موسكو (رويترز) - قال الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف يوم الاربعاء ان النظام السياسي في روسيا تبدو عليه علامات ركود "مدمر" في أعنف انتقاد يوجهه للحزب الحاكم الذي يتزعمه رئيس الوزراء فلاديمير بوتين. كان ميدفيديف الذي دفعه بوتين الى السلطة في عام 2008 قد تعهد بانفتاح النظام السياسي في البلاد وتحديث اقتصادها المعتمد على قطاع النفط والغاز لكن منتقديه يقولون انه فشل في احداث أي اصلاح مهم. ووجه ميدفيديف هذا الانتقاد الحاد غير المألوف في تسجيل مصور عرضه التلفزيون الروسي يوم الاربعاء يقول فيه ان السياسة المحلية التي يسيطر عليها حزب روسياالمتحدة تبدو عليها علامات الركود. وقال "انها حقيقة معروفة أن علامات الركود بدأت تظهر في حياتنا السياسية." وأضاف "هذا الركود مدمر كذلك للحزب الحاكم وقوى المعارضة." وكثيرا ما يستخدم منتقدو الكرملين كلمة ركود لمقارنة روسيا المعاصرة بفترة حكم الزعيم السوفيتي ليونيد بريجينيف بين عامي 1964 و1982 وهي فترة تعرضت لانتقادات كبيرة مثلما حدث مع الفترة التي سادتها الفوضى في التسعينات في عهد الرئيس الروسي بوريس يلتسن الذي خلفه بوتين. وأدى استعادة السيطرة المركزية القوية والنمو الاقتصادي السريع خلال رئاسة بوتين بين عامي 2000 و2008 الى اكسابه شعبية مستمرة تشكل دعامة للنظام السياسي الروسي. لكن المنتقدين يقولون ان النخبة الحاكمة أصبحت لا تشعر بأنها مضطرة للاستجابة للناخبين. وقال ميدفيديف ان غياب المنافسة السياسية أدى الى تهميش المعارضة لكنه أثر كذلك على حزب روسياالمتحدة الحاكم الذي يسيطر على مجلس النواب في البرلمان الروسي (الدوما) الذي يتالف من 450 مقعدا. وأضاف "اذا لم يواجه الحزب الحاكم احتمال الخسارة (أمام منافسيه)... فانه سيضعف أيضا مثل أي جسد حي يظل دون حركة." ويعرف حزب روسياالمتحدة الذي يسيطر على المستويين الاتحادي والاقليمي على نطاق واسع بأنه "حزب المسؤولين" نظرا لعدد أعضائه من كبار موظفي الدولة والتأييد الذي يحصل عليه من السلطات. وجرى اضعاف المعارضة الروسية الموالية للغرب يدرجة كبيرة في عهد بوتين. وفشلت في الحصول على أي مقعد في البرلمان في انتخابات 2007 . ولمح كل من ميدفيديف وبوتين -الذي يشغل الان منصب رئيس الوزراء- الى احتمال خوضه انتخابات الرئاسة في 2012. ومن شأن وجود علامات على توترات العلاقة بين الفريق الحاكم أن يهز الاستقرار الذي يمثل دعامة لجاذبية روسيا للمستثمرين. وقالت ماريا ليبمان من مركز كارنيجي بموسكو ان رسالة ميدفيديف علامة على أن الكرملين يريد تحسين صورة النظام. لكنها أضافت انه لا توجد أدلة تذكر على استعداد الحكومة لاجراء تغيير كبير سواء قبل انتخابات 2011 البرلمانية أو بعدها. وأضافت أن الكرملين قد يسمح من الناحية النظرية بدخول حزب أو حزبين من المعارضة الى البرلمان لكن مع احتفاظ حزب روسياالمتحدة بالاغلبية المطلوبة للموافقة على القوانين. وقالت "اعتقد أن ميدفيديف يعد باجراء تغييرات تجميلية لاظهار أن هناك قدرا أكبر من التعددية في السياسة الروسية ... أشك في تحسن الوضع الى مستوى نكون معه ازاء منافسة سياسية حقيقية في أي وقت قريب."