(رويترز) - يسعى مبعوث الأممالمتحدة الخاص كوفي عنان للحصول على مساعدة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إنهاء الصراع في سوريا خلال زيارة لموسكو تبدأ يوم الاثنين في الوقت الذي يتزايد فيه الضغط على روسيا للكف عن دعم الرئيس بشار الأسد. ويقول دبلوماسيون إن موسكو أرسلت إشارات متباينة في تعليقاتها بشأن سوريا منذ تصعيد تدخلها الدبلوماسي في الأسبوع الأخير لكنهم لا يتوقعون أي تغيير في موقفها في الأممالمتحدة حيث تواصل الدفاع عن الأسد.
وأبلغت المعارضة السورية روسيا صراحة خلال محادثات الأسبوع الماضي أن حمايتها للأسد تطيل أمد الصراع كما دعا الرئيس الفرنسي فرانسوا اولوند موسكو من جديد في بداية الأسبوع إلى الكف عن عرقلة جهود السلام.
وأعلن المركز الصحفي للكرملين أن بوتين سيجتمع مع عنان يوم الثلاثاء بعد محادثات المبعوث الدولي مع وزير الخارجية سيرجى لافروف يوم الاثنين.
وقال الكرملين إن بوتين سيبرز دعم روسيا لخطة عنان للسلام.
وقال المكتب الصحفي الرئاسي في بيان يوم الأحد إن "ما يفهمه الجانب الروسي هو أن هذه الخطة هي الإطار الوحيد الممكن لحل المشاكل الداخلية في سوريا".
وتزود روسيا التي تتمتع بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن سوريا بالأسلحة وسدت الطريق مرارا أمام مشروعات قرارات غربية تدعو للتدخل الأجنبي منذ بدء الانتفاضة.
وقالت موسكو الأسبوع الماضي إنها ستمنع صدور قرار جديد يناقش في مجلس الأمن بشأن تمديد مهمة المراقبة في سوريا إذا تضمن تهديدا بفرض عقوبات واقترحت مشروع قرار من جانبها لا يتضمن أي تهديد بفرض عقوبات.
وبرغم أن بعض الخبراء يقولون إن روسيا قد تفكر في تغيير موقفها إذا صار واضحا أن الأسد سيرغم على ترك السلطة فلا يتوقع آخرون أي تغيير.
وقالت ليليا شيفتسوفا المحللة في مركز كارنيجي موسكو والخبيرة في شؤون بوتين إن "موسكو لا تزال تدعم الأسد ولا تدعو لتنحيه. وما لم يكف الكرملين عن دعم لا فرصة لحل الأزمة السورية سلميا."
وأضافت في اتصال هاتفي "لم ولن تتغير تصريحات الكريملين وأفعاله".
وتتعرض روسيا لانتقادات متزايدة لموقفها من الأسد برغم إعلان قادتها مرارا أن سياسة موسكو لا تقوم على أساس إبقاء أي فرد في السلطة.
وقال اولوند في فرنسا يوم السبت إنه ما زال هناك وقت للتوصل إلى حل سياسي لتجنب حرب أهلية في سوريا.
وأضاف "قلت لفلاديمير بوتين إن أسوأ ما يمكن أن يحدث هو اندلاع حرب أهلية في سوريا لذا فلنعمل معا على إيجاد حل سياسي لتجنب حرب أهلية".
وتتهم وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون روسيا والصين -التي تتمتع أيضا بحق النقض في مجلس الأمن - بعرقلة التوصل إلى تسوية قائلة إنه يجب عليهما "الخروج من الهامش" وتقديم المساعدة.
وستكون هذه ثاني زيارة يقوم بها عنان لموسكو كمبعوث للسلام بعد أن أيدت روسيا خطته للسلام في مارس اذار. ويزور الأمين العام للأمم المتحدة بان جي مون الصين هذا الأسبوع.
وكثفت روسيا تدخلها الدبلوماسي في الصراع الأسبوع الماضي بعقد محادثات مع وفدين من المعارضة السورية في موسكو. وعرضت أيضا استضافة محادثات دولية لإنهاء الصراع.
وتريد موسكو أن تحافظ على موطئ قدم لها في سوريا بعد انتهاء الأزمة. وقالت بشكل متكرر انه ينبغي حل الصراع بالطرق الدبلوماسية وليس باستخدام القوة وان الأممالمتحدة يجب أن تشارك في الحل. وفي خطوة قال بعض المحللين أنها قد تشير إلى ابتعاد روسيا عن الأسد نقل عن مسؤول في تجارة الأسلحة الروسية قوله الأسبوع الماضي إن موسكو لن تسلم مزيدا من الأسلحة إلى الأسد ما استمر القتال.
لكن رغم هذا تقول مصادر عسكرية روسية إن خمس سفن حربية روسية في طريقها إلى سوريا حيث لروسيا منشأة صيانة بحرية كما لم تظهر أي علامة على تغيير في موقف الكرملين عندما التقى لافروف مع المعارضة السورية في موسكو الأسبوع الماضي.