حصلت الكاتبة الألمانية كريستا فولف، البالغة من العمر 81 عاما، أمس الأحد على جائزة توماس مان للأدب في مدينة لوبيك تكريما لعطائها ومسيرتها الأدبية الطويلة والمتميزة. كريستا فولف، التي ولدت عام 1929 في لاندسبرغ في غرب بولندا وعاشت في ألمانياالشرقية سابقا، تعتبر من أهم الأديبات الألمانيات، حيث شغلت عدة مناصب في ألمانياالشرقية، كان أولها مقعدا في مجلس إدارة اتحاد الكتاب الألماني بين عامي 1955 و1977 وكذلك منصب رئيسة هيئة تحرير مجلة الأدب الألماني الجديد. وكانت الكاتبة الألمانية قد أثارت جدلا في ألمانيا، عندما تسربت معلومات عام 1993 تفيد أنها كانت تعمل مخبرة سرية لصالح جهاز أمن الدولة لألمانياالشرقية سابقا والذي كان يعرف باسم "شتازي" بين عامي 1959 و1962. كما أفادت المعلومات، التي تم العثور عليها بعد سقوط نظام ألمانياالشرقية، أن كريستا فولف وعائلتها كانت أيضا تحت المراقبة المكثفة من قبل جهاز أمن الدولة "شتازي". وعلى الرغم من أن الأديبة الألمانية قد بقيت وفية لمبادئ الجمهورية الألمانية الديمقراطية، أي ألمانياالشرقية سابقا، إلا أنها أكدت على أنها لم تكن قط "أديبة باسم الدولة". حياة بين المعسكر الشرقي والغربي ولدت كريستا فولف في مدينة لاندسبرغ، التي تحول اسمها بعد الحرب العالمية الثانية إلى "غورزوف فيلكوبولسكي"، في غرب بولندا. وفي عام 1945، وبعد أن تقرر إجلاء الألمان الموجودين في بولندا بعد الحرب العالمية الثانية وترحيلهم إلى ألمانيا، استقرت عائلتها في منطقة ميكلنبورغ شمال ألمانيا. درست كريستا فولف الأدب الألماني وبعدها نشرت كتابها الأول عام 1961 يحمل عنوان "رواية موسكو". ومن أهم وأشهر أعمال كريستا فولف "أنماط من الطفولة"، "كاسندرا" و"ميديا". وتعد رواية "لايبهافتش" (Leibhaftig)، التي نشرت عام 2002 آخر أعمال كريستا فولف. وتروي فيها الأديبة الألمانية كفاح امرأة، كانت تعاني من مرض خطير، في انتظار وصول الدواء من ألمانياالغربية عام 1980. وتركز فولف في كثير من رواياتها على قنوات اكتشاف الذات والحركة النسائية وحكايات عن ألمانياالشرقية. مسيرة أدبية حافلة وحصلت كريستا فولف على عدة جوائز، أولها الجائزة الفنية لمدينة هاله الألمانية عام 1961. كما فازت بالكثير من الجوائز المحلية والدولية، من بينها جائزة الكتاب الألماني عام 2002. وفيما انتقدها البعض واعتبرها مرتبطة ومحبة للنظام الديكتاتوري في ألمانياالشرقية سابقا، إلاّ أن المدافعين عن كريستا فولف قالوا إن أعمالها الأدبية تتميز بأخلاقية عالية، لافتين إلى أنها "تظهر صوت الأدب الألماني الشرقي بوضوح، وهذه إضافة مميزة للأدب الألماني". وبنيلها جائزة توماس مان للأدب، التي تبلغ قيمتها 25000 يورو مقدمة من الأكاديمية البافارية للفنون الجميلة ومدينة لوبيك الألمانية، تلتحق فولف بركب عمالقة الأدب الألماني، على غرار غونتر غراس وسيغفريد لينتس واللذين كانا حصلا على نفس الجائزة من قبل. ديفيد ليفتس / ماجد أبو سلامة