وصل مساء الاحد الى القاهرة الموفد العربي والدولي الخاص الى سوريا الاخضر الابراهيمي في اول زيارة له للمنطقة منذ توليه هذا المنصب مطلع ايلول/سبتمبر الجاري، في الوقت الذي برز فيه خلاف جديد بين روسياوالولاياتالمتحدة بشأن الحل في سوريا. وافاد مصدر ملاحي في مطار القاهرة ان الابراهيمي وصل آتيا من نيويورك عن طريق باريس. ولم يدل الابراهيمي باي تصريحات لدى وصوله الا ان الناطق باسمه احمد فوزي اكد للصحافيين في مطار القاهرة ان الموفد الدولي والعربي سيلتقي خلال زيارته الرئيس المصري محمد مرسي ووزير خارجيته محمد كامل عمرو والامين العام للجامعة العربية نبيل العربي. واضاف فوزي ان الابراهيمي سيلتقي كذلك "عددا من الشخصيات السورية المعارضة لبحث آخر تطورات الأزمة السورية". ومن المقرر ان يجتمع الابراهيمي مع الامين العام للجامعة العربية قبيل ظهر الاثنين ثم مع وزير الخارجية المصري بعد الظهر الا انه لم يعلن موعد لقائه مع مرسي. وحول موعد زيارة الموفد لسوريا قال فوزي "سيتم تحديد الموعد خلال الأيام القادمة وعلى ضوء زيارة مصر اذ سيتوجه الابراهيمي إلى سوريا بعد الإعداد لزيارته لها ووضع جدول محدد للقاءات التي سيعقدها هناك". وفي الوقت الذي يؤكد فيه الابراهيمي ان دعم المجتمع الدولي "لا بد منه وملح جدا" لحل الازمة في سوريا، جاء الخلاف الجديد بين الولاياتالمتحدةوروسيا حول الملف السوري ليخفف من الامال المعلقة على مهمة الدبلوماسي الجزائري. فقد اعتبرت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاحد بعد ان تباحثت السبت مع نظيرها الروسي سيرغي لافروف انه لن يكون كافيا استصدار قرار جديد من مجلس الامن، كما ترغب روسيا، يتبنى اتفاق جنيف المبرم في حزيران/يونيو حول مبادىء الانتقال السياسي في سوريا، ما لم يكن مرفقا بتهديد للنظام السوري بعواقب معينة في حال لم يلتزم بالخطة. وقالت كلينتون في اليوم الاخير من القمة السنوية لمنتدى التعاون الاقتصادي في آسيا والمحيط الهادىء التي عقدت في فلاديفوستوك (روسيا) "لا معنى لاعتماد قرار غير ملزم لاننا رأينا تكرارا ان الاسد سيتجاهله وسيواصل مهاجمة شعبه". وتابعت كلينتون "ساواصل العمل مع وزير الخارجية لافروف لمعرفة ما اذا كان بامكاننا اعادة النظر في فكرة ان نورد خطة الانتقال في سوريا التي وافقنا عليها في جنيف في وقت سابق هذا الصيف، ضمن مشروع قرار في مجلس الامن". واضافت "لكن كما شددت بالامس مع وزير الخارجية لافروف، المشروع سيكون فعالا فقط اذا تضمن عواقب في حالة عدم الالتزام به". وقالت "اذا استمرت هذه الخلافات (مع روسيا) فسنعمل حينئذ مع الدول التي نتفق معها في المواقف على دعم معارضة سورية من اجل تسريع سقوط نظام الاسد والمساعدة في تحضير سوريا لمستقبل ديموقراطي ومساعدتها على النهوض مجددا". في موازاة ذلك، اعلن مسؤول ايراني ان الابراهيمي اجرى مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الايراني علي اكبر صالحي، وانه يفكر في زيارة طهران، بحسب وكالة مهر للانباء. واجرى الابراهيمي المكالمة الهاتفية مع صالحي في وقت متاخر من السبت، بحسب ما نقلت الوكالة عن عباس عرقشي احد مساعدي وزير الخارجية. وقال عرقشي انه "من المقرر ان يزور الابراهيمي طهران في الوقت المناسب بعد ان يتوجه الى سوريا". وكان الابراهيمي خلف كوفي انان الذي استقال من مهمته في الثاني من آب/اغسطس مقرا بفشل جهوده الذي عزاه لنقص دعم القوى الكبرى. في هذه الاثناء، يتواصل العنف محتدما في سوريا حاصدا الاحد 88 قتيلا بينهم 53 مدنيا وتسعة مقاتلين وخمسة منشقين 21 جنديا، حسب المرصد السوري لحقوق الانسان. ورفع تفجير وقع في حلب مساء الاحد وادى الى مقتل 17 شخصا الحصيلة الى 105. فقد قتل 17 شخصا واصيب اكثر من اربعين اخرين بجروح في تفجير وقع في حي الملعب البلدي بمدينة حلب (شمال)، كما ذكرت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) مساء الاحد. وقالت الوكالة ان "التفجير الارهابي في حي الملعب البلدي وقع قرب مشفى الحياة والمشفى المركزي واسفر عن استشهاد 17 مواطنا واكثر من 40 جريحا في حصيلة اولية اضافة الى اضرار مادية كبيرة في المشفيين ومدرسة النسور الذهبية للاطفال والمباني المجاورة". وتستمر المواجهات العنيفة في مدينة حلب بين القوات السورية النظامية والمقاتلين المعارضين. من جانبه، تحدث المرصد السوري لحقوق الانسان مساء الاحد عن "انفجارات عدة هزت احياء بستان القصر والفيض والزهراء والجميلية في حلب بينما تعرضت احياء سيف الدولة وصلاح الدين والشعار والكلاسة والاذاعة والحيدرية وهنانو للقصف من قبل القوات النظامية". ومنذ بداية الحركة الاحتجاجية في سوريا منتصف اذار/مارس 2011 والتي تحولت في ما بعد الى نزاع مسلح، قتل وفقا للمرصد اكثر من 27 الف شخص. وقصف الجيش السوري عدة مناطق وبلدات وقرى في حلب ودرعا (جنوب) وادلب (شمال غرب) وحمص (وسط) بينما دارت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والمعارضين المسلحين في حلب وحمص ودرعا، بحسب ما افاد المرصد. وقتل اربعة اشخاص على الاقل واصيب آخرون بجروح في هجوم استهدف حافلة تقل مدنيين وعسكريين قرب مدينة حمص وسط سوريا الاحد، بحسب ما افاد المرصد والتلفزيون السوري. واعلن المرصد مساء ان اشتباكات عنيفة دارت بين القوات النظامية ومقاتلين من المعارضة على طريق درعا الجديد في محافظة دمشق، بينما سقطت عدة قذائف على حي جوبر بمدينة دمشق. واضاف المرصد ان ثلاثة سوريين قتلوا مساء الاحد في انفجار لغم ارضي في مدينة القصير بريف حمص، كما دارت اشتباكات عنيفة في مدينة البوكمال تخللتها انفجارات. وعثر على ثلاث جثث مجهولة الهوية في حيي برزة وجوبر في ريف دمشق، بينما قتل مدني برصاص القوات النظامية في حي برزة في دمشق.