شارك عشرات الاف الفنزويليين الخميس في تجمع ضخم توج بقسم ولاء لهوغو تشافيز الذي يعالج في كوبا منذ شهر ما حال دون ادائه اليمين الرئاسي في العاشر من كانون الثاني/يناير الجاري طبقا لنصوص الدستور بعد اعادة انتخابه في تشرين الاول/اكتوبر. وتلا نائب الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو هذا "الاعلان الجماعي بالولاء لتشافيز والوطن" والذي اعاد المناصرون المحتشدون امام قصر ميرافلوريس الرئاسي ترداده جملة جملة. وردد الحشد الذي ضم في صفوفه الامامية شخصيات حكومية، واضعين اليد اليمنى على القلب واليسرى مرفوعة "اقسم بالدستور البوليفاري انني سادافع عن رئاسة هوغو تشافيز في الشارع، بحكمة، مع قوة وذكاء شعب تحرر من نير البورجوازية". وختم مادورو "ايها القائد، تعافى. هذا الشعب ادى القسم ويؤكد لكم ولاءه المطلق". وكان عشرات الاف الفنزويليين تدفقوا الخميس الى وسط كراكاس مرتدين ملابس حمراء للتعبير عن دعمهم للرئيس هوغو تشافيز. وقالت الناشطة المؤيدة لتشافيز كليوفيليا اسيروس لفرانس برس "بما انه لم يتمكن من المجيء، نحن هنا لاداء القسم. لاننا نحبه"، في حين كانت الطرق المحيطة بقصر ميرافلوريس الرئاسي في وسط العاصمة مكتظة بالحشود ويتعذر الوصول اليها. من جانبه قال اسيروس وهو ناشط مؤيد لتشافيز يبلغ 23 عاما اتى من ولاية غواريكو وسط البلاد، لفرانس برس ان "الشعب معه، نحن الذين نحبه سنكون دائما حاضرين للخروج الى الشارع لدعمه". وتمت الدعوة الى هذا "التجمع الشعبي الكبير" من جانب الحكومة للاحتفال بانطلاق الولاية الجديدة للرئيس فيما لا يزال وضعه الصحي يثير القلق. كما ان تشافيز لم يظهر ابدا الى العلن منذ عمليته الرابعة للعلاج من السرطان في 11 كانون الاول/ديسمبر في هافانا. وقال نائب الرئيس نيكولاس مادورو الذي اوكل اليه تشافيز مهامه قبل مغادرته البلاد في 10 كانون الاول/ديسمبر "كن مطمئنا ايها القائد، تابع معركتك. لديك هنا حكومة بوليفارية وشعب ثوري يدعمك" خلال "تماثلك للشفاء" بدعم من القوات المسلحة، وذلك خلال خطاب القاه في احتفال شعبي. كما ان عددا من الوزراء الاميركيين الجنوبيين وثلاثة رؤساء بلدان صديقة هم البوليفي ايفو موراليس ورئيسا نيكاراغوا دانيال اورتيغا والاوروغواي خوسيه موخيكا القوا خطبا مقتضبة لاقت ترحيب الحشود. وقال موراليس "تشافيز سيعود سريعا لقيادة" البلاد، مضيفا ان "افضل تحية نقدمها اليوم هي الوحدة" ومشيرا الى انه بفضل تشافيز "ليس لدينا اليوم في بلدان اميركية لاتينية عدة لا قواعد عسكرية ولا +غرينغو+ (مصطلح للدلالة خصوصا الى الاميركيين) يحكموننا". وبعد توجه رئيس الارجنتين كريستينا كيرشنر الى كوبا مساء الخميس يتبعها رئيس البيرو اولانتا هومالا الجمعة. وحصل التجمع في اجواء احتفالية بحضور عدد من المسنين والنساء اللواتي حملن اطفالهن، فيما تم رفع العديد من الرايات الفنزويلية وصور "القائد". وارتدى غالبية المشاركين في التجمع ملابس حمراء بلون الحزب الاشتراكي الحاكم. ومساء الاربعاء، انتهت المواجهة بين الحكومة والمعارضة التي احتجت على ما سمته ب"الفراغ الدستوري" الناجم عن غياب تشافيز، باعلان المعارض الرئيسي انريكي كابريليس موافقته على قرار محكمة العدل العليا السماح بارجاء حفل التنصيب الرسمي. واعلنت رئيسة المحكمة العليا ايستيلا موراليس في مؤتمر صحافي ان حفل تنصيب تشافيز الذي انتخب رئيسا في تشرين الاول/اكتوبر 2012 "يمكن ان يتم بعد العاشر من كانون الثاني/يناير امام محكمة العدل العليا". واضافت ان الحكومة ستقوم كما نائب الرئيس بتصريف الاعمال بعد هذا الموعد انطلاقا من "مبدأ استمرار النظام". وقال زعيم المعارضة الذي ندد طوال ايام عدة بما وصفه بانقلاب دستوري الاربعاء، "صدر قرار وهناك تفسير لمحكمة العدل العليا". واضاف كابريليس الذي هزم في الانتخابات امام تشافيز "الان يعود الى مادورو تحمل المسؤولية والحكم". وذكر بانه لم يطلب من انصاره النزول الخميس الى شوارع كراكاس او المجازفة بصدام مع انصار تشافيز. واستمر مع ذلك في اتهام مادورو بانه ليس منتخبا وان "المؤسسات لا يجوز ان تكون في خدمة حزب"، ملمحا بذلك الى محكمة العدل العليا التي غالبا ما تأتي قراراتها لصالح الحكومة. وصوت البرلمان الذي يهيمن عليه الحزب الاشتراكي الموحد لفنزويلا بزعامة تشافيز، الثلاثاء على قرار يمنح الرئيس "كامل الوقت اللازم للعلاج". وتشهد فنزويلا وضعا لا سابق له في تاريخها يتمثل بهذا الغياب المعلن للرئيس الذي يحكم البلاد منذ 1999 واعيد انتخابه في تشرين الاول/اكتوبر، عن حفل تنصيبه الذي ينص عليه الدستور. وقال ويلمر بارينتوس المسؤول الكبير في الجيش مساء الاربعاء ان المراكز الحدودية للبلاد تم تعزيزها لضمان "الشعور بالامان الذي يحتاج اليه الشعب الفنزويلي". واكدت الحكومة الثلاثاء ان الرئيس الاشتراكي البالغ من العمر 58 عاما ويثير وضعه الصحي قلقا، سيبقى في هافانا الخميس بتوصية من اطبائه بعد تعرضه "لالتهاب رئوي حاد". ورفضت المحكمة العليا الاربعاء ارسال بعثة طبية الى كوبا كما طلبت المعارضة في الوقت الذي يواصل فيه تشافيز تلقي العلاج. وتتكتم السلطات على طبيعة السرطان وموقعه في جسم رئيس فنزويلا.