دعا الرئيس السوري بشار الاسد السبت خلال استقباله الموفد الدولي الخاص الاخضر الابراهيمي الى حوار "يرتكز على رغبات السوريين"، بينما حذر الابراهيمي من "خطر الازمة" السورية على العالم، مشيرا الى انه لا يملك خطة للحل بعد. في غضون ذلك استمرت اعمال القصف والاشتباكات على الارض لا سيما في حلب وريف دمشق، حاصدة 37 قتيلا بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان. وخلال استقباله الابراهيمي في دمشق، دعا الاسد الى حوار سوري "يرتكز على رغبات جميع السوريين"، معتبرا ان "المشكلة الحقيقية في سوريا هي الخلط بين المحور السياسي وما يحصل على الارض". وربط الاسد وفق ما نقلت عنه وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بين نجاح العمل السياسي و"الضغط على الدول التي تقوم بتمويل وتدريب الارهابيين وتهريب السلاح الى سوريا لوقف مثل هذه الاعمال". وجدد الاسد "التزام سوريا الكامل بالتعاون مع اي جهود صادقة لحل الازمة في سوريا طالما التزمت الحياد والاستقلالية". وقال الابراهيمي من جهته ردا على اسئلة الصحافيين بعد لقائه الاسد "ليست لدي خطة في الوقت الراهن"، مشيرا الى انه سيضع خطته بعد الاستماع الى الاطراف الداخليين والاقليميين والدوليين. وعبر عن امله في ان تتمكن خطة كهذه من فتح القنوات في اتجاه انهاء الازمة، وان ترافقها ايضا استراتيجية واضحة. ونقلت سانا عن الابراهيمي تحذيره من ان "الازمة في سوريا تتفاقم وتشكل خطرا على الشعب السوري والمنطقة والعالم"، مضيفا ان "الحل لا يمكن ان يأتي الا عن طريق الشعب السوري نفسه". واكد الابراهيمي انه سيتواصل مع "الدول ذات الاهتمامات والتأثير في الملف السوري"، ومع اعضاء مجموعة الاتصال الرباعية حول سوريا التي تضم مصر وايران والسعودية وتركيا. وتطالب الدول الغربية وفي مقدمها الولاياتالمتحدة، اضافة الى دول الخليج وتركيا، برحيل نظام الرئيس الاسد، بينما يحبذ حلفاؤه روسيا والصين وايران انتقالا سياسيا من دون الدعوة الى تنحيه. ونقل التلفزيون الرسمي السوري عن الابراهيمي تاكيده انه "سيعمل باستقلالية تامة وارتكازا على خطة انان واعلان جنيف. كل نقطة اخرى ستضاف بالاتفاق مع كل الاطراف". وحدد اعلان جنيف مبادىء للانتقال السياسي في سوريا من دون الدعوة الى تنحي الاسد. ولم يتمكن انان من الحصول على تطبيق طلبه بوقف اطلاق النار، رغم الموافقة النظرية لطرفي النزاع، والذي كان مقررا ان يليه حوار سياسي. كما التقى الابراهيمي السبت رئيس "تيار بناء الدولة" لؤي حسين، وهو من معارضي الداخل. وقال حسين ان الابراهيمي لا يحمل خطة "وهذا اعجبنا كثيرا، اذ لا بد له من ان يسمع الجميع حتى يشكل خطة توافقية بين الجميع، وليس خطة تملى على الاطراف في البلاد". اضاف "اتفقنا على مسألة رئيسية هي ان يتم العمل على حل الازمة السورية وليس ادارتها"، متحدثا عن التطرق الى "معوقات دولية وداخلية" لوقف اطلاق النار. وتتمثل المعوقات الداخلية وفق حسين "بعدم التزام السلطة بما تعد به من وقف لاطلاق النار، وتعدد المجموعات المسلحة والجيش الحر في البلاد"، والمعوقات الخارجية ب"عدم التوافق الدولي" على مقاربة الازمة. كما استقبل الابراهيمي السبت السفراء العرب. وكان التقى الجمعة شخصيات اخرى من المعارضة السورية في الداخل. ووصل المبعوث الاممي والعربي الى سوريا الخميس، وأجرى محادثات مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم. ميدانيا، حصدت الاشتباكات وعمليات القصف في مناطق مختلفة لا سيما مدينة حلب (شمال) وريف دمشق، 37 قتيلا اليوم السبت، هم 19 مدنيا وتسعة مقاتلين وتسعة جنود نظاميين. وفي حلب، ثاني كبرى المدن السورية، وقعت اشتباكات بين القوات النظامية والمقاتلين المعارضين على مداخل حي بستان الباشا، بينما شنت الطوافات هجوما على مركز للشرطة في حي هنانو سيطر عليه مقاتلو المعارضة. ولفت مراسل فرانس برس الى ان القوات النظامية سيطرت بعد نحو اسبوع من الاشتباكات على غالبية حي الميدان (وسط)، ووضعت نقاط مراقبة للمرة الاولى. واشار المرصد الى استمرار "تحليق الطائرات الحوامة فوق مساكن حي هنانو (شرق)، وتستخدم رشاشتها في استهداف الحي"، وهو ما تكرر في حي الصاخور (شرق). كما تعرضت أحياء الصاخور والصالحين وبستان الباشا وبستان القصر والشيخ خضر وقاضي عسكر لقصف عنيف. وتعرضت مدينة الباب شمال شرق حلب الى غارات جوية في الفترة الممتدة من بعد ظهر الجمعة وحتى فجر السبت، كما افاد مصدر طبي وكالة فرانس برس، مما تسبب بسقوط قتلى وجرحى تعذر تحديد عددهم. وفي دمشق، اشار المرصد الى ان القوات النظامية استخدمت الطوافات في محاولة لاقتحام حي الحجر الاسود من محاور عدة، لافتا الى استمرار الاشتباكات على مداخله. وخرجت تظاهرة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين احتجاجا على محاولة القوات النظامية اقتحام الحجر الاسود عبر المخيم. وفي درعا (جنوب)، اندلعت اشتباكات عنيفة مع محاولة القوات النظامية استعادة حي اللجاة التي تعتبر أبرز معاقل المعارضة في المحافظة. وذكر صندوق الاممالمتحدة للطفولة (اليونيسيف) ان اعمال العنف ادت الى تدمير اكثر من ألفي مدرسة في سوريا بشكل كامل او جزئي، وذلك عشية انطلاق السنة الدراسية الاحد. واشارت المتحدثة باسم الصندوق الى ان اكثر من 800 مدرسة تستضيف عائلات نازحة بسبب النزاع، وذلك نقلا عن ارقام لوزارة التربية السورية. والسبت بدأت الممثلة الاميركية وموفدة الاممالمتحدة انجلينا جولي زيارة الى العراق للاطلاع على اوضاع اللاجئين السوريين الفارين من اعمال العنف في بلدهم المجاور. وبحسب بغداد فان اعداد اللاجئين السوريين في العراق وصلت الى نحو 21 الف شخص يقيمون في محافظتي دهوك (شمال) والانبار (غرب). ومن المتوقع ان تزور جولي اربيل عاصمة اقليم كردستان، على ان تتوجه الاحد الى دهوك لزيارة مخيمات اللاجئين السوريين. وسبق لجولي، المبعوثة الخاصة لمفوضية اللاجئين في الاممالمتحدة، ان تفقدت اوضاع اللاجئين السوريين في كل من لبنان والاردن وتركيا.