اعلنت كتائب اسلامية اليوم الخميس شن حملة عسكرية ضد القوات النظامية في حلب، كبرى مدن شمال سوريا، مع تجاوز عدد القتلى فيها 250 شخصا منذ السبت، جراء القصف الجوي بالبراميل المتفجرة. واعلنت "الجبهة الاسلامية" التي تعد من ابرز التشكيلات المقاتلة على الارض وتضم آلاف المقاتلين، وجبهة النصرة (الذراع الرسمية لتنظيم القاعدة في سوريا)، اطلاق معركة "واقترب الوعد الحق" في حلب. ودعت هذه التنظيمات في بيان "كافة المتواجدين في المقرات بالتوجه إلى جبهات القتال وإلا سيتعرضون للمساءلة والمحاسبة". كما طلبت من "أهلنا في المناطق المحتلة (في اشارة الى الاحياء التي يسيطر عليها نظام الرئيس بشار الاسد)، الإبتعاد عن الحواجز والمقرات العسكرية التابعة للميليشيات الرافضية خلال 24 ساعة لأنها ستكون هدفا لنا". ويأتي الاعلان عن هذه العملية وسط تحقيق القوات النظامية تقدما على اطراف الاحياء الشرقية من حلب، والتي تسيطر عليها المعارضة منذ اكثر من عام. وتتقدم القوات النظامية من جهة الريف الشرقي، ومطار حلب الدولي (جنوب شرق). ولجأت القوات النظامية في الفترة الماضية لقصف عنيف على الاحياء الشرقية في حلب، باستخدام البراميل المتفجرة التي تلقى من الطائرات من دون نظام توجيه. واليوم، افاد المرصد عن ارتفاع حصيلة القتلى في هذا القصف الجوي منذ السبت، الى 257 شخصا بينهم 76 طفلا. وقال المرصد صباح اليوم انه وثق "استشهاد 246 بينهم 73 طفلا دون سن الثامنة عشر (...) وما لا يقل عن 22 مقاتلا من الكتائب المقاتلة، استشهدوا خلال الايام الخمسة الفائتة جراء القصف بالبراميل المتفجرة التي القتها الطائرة المروحية على أحياء حلب الشرقية". وفي وقت لاحق، قال المرصد ان 11 شخصا بينهم ثلاثة اطفال، قضوا اليوم في قصف للطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على حي هنانو. وادى هذا القصف العنيف الى نزوح آلاف الاشخاص من الاحياء الشرقية في اتجاه الاحياء الغربية التي تسيطر عليها القوات النظامية. وتتعرض الاحياء الشرقية ومناطق في ريفها، لقصف عنيف من الطيران التابع للقوات النظامية منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر الماضي، ما ادى الى مقتل المئات خلال اسابيع، بحسب المرصد. واشتدت حدة هذا القصف مجددا خلال الايام الماضية، لا سيما منذ السبت، تزامنا مع تقدم القوات النظامية على اطراف هذه الاحياء، بعد استعادتها السيطرة على مناطق واسعة في ريف كبرى مدن شمال سوريا. وقال المرصد ان "نحو 30 بالمئة من الذين استشهدوا، إثر هذا القصف بالبراميل القذرة، هم من الأطفال دون سن الثامنة عشر، الذي كان ذنبهم الوحيد، أنهم اصروا على البقاء في منازلهم، ورفضوا الرضوخ لحملة التهجير والتشريد". وادى النزاع السوري المستمر منذ منتصف آذار/مارس 2011، الى مقتل اكثر من 136 الف شخص، بحسب المرصد.