فيينا (رويترز) - انخفضت مخزونات العالم من الأسلحة النووية إلى ربع ما كانت عليه خلال ذورة الحرب الباردة في الثمانينات لكن الولاياتالمتحدةوروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا تدرس جميعا أو تتخذ خطوات بالفعل لتحديث أنظمة أسلحتها. ويقدر معهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام أن عدد الرؤوس الحربية النووية على مستوى العالم يبلغ نحو 17 ألف رأس بانخفاض نسبته حوالي 75 في المئة خلال الأعوام الثلاثين الماضية وهو ما يرجع إلى حد بعيد إلى تخفيضات قامت بها الولاياتالمتحدةوروسيا. وفي عام 2009 أعطى الرئيس الأمريكي باراك اوباما قوة دفع جديدة لعملية نزع السلاح النووي -التي تتعرض دائما لعراقيل- عندما طرح رؤية لعالم بلا اسلحة نووية في كلمة القاها بعد توليه السلطة بثلاثة اشهر حصل بسببها على جائزة نوبل للسلام. غير أن هدف أوباما أسفر عن نتائج متباينة حتى الآن فيما يرجع بشكل أساسي إلى خطة الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي لبناء درع صاروخية في اوروبا الغربية اعتبرت روسيا أنها تقوض نواياه. واقترح أوباما في يونيو حزيران الماضي تخفيضات جديدة بواقع الثلث في الترسانتين النوويتين لكن روسيا قالت إن الدرع التي تهدف للتصدي لهجمات من إيران وكوريا الشمالية تلزم روسيا بالاحتفاظ بمزيد من الصواريخ حتى لا تفقد قدرتها على الردع. وتخشى روسيا أن تسقط الصواريخ الاعتراضية للدرع صواريخها النووية طويلة المدى. ويقول اتحاد العلماء الأمريكيين وهو مؤسسة بحثية أيضا إن الولاياتالمتحدة تعدل في الوقت نفسه رؤوسها الحربية الحالية بموجب ما تطلق عليه اسم برامج إطالة العمر الافتراضي في حين تزيد روسيا عدد الرؤوس الحربية بكل من صواريخها وتضم الصين صواريخ متنقلة جديدة إلى اسلحتها النووية. ودفعت تلك الأنشطة انجيلا كين ممثلة الأممالمتحدة العليا لشئون نزع السلاح للتعليق بالقول في سبتمبر ايلول "برامج التحديث القوية للأسلحة النووية ... تثير تساؤلات مشروعة بشأن ما إذا كانت تلك الخطوات تمضي باتجاه عالم خال تماما من الأسلحة النووية أو بدلا من ذلك إلى عالم مسلح نوويا بشكل دائم." ويضيف هنري سوكولسكي من مركز ثقافة سياسة عدم انتشار الأسلحة بالولاياتالمتحدة "نظريا بوسع الجميع أن يقول إن العدد المثالي هو صفر لكن عمليا لا أحد مستعد للقيام بهذه المخاطرة." واستغلت الولاياتالمتحدة الاجتماع السنوي للوكالة الدولية للطاقة الذرية في سبتمبر ايلول لتأكيد التزامها "بالسعي من أجل السلام والأمن" لعالم خال من الأسلحة النووية وقالت إنها اتخذت خطوات مهمة من أجل هذا الهدف. والأمل معلق الآن على نجاح الولاياتالمتحدة والقوى النووية الغربية الأخرى في إقناع إيران بكبح أنشطة تخصيب اليورانيوم الحساسة بعد سنوات من العقوبات المشددة التي فشلت في ذلك. وقدم الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني مبادرات تجاه الغرب وفي حين أنها تصر على "حقوق" طهران النووية فقد عززت الآمال في تسوية من خلال المفاوضات للنزاع المستمر منذ عشر سنوات قبل محادثات مزمعة بين الجانبين في 15 و16 اكتوبر تشرين الأول في جنيف. وتنفي الجمهورية الإسلامية اتهامات غربية لها بالسعي لامتلاك القدرة على صنع اسلحة نووية. وتشير التقديرات إلى أن تسع دول حاليا تمتلك أسلحة نووية تشمل الهند وباكستان وإسرائيل وكوريا الشمالية مقارنة مع تنبؤات امريكية في اوائل الستينات بأن نادي الأسلحة النووية يمكن أن يزيد إلى 25 دولة خلال بضعة عقود. والدول الأربعة الأخيرة ليست اعضاء في معاهدة حظر الانتشار النووي التي تضم 189 دولة. ويعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل هي القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط وهو ما يثير إدانات متكررة لها من إيران والعرب. ويقول محللون إنه كلما طال تمسك الدول المسلحة نوويا بترساناتها زاد احتمال إغراء دول أخرى ببحث إمكانية تطوير مثل هذه الأسلحة. وحذر المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية من أن سباق التسلح في جنوب آسيا وتطوير باكستان لأسلحة ذرية تكتيكية "لساحة المعركة" يزيد خطر تحول أي صراع إلى حرب نووية. ويقول اتحاد العلماء الأمريكيين إن الرؤوس الحربية الروسية والأمريكية تشكل اكثر من 90 في المئة من المخزون الاجمالي العالمي في حين تملك كل من بريطانيا وفرنسا والصين ما يتراوح بين 200 و300 رأس والهند 110 رؤوس وباكستان 120 وإسرائيل 80 رأسا. ويقول اتحاد العلماء الأمريكيين ومعهد استوكهولم الدولي لأبحاث السلام إن العدد الإجمالي للرؤوس الحربية المنتشرة - المحملة على صواريخ أو الموجودة في قواعد مع قوات عاملة - تصل إلى نحو 4400 رأس الغالبية العظمى منها أمريكية وروسية. من فريدريك دال