طلب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو رسميا من الرئيس الاميركي باراك اوباما العفو عن جوناثان بولارد اليهودي الاميركي المسجون منذ 25 عاما في الولاياتالمتحدة بتهمة التجسس لحساب اسرائيل. واكد البيت الابيض انه تلقى رسالة من نتانياهو تطلب العفو عن جوناثان بولارد، موضحا ان الطلب ستتم "دراسته". وقال نتانياهو في كلمة القاها في الكنيست، مكررا العبارات التي وردت في الرسالة التي بعث بها الى اوباما، "عزيزي الرئيس، باسم الشعب الاسرائيلي، اتوجه اليكم بطلب العفو عن جوناثان بولارد". واعترف رئيس الحكومة الاسرائيلية بأن "جوناثان بولارد كان ينشط لدى اعتقاله كعميل للحكومة الاسرائيلية. وحتى وان لم تكن اسرائيل توجه حملتها الاستخبارية ضد الولاياتالمتحدة، فقد تصرفت بطريقة خاطئة وغير مقبولة على الاطلاق". واكد نتانياهو "لكن بولارد والحكومة الاسرائيلية اعربا اكثر من مرة عن اسفهما. واسرائيل ملتزمة بالوعد الذي قطعته على نفسها بعدم القيام ابدا من جديد بمثل هذه التصرفات الضارة". وقال نتانياهو ايضا "قبل اسبوعين، تلقيت رسالة من جوناثان من سجنه يطلب مني صراحة، اقول صراحة، بصفتي رئيسا لوزراء اسرائيل، ان اقدم طلبا رسميا للافراج عنه الى الرئيس الاميركي". واكد مسؤول اميركي كبير طلب عدم كشف هويته "لقد تلقينا الرسالة وسندرسها". وقد تلقى البيت الابيض في السنوات الاخيرة عدة طلبات للافراج عن بولارد تقدم بها رؤساء الحكومة الاسرائيليون المتعاقبون. وكان نتانياهو طلب من الرئيس الاميركي الاسبق بيل كلينتون عفوا رئاسيا في 1998 خلال ولايته الاولى. لكن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي.آي.ايه) جورج تينيت عارض آنذاك بشدة الافراج عنه، حتى انه لوح بالاستقالته اذا حدث ذلك. وكانت محكمة اميركية حكمت على بولارد (56 عاما) وهو محلل في سلاح البحرية الاميركية بالسجن المؤبد في 1987 وذلك بعد ادانته بتزويد اسرائيل من ايار/مايو 1984 حتى تاريخ توقيفه في تشرين الثاني/نوفمبر 1985، بآلاف الوثائق المصنفة "اسرار دفاع" حول انشطة التجسس الاميركية واساسا في البلدان العربية. واعترفت اسرائيل رسميا في 1998 بجوناثان بولارد وهو يهودي اميركي، جاسوسا اسرائيليا ومنحته الجنسية الاسرائيلية في 1995. وقد التقى رئيس الوزراء الاسرائيلي في اواخر العام الماضي زوجة الجاسوس استير بولارد التي سلمته رسالة من زوجها اثر حملة مكثفة لدى الادارة الاميركية من اجل تسريع اطلاق سراحه. وقال نتانياهو لزوجة بولارد "كان (بولارد) مبعوثا لاسرائيل (...) ولقد اثرت المسالة اكثر من مرة في الاشهر الاخيرة امام الرئيس (باراك اوباما) ووزيرة الخارجية (هيلاري كلينتون) واعدكم بان اواصل القيام بذلك". واضاف نتانياهو وفقا للبيان ان "اسرائيل عليها دين معنوي له وقد حان الوقت لان يتمكن من العيش مع اسرته واستعادة صحته بعد فترة طويلة من الاعتقال". ويقوم المقربون من بولارد في اسرائيل وفي الولاياتالمتحدة بحملة للافراج عنه، مؤكدين ان جميع الحكومات الاسرائيلية قد "تخلت" عنه، علما انه "خدم" دولة اسرائيل. واستنادا الى وسائل الاعلام الاسرائيلية فان وزير الدفاع الاميركي السابق لورانس كورب الذي زار اسرائيل قبل اسبوعين، اكد انه اثار ست مرات مصير بولارد امام اوباما وكلينتون. وفي رسالة الى اوباما نشرتها الصحف الاسرائيلية في 27 ايلول/سبتمبر 2010، قال كورب خاصة "بصفتي كنت مساعدا لوزير الدفاع (كاسبار فينبرغر) خلال اعتقال جوناثان بولارد فانني اناشدكم باحترام العفو عنه لانه امضى 25 عاما في السجن". واضافت الرسالة ان بولارد "هو الشخص الوحيد في تاريخ الولاياتالمتحدة الذي حكم عليه بالسجن المؤبد لقيامه بنقل معلومات سرية الى حليف للاميركيين".