عاد الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الخميس الى الجزائر بعدما اجرى فحوصات طبية في باريس اظهرت "تحسنا واضحا" في حاله الصحية وذلك قبيل انتهاء مهلة دعوته الهيئات الناخبة الى الانتخابات الرئاسية المقررة في منتصف نيسان/ابريل. ولم يعلن بوتفليقة (76 عاما) الذي غادر الاثنين لاجراء فحوصات في مستشفى فال دو غراس العسكري، ما اذا كان سيترشح للانتخابات. وكانت وكالة الانباء الجزائرية اوردت الثلاثاء نقلا عن مصادر في الرئاسة ان بوتفليقة توجه قبل يوم الى باريس "في اطار فحص طبي روتيني مبرمج" وان صحته سجلت "تحسنا تدريجيا اكيدا". وعاد الرئيس الخميس الى الجزائر واظهرت نتائج الفحوص "تحسنا واضحا"، بحسب الوكالة. ومنذ اصابته بجلطة دماغية في 27 نيسان/ابريل 2013 امضى بوتفليقة 80 يوما في فرنسا، في فال دو غراس قبل ان يتوجه الى مؤسسة انفاليد المتخصصة بمعالجة مثل هذه الحالات. وكان بوتفليقة ادخل المستشفى في باريس في 2005 بعد اصابته بقرحة نزفية في المعدة وصرح انذاك انه نجا "باعجوبة". والمهلة الاخيرة لدعوة الهيئات الناخبة هي الاحد 19 كانون الثاني/يناير، على ان يتم الاقتراع بعدها بتسعين يوما، بحسب المحامي مكرم ايت العربي. وتابع ان مرد ذلك هو ان الرئيس بدأ ولايته الثالثة في 19 نيسان/ابريل 2009. وكانت الصحف تشير قبل ذلك الى 17 منه على غرار ما ذكرت وكالة الانباء الجزائرية. ولم يعلن بوتفليقة الذي يتولى الرئاسة منذ 14 عاما وهي اطول فترة في هذا المنصب، ما اذا كان سيترشح لولاية رابعة. ويجب ان يعلن قراره في مهلة اقصاها 45 يوما قبل موعد الانتخابات. ويعرقل هذا الغموص العملية السياسية في الوقت الذي اعلن فيه نحو 15 شخصا ترشحهم، من بينهم رئيس الوزراء السابق علي بنفليس الذي سيؤكد ترشيحه الاحد. ويقول الخبراء ان بوتفليقة لم يتقبل ابدا ترشح بنفليس ضده في 2004 الا ان الاخير انسحب من الحياة السياسية بعد ذلك. وسرعان ما اثارت مغادرة بوتفليقة الى باريس الانتقادات بعد ان شكلت مفاجاة. واعتبر المتحدث باسم التجمع من اجل الثقافة والديموقراطية (معارضة علمانية) عثمان معزوز ان في سفر الرئيس دليلا جديدا على "عجزه عن القيام بالحد الادنى من مهامه" ودعا الى "التصريح بثبوت المانع، كما تنص المادة 88 من الدستور" عندما يستحيل على الرئيس القيام بمهامه. ويقاطع حزب معزوز البرلمان الحالي. وتتطلب هذه المادة التي اثيرت منذ نيسان/ابريل 2013 اجماع ثلثي الاصوات في البرلمان لتبنيها. الا ان البرلمان خاضع لسيطرة جبهة التحرير الوطني (221 مقعدا من اصل 462) حزب بوتفليقة الذي اختاره مرشحا للاستحقاق الرئاسي المقبل. وصرح عبد الرزاق مقري زعيم حركة مجتمع السلم (معارضة قريبة من الاخوان المسلمين) لوكالة فرانس برس "من غير المعقول ان يترشح. الجميع يعلم انه مريض". وتابع "الناس لا حديث لها سوى مرضه بينما عادة الحديث يكون عن اعمال الرئيس وحصيلة ولايته". واعتبر محلل مطلع على السياسة الجزائرية ان كل ما يحصل هو للاعداد من اجل ترشح بوتفليقة لولاية رابعة وقال "نحن نشهد تطبيقا لسياسة الارض المحروقة لكن بدون عنف". وتابع المحلل الذي رفض كشف هويته "لقد ذهب بوتفليقة الى فرنسا للحصول على شهادة طبية من اجل تبديد كل مظاهر الضعف او التراجع السياسي". من جهتها، اوردت صحيفة الخبر الخاصة الناطقة باللغة العربية ان "مسالة الشهادة الطبية ستطرح بشكل اكبر لسبب بسيط هو ان الحال الصحية للرئيس هشة للغاية. بالكاد يسمع صوته او يتمكن من الوقوف". الا ان وزير العدل الطيب لوح شدد الاربعاء على ان "الاستعدادات للانتخابات تجري بشكل طبيعي".