لندن (رويترز) - أدى سقوط حكومات وتجدد صراعات في الشرق الأوسط إلى تقلص المعروض النفطي وهو ما يعيد تسليط الأضواء على الأوضاع السياسية في المنطقة كمبعث قلق إزاء إمدادات الطاقة. ودفعت تعطيلات نفطية في العراق وجنوب السودان وليبيا وإيران أسعار النفط لتظل فوق 100 دولار للبرميل حيث طغت تلك العوامل جزئيا على أثر زيادة إمدادات النفط الصخري في الولاياتالمتحدة والمخاوف المتعلقة بقوة الطلب الصيني. وقالت سوزانا شوي المحللة لدى دويتشه بنك "عادت العوامل الجيوسياسية بقوة إلى السطح. يحدث ذلك وسط أعمال صيانة للحقول في بحر الشمال وطلب قوي من المصافي على النفط الخام." وتتزامن التعطيلات النفطية في الشرق الأوسط وشمال افريقيا مع هبوط إنتاج بحر الشمال بسبب أعمال صيانة صيفية أكبر من المتوقع وفي ظل انخفاض تدفقات خام الأورال الروسي إلى أوروبا واتجاه مزيد منها إلى الصين وهو ما أدى إلى شح المعروض في الوقت الذي يرتفع فيه الطلب على الخام بفعل عوامل موسمية. وتجاوز نقص الامدادات 700 ألف برميل يوميا وفقا لحسابات لرويترز ومصادر نفطية ويمكن أن يصل إلى مليون برميل يوميا أو 1.1 بالمئة من الإنتاج العالمي إذا نفذ جنوب السودان تهديده بوقف الإنتاج. وأدى تقلص الامدادات إلى ارتفاع الأسعار وجرى تداول العقود الآجلة لخام برنت فوق 107 دولارات للبرميل اليوم الثلاثاء ارتفاعا من 96.75 دولار للبرميل في ابريل نيسان. وتعافى إنتاج ليبيا بوتيرة سريعة بعدما توقف تقريبا خلال انتفاضة 2011 لكن البلاد تواجه صعوبات للحفاظ على مستويات الإنتاج قرب معدلاتها نظرا للاحتجاجات في الحقول النفطية والمرافئ. وقالت مصادر نفطية إن الإنتاج يبلغ نحو 1.25 مليون برميل يوميا بانخفاض 150 ألف برميل يوميا عن العام الماضي. وقالت مصادر ملاحية وتجارية اليوم إن العمال في مصفاة راس لافان أكبر مصفاة نفطية في ليبيا أضربوا عن العمل. وعجز العراق عن زيادة إنتاجه منذ بداية العام الحالي بعدما كان أسرع البلدان المصدرة للنفط نموا في العالم في 2012. وتستهدف عناصر مسلحة خط الأنابيب الشمالي بينما تنال مشكلات فنية في الجنوب من الامدادات. وبلغت صادرات العراق النفطية نحو 2.25 مليون برميل يوميا في المتوسط منذ بداية يوليو بحسب بيانات ملاحية ترصدها رويترز بانخفاض 270 ألف برميل يوميا عن شحنات يوليو 2012 التي بلغت 2.52 مليون برميل يوميا. وعلى حد قول مصادر في أوبك خفف تلاشي الزخم العراقي من الضغوط على السعودية وأعضاء خليجيين آخرين في المنظمة لإجراء تخفيضات كبيرة في الإنتاج لدعم الأسعار وذلك على حد قول أعضاء في أوبك. وتواجه إيران عضو المنظمة صعوبات أيضا. فالعقوبات الأمريكية والأوروبية بسبب برنامجها النووي خفضت إنتاجها النفطي إلى نحو 2.6 مليون برميل يوميا وهو ما يقل كثيرا عن إمكاناتها. وبحسب وكالة الطاقة الدولية أنتجت إيران 2.9 مليون برميل يوميا في يوليو 2012. وهبطت صادرات إيران إلى 1.1 مليون برميل يوميا وهو نحو نصف مستوى أوائل 2012. ويهدد نزاع بين السودان وجنوب السودان بإغلاق خطوط الأنابيب التي تنقل نفط جوبا وهو ما يصل بإجمالي الإمدادات المتوقفة من الدول الأربع إلى حوالي مليون برميل يوميا. وبدأ جنوب السودان وقف بعض إنتاجه الذي قدر في الآونة الأخيرة بنحو 180 ألف برميل يوميا. وأرجأ السودان الأسبوع الماضي إغلاق خطوط الأنابيب أسبوعين لاتاحة مزيد من الوقت لإنهاء النزاع المتعلق بمزاعم بتقديم الدعم لمتمردين. (إعداد علاء رشدي للنشرة العربية - تحرير أحمد إلهامي)