قالت قناة روسيا اليوم التلفزيونية الروسية يوم الاثنين إن وزير الإعلام السوري عمران الزعبي اتهم الحكومة التركية بالضلوع في تفجيرين وقعا قرب الحدود السورية ووصف رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان بأنه "قاتل." وقع التفجيران في الوقت الذي كانت تتحسن فيه على ما يبدو فرص الحل الدبلوماسي لمحاولة إنهاء الحرب في سوريا بعد أن أعلنت موسكو وواشنطن عن مساع مشتركة للجمع بين الحكومة والمعارضة في مؤتمر دولي في أسرع وقت ممكن. ونقلت قناة روسيا اليوم التي تبث إرسالها باللغة العربية عن الزعبي قوله "ما حدث في تركيا امس تتحمل مسؤوليته الحكومة التركية." وأضاف "إنني أطالب أردوغان أن يتنحى كقاتل وسفاح وليس من حقه أبدا أن يبني أمجاده على دماء الأتراك ودماء السوريين." وقالت القناة إنه كرر مجددا نفيه ضلوع سوريا في تفجير سيارتين ملغومتين في هجوم أسفر عن سقوط 46 قتيلا يوم السبت في بلدة ريحانلي الحدودية. وتتهم تركيا جماعة مرتبطة بالمخابرات السورية بتنفيذ الهجوم. وزاد تفجير السيارتين الملغومتين من مخاوف امتداد الصراع في سوريا للدول المجاورة. وتقول جماعات للمعارضة السورية إن أكثر من 82 ألف قتيل سقطوا منذ أن اندلعت احتجاجات سلمية مناهضة للأسد في مارس اذار 2011 . وأسفرت مبادرة السلام الأمريكية الروسية - التي أعقبت اجتماع وزير الخارجية الأمريكي جون كيري مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأسبوع الماضي - عن العديد من الخطوات الدبلوماسية. وقال الكرملين إن بوتين سيبحث الملف السوري وقضايا أخرى مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في روسيا يوم الثلاثاء. وأكد مسؤول اسرائيلي الرحلة التي سيقوم بها نتنياهو. وطلبت اسرائيل من روسيا عدم بيع نظام اس-300 المتطور للدفاع الجوي لسوريا والذي سيساعد الرئيس السوري بشار الأسد على مواجهة أي تدخل عسكري أجنبي لكن الولاياتالمتحدة وحلف شمال الأطلسي لم يبديا رغبة كبيرة في المشاركة في مثل هذه الخطوة. وتعارض روسيا بشدة التدخل العسكري في سوريا وانتقدت غارتين جويتين اسرائيليتين هذا الشهر قالت مصادر اسرائيلية إنهما كانتا تهدفان الى مجرد منع وصول أسلحة متقدمة إلى حزب الله في لبنان. وتقول روسيا وهي مصدر تقليدي للأسلحة بالنسبة لدمشق إنها تنفذ عقودا قديمة لكنها لم تحدد ما إذا كانت ستزود سوريا بنظام اس-300. وقال مسؤول روسي إن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف سيلتقي بكيري مرة أخرى على هامش منتدى للقطب الشمالي في السويد هذا الأسبوع. وعبر رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن سعادته بالمحادثات التي أجراها مع بوتين يوم الجمعة وقال إنها أظهرت "إدراكا بأن من مصلحتنا جميعا جعل سوريا تنعم بالأمن والأمان في وجود مستقبل ديمقراطي تعددي وإنهاء عدم الاستقرار الإقليمي." وروسيا أقوى مدافع عن الأسد طوال فترة الصراع وعارضت عقوبات من الأممالمتحدة وإلى جانب الصين منعت ثلاثة قرارات مدعومة من الدول الغربية في مجلس الامن الدولي بشأن سوريا. واتفقت روسيا مع قوى غربية على أن سوريا في حاجة إلى حكومة انتقالية. وهي تقول إنها لا تحاول تعزيز موقف الأسد لكن خروجه يجب ألا يكون شرطا مسبقا للمحادثات. وأبدى مسؤول غربي طلب عدم نشر اسمه تشككه في أن المؤتمر الذي تحاول موسكو وواشنطن عقده في جنيف سيتحقق بالفعل قائلا إن قضية دور الأسد ما زالت حجر عثرة. وترفض جماعات سورية معارضة أي صيغة يبقى خلالها الأسد في السلطة. ويعتزم ائتلاف للمعارضة مدعوم من الغرب الاجتماع في اسطنبول يوم 23 مايو ايار لتحديد ما إذا كان سينضم للمؤتمر الذي اقترحته موسكو وواشنطن. كما استبعد المسؤول الغربي مشاركة إيران في أي محادثات للسلام رغم أن إيران تقوم بدور محوري في الصراع. ومضى المسؤول يقول "لا يمكن أن تكون إيران جزءا منه لأنها تحاول دائما الخلط بين القضية السورية والقضية النووية." وتطالب بريطانيا وفرنسا رغم مساندتهما للاقتراح الأمريكي الروسي أيضا الاتحاد الاوروبي برفع أو تعديل حظر السلاح الذي يفرضه على سوريا لإتاحة الفرصة لتقديم السلاح إلى مقاتلي المعارضة. وسيسعى كاميرون إلى سبل تعزيز قوات المعارضة السورية كوسيلة لتكثيف الضغط على الأسد عندما يلتقي والرئيس الأمريكي باراك أوباما في وقت لاحق يوم الاثنين. وقال المتحدث باسم كاميرون "يرغب رئيس الوزراء في أن يبحث مع الرئيس أوباما كيف يمكن للبلدين معا تشكيل معارضة أقوى وأكثر مصداقية سواء من الناحية السياسية أو من ناحية العمليات داخل سوريا." ويمثل حظر السلاح الذي يفرضه الاتحاد الأوروبي جزءا من مجموعة العقوبات المفروضة على سوريا والتي تنتهي في نهاية مايو ايار. ولابد أن توافق كل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وعددها 27 على أي تعديل للعقوبات حتى يجري تجديدها. (شارك في التغطية اري رابينوفيتش من القدس ومحمد عباس من لندن -إعداد دينا عفيفي للنشرة العربية - تحرير محمد هميمي)