أنقرة: كشفت مصادر مطلعة أن تركيا قد توافق على نشر منظومة "الدرع الصاروخية" على بعض أراضيها ولكن بشروط ، في محاولة للتوفيق بين التزامتها مع حلفائها في حلف "الناتو"، والمحافظة على علاقاتها مع إيران. وتنتظر الولاياتالمتحدة من تركيا وبقية أعضاء حلف شمال الأطلسي "الناتو" ردا على مشروع "الدرع الصاروخية" الذي سيكون موجها ضد أي صواريخ قد تستهدف أوروبا أو الولاياتالمتحدة. وتعتبر إيران الدولة الأبرز التي يوجه هذا النظام الدفاعي ضدها. ونقلت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية عن مصادر تركية قولها "أنقرة قد تقبل بإقامة الدرع الصاروخية على أرضها، بشرط أن يشمل جميع دول الناتو، وألا يبدو وكأنه موجه ضد إيران". وقالت المصادر إن تركيا ملتزمة بالعمل مع حلفائها في "الأطلسي"، لكنها تضع مصالحها القومية والوطنية في المرتبة الأولى، وهي تعمل على "المواءمة" بين هذين الأمرين ، مضيفة "تركيا تعتبر أن علاقتها مع إيران وروسيا حيوية للغاية، وأنها لن تفرط في هذه العلاقة بالتأكيد". ومن جانبه ، قال وزير الدفاع التركي وجدي جونول " لا أحد من المسئولين الأتراك لديه الرغبة في مناقشة الموقف التركي قبل نحو شهر من اجتماع قادة حلف شمال الأطلسي في لشبونة في 19 و20 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل الذي سوف يبحث خطة الدرع الصاروخية التي بدأت أمريكية ويجري الآن "أطلستها". وقال جونول بعيد عودته إلى أنقرة من اجتماع شارك فيه إلى جانب وزير الخارجية التركي أحمد داود أوجلو مع نظيريهما الأمريكيين "من المفترض أن يتم بحث كيفية "أطلسة" المشروع الأمريكي"، معتبرا أن الدول ال28 الأعضاء في الحلف يجب أن تتمكن من مناقشة المشروع والاستفادة من الحماية التي يؤمنها. في المقابل ، نفى وزير الدفاع الأمريكي روبرت جيتس تقارير تشير الى أن الولاياتالمتحدة تضغط على أنقرة للسماح بنشر مشروع "الدرع الصاروخية" على أراضيها. وقال جيتس "بناء نظام دفاع صاروخي من شأنه أن يحمي جميع حلفاء "الناتو"، وهذا المشروع يأتي في أولوية عالية بالنسبة إلى الحلف، ويأمل من جميع أعضاء الحلف المساهمة في المشروع". وقد بذلت الولاياتالمتحدة جهودا كبيرة لإقناع تركيا بأهمية مشاركتها في مشروع الدرع الصاروخية الذي اقترح الرئيس الأمريكي باراك أوباما أن يصبح مشروعا لحلف "الناتو" بدلا من كونه مشروعا أمريكيا بحتا، بعد أن تعرضت دول عدة في أوروبا لرفض نشر "الدرع الصاروخية".