طهران (رويترز) - أبلغت ايران القوى الكبرى يوم الثلاثاء باستعدادها لاجراء محادثات في تركيا في أواخر نوفمبر تشرين الثاني أو أوائل ديسمبر كانون الاول لكن مسؤولا رفيعا قال ان طهران لن تناقش برنامجها النووي في تلك المحادثات المقترحة. وأوضح الدبلوماسيون الغربيون انهم يريدون ان تتصدى ايران لبواعث قلقهم بخصوص برنامجها النووي في المحادثات التي عرضت ست من القوى الكبرى - وهي الولاياتالمتحدة وفرنسا وروسيا وبريطانيا وألمانيا والصين - اجراءها مع ايران في وقت لاحق هذا الشهر. لكن محللين يقولون ان صراع القوى المتنافسة داخل المؤسسة الحاكمة في ايران قد يجعل من الصعب على القوى الكبرى ابرام اي اتفاقات مع الجمهورية الاسلامية للحد من نشاطها النووي أو حتى الدخول في محادثات مجدية. وأفاد خطاب مؤرخ بيوم التاسع من نوفمبر اطلعت عليه رويترز بأن رئيس هيئة الطاقة الذرية الايرانية سعيد جليلي ابلغ مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الاوروبي كاثرين أشتون بانه مستعد لاجراء محادثات في اسطنبول في 23 نوفمبر تشرين الثاني او الخامس من ديسمبر كانون الاول. وأكد متحدث باسم اشتون هذه الرسالة وقال انها ستجري محادثات بشأنها مع القوى الكبرى الست التي منحتها تفويضا باجراء محادثات مع جليلي. وقال المتحدث "انها خطوة ايجابية ونتطلع الى الخطوات التالية." ولم يحدد جليلي الموضوعات التي سيركز عليها الاجتماع لكن أشتون سبق ان قالت نيابة عن القوى الكبرى انه ينبغي ان يكون كل شيء مطروحا في المحادثات بما في ذلك برنامج ايران النووي. وجاء في الخطاب "أود أن أؤكد ان فخامة الدكتور جليلي... سيكون مستعدا لعقد اجتماع في الثالث والعشرين من نوفمبر أو الخامس من ديسمبر 2010 في اسطنبول." وكانت أشتون قد اقترحت عقد الاجتماع في الفترة بين 15 و17 نوفمبر تشرين الثاني في فيينا. وقال مصدر دبلوماسي في الاتحاد الاوروبي ان من غير المرجح ان تعترض القوى الكبرى على الموعد الجديد الذي اقترحه جليلي لكنها قد تقترح مكانا بديلا لعقد الاجتماع في اوروبا. وستكون هذه أول محادثات من نوعها منذ مدة تزيد على العام وأول محادثات منذ شددت الاممالمتحدةوالولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي العقوبات المفروضة على ايران في الاشهر الاخيرة. لكن ايران لا تبدي اي بادرة تراجع في الخلاف على برنامجها النووي الذي تقول ان هدفه توليد الكهرباء ويخشى الغرب ان يكون هدفه صنع قنابل. وفي واشنطن قالت وزارة الخارجية الامريكية ان القوى الكبرى ستتشاور وترد قريبا على جليلي وشددت على ان برنامج ايران النووي سيكون الموضوع الرئيسي لاي محادثات. وقال المتحدث باسم الوزارة بي. جيه. كرولي "نوايا ايران النووية تأتي على رأس قائمتنا." وأضاف "سنعمل على التوصل مع ايران الى موعد محدد ومكان لهذا الاجتماع." وقال متحدث باسم الخارجية البريطانية "أوضحنا اننا مستعدون لبحث عدد من الموضوعات التي قدمتها ايران لكن من الحيوي ان يكون اجراء محادثات جوهرية بخصوص برنامج ايران النووي في قلب هذه المفاوضات." وترسل ايران اشارات متباينة بشأن استعدادها للحديث وبشأن الموضوعات التي ستناقش. وفي وقت سابق يوم الثلاثاء نقلت وكالة الطلبة للانباء عن المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبارست قوله ان ايران لن تناقش برنامجها النووي في المحادثات المقترحة مع القوى الكبرى. وقال مهمانباراست "محادثات ايران مع (القوى الست) لن تكون بخصوص الملف النووي على الاطلاق." واضاف ان هذا يعني ان جدول اعمال المحادثات لن يشمل ايضا الاقتراح الخاص بمبادلة كمية من اليورانيوم الايراني المخصب الى درجة منخفضة بيورانيوم اعلى تخصيبا لاستخدامه وقودا لمفاعل للاغراض الطبية في طهران. وقالت ايران قبل ذلك انها مستعدة لاستئناف المحادثات دون شروط بخصوص فكرة تبادل الوقود التي يراها الغرب وسيلة ممكنة لبناء الثقة لمفاوضات أوسع عن طريق تقليص مخزون ايران من المواد التي يحتمل استخدامها في صنع قنبلة نووية. وقال مساعد للرئيس محمود أحمدي نجاد في أواخر أكتوبر تشرين الاول ان ايران غير مستعدة لمناقشة برنامجها النووي مع القوى الكبرى "في هذه الجولة" من المفاوضات. ووضع مسؤولون ايرانيون اخرون شروطا لاجراء أي محادثات نووية من بينها ان تشمل عرض الاطراف الاخرى رأيها فيما يفترض ان اسرائيل تملكه من أسلحة نووية. وعمقت مثل هذه التعليقات شكوك الغرب بشأن استعداد ايران للتوصل الى حل وسط بخصوص برنامجها النووي الذي يرى قادتها انه حق غير قابل للتفاوض. وقال ديفيد اولبرايت رئيس معهد العلوم والامن الدولي في واشنطن " ايران لم تبد اي استعداد لاجراء حوار جاد."