كويتا (باكستان) (رويترز) - في تحد نادر انتقد زعيم شيعي يوم الجمعة علانية الجنرال أشفق كياني قائد الجيش الباكستاني بسبب الوضع الأمني في البلاد بعد تفجيرات استهدفت الأقلية الشيعية وأسفرت عن سقوط 118 قتيلا. وانتقاد كياني الذي يرى البعض أنه أقوى رجل في باكستان يسلط الضوء على شعور الشيعة بخيبة الأمل لفشل البلاد في احتواء الجماعات السنية المتشددة التي تعهدت بالقضاء على الشيعة. وقال مولانا أمين شهيدي الذي يرأس مجلسا وطنيا للمنظمات الشيعية في مؤتمر صحفي "أسأل قائد الجيش: ماذا فعلت في هذه السنوات الثلاث الإضافية التي حصلت عليها (في المنصب)؟ ما الذي نالنا منك سوى سقوط المزيد من القتلى؟" وسقط معظم القتلى يوم الخميس في انفجارين متعاقبين استهدفا الشيعة في مدينة كويتا عاصمة إقليم بلوخستان والواقعة بجنوب غرب باكستان بالقرب من الحدود الأفغانية حيث يتهم أبناء الطائفة الشيعية الحكومة منذ فترة طويلة بغض البصر عن فرق اغتيالات سنية. وشعر زعماء الشيعة بغضب شديد بعد الهجمات الأخيرة حتى أنهم طالبوا الجيش بالسيطرة على كويتا لحماية الشيعة وقالوا إنهم لن يسمحوا بدفن 85 قتيلا سقطوا في التفجيرين المتعاقبين قبل تنفيذ مطالبهم. وكان من المقرر دفن الضحايا بعد صلاة الجمعة اليوم لكن الجثامين ستظل في أماكنها إلى أن يحصل الشيعة على وعود بالحماية. وقال شهيد إن عشرات الجثث لا تزال مسجاة على الطريق "ولن تدفن إلا بعد مجئ الجيش إلى كويتا." وقالت جماعة مدافعة عن حقوق الانسان اليوم إن العنف ضد الشيعة في باكستان في تصاعد وان بعض المناطق تعيش تحت الحصار. وقال علي ديان حسن من منظمة هيومن ريتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان "العام الماضي كان الاكثر دموية بالنسبة للشيعة في التاريخ الحديث... قتل أكثر من 400 شخص واذا كان هجوم الامس له اي دلالة فإنه يدل على أن الموقف يزداد سوءا." وفي الهجوم الأول استهدف مفجر انتحاري ناديا للبلياردو في كويتا. وبعد عشر دقائق انفجرت سيارة ملغومة في منطقة قريبة بعد وصول الشرطة وعمال الإنقاذ. وقتل 85 شخصا وأصيب 121 في كويتا. وكان من بين القتلى تسعة من افراد الشرطة و20 من عمال الانقاذ. وقال ضابط الشرطة مير زبير محمود "كان كيوم القيامة. الجثث في كل مكان." وأعلنت جماعة عسكر جنجوي السنية المحظورة المسؤولية عن الهجوم الذي وقع في حي يشكل الشيعة الغالبية الساحقة من سكانه. وبينما تركز وكالات المخابرات الأمريكية على القاعدة وطالبان يقول مسؤولو المخابرات الباكستانية إن جماعة عسكر جنجوي تبرز كخطر أكبر على باكستان. وكثفت الجماعة هجماتها على الشيعة في شتى أنحاء باكستان لكنها ركزت على أفراد الطائفة الذين يعيشون في إقليم بلوخستان. وتريد جماعة عسكر جنجوي فرض تفسيرها للشريعة الاسلامية في باكستان وتقوم بتفجيرات تستهدف المواكب الدينية وتفتح النار على مدنيين في هجمات كتلك التي دفعت دولا أخرى منها العراق الى حافة الحرب الاهلية. وأثار التفجيران الأخيران مشاعر الحزن والغضب والخوف بين الشيعة الذين انتهى كثيرون منهم إلى أن الدولة تركتهم تحت رحمة جماعة عسكر جنجوي وغيرها من الجماعات المتطرفة التي تعتبر الشيعة خارجين على الإسلام. وقال سيد داود أغا وهو مسؤول كبير في مؤتمر شيعة بلوخستان "تعمل عسكر جنجوي تحت واجهة أو أخرى ويتحرك نشطاؤها علانية ويرددون هتافات مثل "كفار.. كفار.. الشيعة كفار" و"الموت للشيعة" في شوارع كويتا وأمام مساجدنا." وقال ديان حسن ان نحو 500 ألف شيعي يعيشون في كويتا وتستهدفهم جماعات سنية متطرفة بشكل متكرر. وأضاف "انهم يعيشون تحت الحصار." من جول يوسف زاي