اعتبرت الحكومة السورية ان القصف الجوي الإسرائيلي على مواقع عسكرية شمال دمشق 'يفتح الباب' على 'جميع الاحتمالات'. وقالت دمشق القصف الإسرائيلي دليل على 'التنسيق' بين إسرائيل والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الأسد. اعتبرت دمشق اليوم الأحد (5 مايو/ أيار) أن القصف الجوي الإسرائيلي الذي طال ثلاثة مواقع عسكرية في شمال غرب دمشق فجر الأحد، دليل على 'التنسيق' بين إسرائيل والمقاتلين المعارضين لنظام الرئيس بشار الاسد، وحتى مع عناصر 'جبهة النصرة' التي بايعت تنظيم القاعدة. وقالت وزارة الخارجية السورية في رسالتين بعثت بهما الى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون ورئيس مجلس الأمن أن الهدف من الهجوم هو 'تقديم دعم عسكري مباشر للمجموعات الإرهابية بعد فشل محاولاتها مؤخرا في تحقيق سيطرة على الأرض، الأمر الذي لا يدع مجالا للشك في أن إسرائيل هي المستفيد المحرك والمنفذ في بعض الأحيان لما تشهده سوريا من أعمال إرهابية'. ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة 'المجموعات الإرهابية' للإشارة الى مجموعات المقاتلين المعارضين التي تواجه القوات النظامية على الارض في النزاع المستمر منذ أكثر من عامين. وكان مسؤول إسرائيلي قال لوكالة فرانس برس في وقت سابق من يوم الأحد إن طائرات حربية إسرائيلية قصفت 'أسلحة إيرانية متجهة إلى حزب الله' الشيعي اللبناني، حليف نظام الرئيس الأسد. وشددت الخارجية السورية على 'بطلان المزاعم التي أطلقتها إسرائيل في الآونة الأخيرة لتبرير أعمالها العدوانية بذريعة نقل اسلحة الى خارج الحدود'. وأكدت وزارة الخارجية ان الطيران الإسرائيلي قصف ثلاثة مواقع عسكرية شمال غرب دمشق باستخدام صواريخ جو-ارض، بدون تحديد ما اذا كانت الطائرات خرقت المجال الجوي السوري. في غضون ذلك، اعتبر فيصل المقداد نائب وزير الخارجية السورية أن الاعتداء الإسرائيلي بمثابة 'إعلان حرب' من قبل إسرائيل. ردود فعل إقليمية ودانت مصر ما وصفته ب'العدوان الإسرائيلي'، معتبرة انه 'انتهاك للمبادئ والقوانين الدولية' فيما دعت الجامعة العربية مجلس الأمن إلى 'تحرك فوري لوقف الاعتداءات الإسرائيلية'. وقال بيان صادر عن رئاسة الجمهورية ان 'مصر تدين العدوان الاسرائيلي على سوريا' وتعتبره 'انتهاكا للمبادئ والقوانين الدولية ومن شأنه ان يزيد الوضع تعقيدا فضلا عن تهديده الامن والاستقرار في المنطقة'. واضاف البيان 'إن مصر برغم معارضتها الشديدة لما يجري في سوريا من سفك للدماء واستخدام لأسلحة الجيش السوري ضد أبنائه، وسعيها لإيجاد مخرج سلمي للأزمة السورية، إلا أنها في الوقت ذاته ترفض الاعتداء على سوريا أو المساس بسيادتها واستغلال أزمتها الداخلية تحت أية ذريعة كانت'. ودعا الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي اليوم الأحد مجلس الأمن الدولي إلى 'التحرك الفوري من اجل وقف الاعتداءات الاسرائيلية على سوريا'. ودان العربي في تصريح صحفي 'عمليات القصف الاسرائيلية للأراضي السورية'، محذرا من 'التداعيات الخطيرة الناجمة عن تلك الاعتداءات العسكرية الاسرائيلية'. وطالب 'مجلس الأمن بالتحرك الفوري من أجل وقفها ومنع تكرارها'. كما دعت ايران دول المنطقة إلى الاتحاد ضد اسرائيل بعد الهجوم على سوريا، وقالت إنها مستعدة لتدريب الجيش النظامي السوري. وذكر مصدر استخباراتي غربي أن إسرائيل نفذت ثاني ضربة جوية لها خلال أيام على سوريا في وقت مبكر من صباح اليوم مستهدفة صواريخ أرسلتها إيران إلى حزب الله اللبناني. وقالت قناة برس تي.في الإيرانية الناطقة بالانجليزية إن طهران نفت اليوم أن الهجوم كان يستهدف 'صواريخها المتجهة لمقاتلي المقاومة التابعين لحزب الله في لبنان.' وقال قائد القوات البرية بالجيش الإيراني احمد رضا بورداستان اليوم إن إيران مستعدة لدعم حليفتها. م. أ. م/ م.س (أ ف ب، رويترز، د ب أ)