العسكري كان دوما ما انتواه بوش وبلير على المدى الطويل. وقال "ثمة نوع من الاعتقاد الواسع النطاق.. أن كل ما حدث كان محططا مسبقا انطلاقا من نوايا شريرة للرئيس بوش ورئيس الوزراء بلير." وأضاف "ينبغي أن أقول لكم حيث أني كنت في قلب الاحداث مباشرة ان ذلك لم يكن صحيحا على الاطلاق بالنسبة لرئيس الوزراء بلير على الاقل." كما أكد سترو أنه توجه لمقابلة بلير قبل نحو أسبوع من الغزو ليقول ان بريطانيا يمكن أن تتراجع عن العمل العسكري. وكان شاهد لم يذكر اسمه قد قال في التحقيق ان سترو عرض على بلير "طريقا للخروج" لكن بلير كان مصمما. وقال سترو "لا أعتقد أن أحدا كان تواقا الى العمل العسكري. انه أمر رهيب وسيقتل أناس. كنت قلقا اذ رأيت أننا ينبغي أن نستكشف كل البدائل الممكنة." وذكر أنه رغم أنه كان يرى الموضوع "من منظور مختلف" عن منظور بلير فقد أيد تماما قرار الحرب. وكان سترو اخر شخص أدلى بشهادته علنا في النحقيق الذي يجرى بخصوص دور بريطانيا في الحرب. وتمارس لجنة التحقيق المؤلفة من خمسة أعضاء عملها منذ نوفمبر تشرين الثاني عام 2009 واستمعت الى شهادات مسؤولين كبار في الجيش والحكومة وشخصيات سياسية منها بلير وخلفه رئيس الوزراء السابق جوردون براون. وقال رئيس اللجنة المسؤول الحكومي السابق جون تشيلكوت ان اللجنة ستحتاج الى عدة شهور أخرى لاعداد تقريرها النهائي حيث تحتاج الى عقد المزيد من جلسات الاستماع المغلقة. وقال "نركز الان أنا وزملائي على كتابة تقريرنا وقلنا اننا سنقدم رواية موثوقا بها لقرابة تسع سنوات من وجود بريطانيا في العراق." وأضاف "انها مهمة كبيرة وسنصل الى كل نتائجنا وتوصياتنا على أساس تحليلنا لجميع الادلة." وعندما تقدم اللجنة تقريرها سيكون معظم التركيز على ما ستتوصل اليه بخصوص قرار بلير ارسال 45 ألف جندي بريطاني للاشتراك في الغزو ومشروعية الحرب التي قتل فيها 179 جنديا بريطانيا. وزعم منتقدون طويلا أن بلير تعمد تضليل الرأي العام بخصوص الاسباب التي ساقها للحرب وهي أسلحة الدمار الشامل التي قال ان الرئيس العراقي السابق صدام حسين كان يملكها ولكن لم يعثر عليها قط. وكان سترو في ثالث مرة مثل فيها أمام لجنة التحقيق يبدو مهتاجا في بعض الاحيان وخاصة عندما أصر على أن تغيير النظام لم يكن على جدول الاعمال البريطاني في أعقاب هجمات 11 سبتمبر أيلول عام 2001 على الولاياتالمتحدة. وقال "وجهة النظر التي عبرت عنها علنا هي نفسها التي عبرت عنها سرا وهي أن تغيير النظام لم يكن فكرة طيبة لنسعى الى تحقيقها كهدف وكان ذلك غير قانوني بشكل واضح على أي الاحوال ولذا لم يكن خيارا."