بعد ان اتخذت حركة الاحتجاج على بناء مطار يدافع عنه بقوة رئيس الوزراء الاشتراكي جان مارك ايرولت منحى عنيفا السبت تجسد بصدامات في مدينة نانت غرب فرنسا وعلى موقع المشروع، قررت الحكومة الفرنسية "حرصا على التهدئة" تشكيل "لجنة حوار" بين قوات الامن والمتظاهرين. وستفوض الحكومة اللجنة مهمة "عرض" مشروع بناء المطار المثير للجدل و"الاستماع الى كافة الاطراف المعنية" كما اعلنت رئاسة الوزراء مساء السبت. لكن في وقت متأخر من الليل اعلنت رابطة المعارضين لمشروع المطار (اسيبا) مطالبها. وقال جوليان دوران المتحدث باسم الرابطة "نريد انسحاب قوات الامن الكامل من قطاع نوتردام دي لاند، انه الشرط الاول كي نفكر في حوار مع الحكومة". وقد تصاعد العنف امس السبت وسقط جرحى في صفوف المعارضين للمشروع. كما فقد شرطي من مكافحة الشغب وعيه بعد اصابته بحجر امام مديرية الشرطة في نانت بحسب وزارة الداخلية. وفي موقع نوتردام دي لاند اصيب دركيان واربعة معارضين بجروح طفيفة كما اعلنت المديرية. وفي موقع المطار اوقفت قوات الامن تسعة اشخاص، ثم اطلق سبيل سبعة منهم ووضع اثنان في الحبس على ذمة التحقيق بتهمة حمل سلاح كما اوضح المصدر نفسه. ووقعت هذه المواجهات في اليوم الثاني من عملية ابعاد واسعة اطلقت الجمعة في الموقع المعد لبناء مطار جديد ليحل مكان مطار نانت اتلانتيك الحالي في العام 2017. وفي المساء فتح ماتينيون (رئاسة الوزراء) باب الحوار لكنه اكد "ان رئيس الوزراء يكرر تعهد الحكومة بالاسهام في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمنطقة +غران ويست+ التي يشكل مطار نانت في نوتردام دي لاند احد مكوناتها". وفي وقت سابق خلال نهار امس علم ان الاشغال الاولية لتمهيد الارض في موقع نوتردام دي لاند التي كانت مقررة اصلا في كانون الثاني/يناير 2013، ستؤجل نحو ستة اشهر، فيما قرر ثلاثة وزراء (البيئة والنقل والزراعة) تعزيز الاجراءات حفاظا على البيئة. واكد هؤلاء الوزراء الثلاثة مجددا السبت على "ضرورة" بناء المطار. وفي بيان مشترك اكد الوزراء دلفين باتو وفريدريك كوفيليه وستيفان لو فول ايضا "التزام" الحكومة باحترام الاجراءات ورغبتها ب"دعم المبادرات من اجل احترام التنوع الحيوي والحفاظ على الاراضي الزراعية". واوضح الوزراء انه لن تجرى "اي عملية تمهيد" للارض "قبل تصديق" لجنة علمية مكلفة تأمين حماية التنوع البيئي والمناطق الرطبة. وقد رحب السكرتير الوطني لحزب "اوروبا بيئة الخضر" باسكال دوران بهذا التعهد واعتبره "اشارة اولى الى الانفتاح" و"مؤشر تهدئة" من قبل السناتور الذي ينتمي الى الخضر رونان دانتيك عن منطقة لوار اتلانتيك. اما على الارض أكان في نوتردام دي لاند او في مدينة نانت، فقد عبر المتظاهرون عن خيبة املهم ازاء خيارات الحكومة. وقد انتقدوا بشدة رئيس الوزراء الذي كان رئيسا لبلدية نانت حتى تعيينه على رأس الحكومة والمروج المتحمس لبناء المطار الجديد، كما انتقدوا وزير الداخلية مانويل فالس الذي تحدث الجمعة عن "ورم" بخصوص المعارضة للموقع المخصص للمطار. وقد دوت الهتافات "آيرولت نزل، فالس فاشي" او "ايرولت، استقالة" في نانت بينما عبر معارضون مسالمون في نوتردام دي لاند عن استنكارهم لاستخدام مانويل فالس كلمة "ورم" واعتبروها بمثابة اهانة. وفي المكانين عبر المتظاهرون وغالبيتهم ناخبون من اليسار، عن خيبة املهم ازاء اختبار القوة الذي بدأته الحكومة لفرض مشروع هذا المطار. وفي نوتردام دي لاند بات اسم رئيس الوزراء يلفظ بكراهية فيما عبر متظاهرون في نانت عن "صدمتهم ازاء موقف الحزب الاشتراكي" او تصرف قوات الامن في موقع المطار. واستمرت المواجهات غالبا بعنف طوال النهار في نوتردام دي لاند مع استخدام المتظاهرين قنابل مولوتوف. لكن محافظ منطقة لوار اتلانتيك اكد ان هدف السلطات تحقق وما كان من الممكن تدميره حصل كما هو مقرر السبت. وفي نانت تظاهر ما بين 3200 شخص بحسب الشرطة وثمانية الاف بحسب المنظمين. وبعد توتر كبير امام المديرية حيث وقعت صدامات عصر امس مع شرطة مكافحة الشغب انسحب المتظاهرون بدون حوادث حوالى الساعة 19,00. وهتفوا "ايرولت أتسمع؟ الشعب في الشارع". وفي نهاية النهار دان وزير الداخلية مانويل فالس اعمال العنف التي استهدفت الدرك والشرطة في نوتردام دي لاند وامام محافظة نانت مشيدا بموقف قوات الامن و"دمهم البارد".