قتل 22 شخصا في اشتباكات بين الجنود الاتراك ومقاتلي حزب العمال الكردستاني بالقرب من الحدود العراقية جنوب شرق البلاد، كما نقلت وكالة انباء الاناضول الاحد عن مسؤول محلي. واعلن وزير الداخلية التركي ادريس نعيم شاهين الاحد كما نقلت عنه وكالة الاناضول ان 115 متمردا كرديا قتلوا خلال هجوم عسكري واسع نفذ في 23 و24 تموز/يوليو في جنوب شرق تركيا ضد حزب العمال الكردستاني. وقال الوزير "ان 115 عنصرا من المنظمة الارهابية الانفصالية قتلوا بعد هجوم مكثف نفذ في 23 و24 تموز/يوليو"، في اشارة الى حزب العمال الكردستاني المحظور. وقتل ستة جنود واثنان من حراس القرى و14 متمردا كرديا كما جرح 15 جنديا، عندما هاجم المتمردون الاكراد مركزا للجيش في قرية بمحافظة هكاري على الحدود العراقية، بحسب اخر حصيلة رسمية. وقال المحافظ اورهان عليموغلو ان ثلاث نساء بين قتلى الجيش التركي. واضاف البيان ان 15 جنديا وحارس قرى وخمسة مدنيين جرحوا في تبادل اطلاق النار الذي اعقب الهجوم. وافادت قناة ان تي في الخاصة ان مقاتلي حزب العمال شنوا هجمات متزامنة على ثلاثة مواقع عسكرية حدودية ما اوقع ضحايا في قرية جشملي. وهي الاشتباكات الاكثر دموية منذ مواجهات حزيران/يونيو التي اوقعت 28 قتيلا في هجوم مماثل في المنطقة نفسها. وقال نائب رئيس الوزراء بشير اتالاي للصحافيين بعد الهجوم ان تركيا ستواصل حربها على "الارهاب" ضمن احترام التدابير الامنية. وشنت انقرة مؤخرا هجوما بريا وجويا واسع النطاق ضد حزب العمال من خلال نشر الفي جندي في المنطقة لطرد المتمردين من مدينة سمدينلي. ويأتي الهجوم التركي الاخير بعد انباء عن سيطرة الاكراد على بعض المناطق في شمال سوريا مع تصاعد التحركات الاحتجاجية ضد نظام الرئيس بشار الاسد. واتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان دمشق بالسماح للمتمردين الاكراد بالتحرك بحرية في شمال البلاد، محذرا من ان انقرة لن تتردد في ضرب "الارهابيين". وتزعم انقرة ان بعض المتمردين الاكراد في سوريا ارغموا على الانتقال اليها من مواقعهم في المناطق الجبلية شمال العراق بعد سلسلة من الغارات الجوية التركية. ودفعت الانباء عن سيطرة حزب الاتحاد الديمقراطي (الحليف السوري لحزب العمال الكردستاني) على مناطق شمال سوريا، انقرة الى اتخاذ خطوات دبلوماسية وعسكرية لتحييد ما تعتبره تهديدا محتملا. وحشدت تركيا قوات عسكرية مزودة بدبابات وبطاريات صواريخ ارض-جو على الحدود مع سوريا، واجرت مناورات اعتبرتها وسائل الاعلام عرضا للقوة حيال دمشق. وتوترت العلاقات بين الحليفين السابقين مع قمع نظام الرئيس الاسد الاحتجاجات المطالبة باسقاطه منذ اذار/مارس 2011. ووصلت العلاقات الى أسوأ مراحلها مع اسقاط سوريا طائرة تركية مقاتلة في 22 حزيران/يونيو الماضي، مما ادى الى مقتل قائديها واعتبار انقرةدمشق خصما "عدائيا". وترد دمشق بالقول ان انقرة تدعم "الارهابيين" لاسقاط النظام السوري، في اشارة الى الجيش السوري الحر المؤلف من جنود منشقين، والذي يتخذ من الاراضي التركية المحاذية للحدود السورية قاعدة له. وزار وزير الخارجية التركية احمد داوود اوغلو الاسبوع الماضي شمال العراق لاجراء محادثات مع رئيس اقليم كردستان مسعود بارزاني عن الوضع في شمال سوريا. وقال الرجلان في بيان مشترك نادر ان على "سوريا الجديدة ان تكون حرة من مجموعة او منظمة ارهابية ومتطرفة". ورغم العلاقات التي نسجتها تركيا مع الحكومة الاقليمية في شمال العراق، الا ان انقرة تعارض فكرة قيام دولة كردية مستقلة. ويحمل حزب العمال الكردستاني السلاح ضد الحكم في انقرة منذ 1984، ويطالب الان بدلا من الاستقلال، بحكم ذاتي في جنوب شرق الاناضول المأهول بغالبية كردية. واسفر هذا النزاع عن سقوط اكثر من 45 الف قتيل.