أنقرة (رويترز) - عبرت تركيا عن بعض التحفظات يوم الاثنين تجاه النظام المضاد للصواريخ الذي يعتزم حلف شمال الاطلسي نشره وقالت انها تريد مزيدا من التفاصيل التقنية بشأنه وانه يجب ألا يطرح كنظام دفاعي ضد ايران تحديدا. ويقول حلف الاطلسي ان هذا النظام يستهدف الدفاع عن الحلف -الذي يخوض نزاعا مع طهران بسبب الشكوك في سعيها لتطوير أسلحة نووية- ضد هجمات صاروخية محتملة من جانب "دول مارقة". وقالت تركيا التي عززت علاقاتها مع ايران وسوريا المجاورتين في السنوات القليلة الماضية انها لا تعارض فكرة اقامة نظام للدفاع الصاروخي في أوروبا. لكنها عبرت عن القلق من أن تعتبر ايران النظام عملا عدائيا اذا حدد الحلف الجمهورية الاسلامية بوصفها تهديدا. وقال أندرس فو راسموسن أمين عام حلف شمال الاطلسي الاسبوع الماضي ان هناك اتفاقا كبيرا بين الدول الاعضاء في الحلف بشأن الحاجة لنظام للدفاع الصاروخي وهو ما سيناقش في قمة تعقد في لشبونة في 19 و 20 نوفمبر تشرين الثاني القادم. ويعمل حلف الاطلسي بنظام الاجماع ويحتاج لموافقة كل أعضائه الثمانية والعشرين. وأجرى روبرت جيتس وزير الدفاع الامريكي محادثات مع المسؤولين الاتراك الاسبوع الماضي على هامش اجتماع للحلف. وقال مسؤول بوزارة الخارجية التركية لرويترز "جرت مناقشات بشأن القضية في بروكسل الاسبوع الماضي ومن المقرر أن يتخذ القرار النهائي في قمة لشبونة." وأضاف المسؤول "في هذا الاطار لا نميل الى فكرة تحديد دول بعينها مثل ايران وسوريا وروسيا باعتبارها مصادر تهديد. الوزير نقل رأينا بهذا الشأن." وقال أحمد داود أوغلو وزير خارجية تركيا يوم الجمعة "لا نتوقع أي تهديد من أي دولة مجاورة ولا نعتقد أن جيراننا يشكلون تهديدا لحلف شمال الاطلسي." وقال وزير الدفاع التركي وجدي جونول ان أنقرة تسعى ايضا لاتفاق بشأن القضايا التقنية تتضمن كيفية تأثير النظام الذي يغطي دول حلف الاطلسي على النظام الصاروخي في تركيا وما اذا كان سيغطي البلد بكامله. ويقول مراقبون أتراك ان نظام الدرع الصاروخي يوضح الصعوبات المتزايدة التي تواجهها أنقرة في الموازنة بين الحفاظ على علاقات طيبة مع حلفائها الغربيين وأصدقائها الجدد. وعززت تركيا -وهي عضو بحلف الاطلسي منذ فترة طويلة وتطمح للانضمام الى الاتحاد الاوروبي- علاقاتها مع ايران ودول اسلامية أخرى منذ وصول حزب العدالة والتنمية بزعامة رجب طيب اردوغان للسلطة مما يزيد المخاوف في بعض الدوائر من حدوث "تغيير في المحاور" لتصبح اقل توجها نحو الغرب. وأثارت تركيا غضب الولاياتالمتحدة عندما أعلنت مع البرازيل التوصل لاتفاق مع ايران لتخفيف حدة المواجهة بشأن اتهامات بأنها تطور أسلحة نووية وهو ما تنفيه طهران. وصوتت تركيا بعد ذلك ضد فرض عقوبات جديدة من الاممالمتحدة ضد الجمهوية الاسلامية. وكتب سميح ايديز الخبير في السياسة الخارجية الذي يكتب في صحيفة ميليت الليبرالية الاسبوع الماضي "اذا حصل هذا المشروع لحلف شمال الاطلسي على تأييد واسع النطاق في الحلف فقد يكون على تركيا في نهاية المطاف الاختيار بين الحلف وايران." وقال مسؤول بحلف شمال الاطلسي في بروكسل لرويترز ان الدرع الصاروخي لا ينشر مستهدفا أي دولة محددة. واضاف المسؤول "نحن في وضع حيث يوجد أكثر من 30 دولة تبني صواريخ ذاتية الدفع وخلال عشر سنوات أو 12 عاما سوف نكون في وضع دولي أو عالمي مختلف."