قالت مفوضية الاممالمتحدة العليا لشؤون اللاجئين يوم الجمعة ان ما يصل الى 30 الف لاجيء سوري ربما عبروا الى لبنان خلال الثماني والاربعين ساعة الماضية وهي زيادة كبيرة في عدد الفارين من المعارك في البلاد. ويضاهي هذا عدد السوريين الذين فروا بالفعل إلى لبنان خلال الانتفاضة التي بدأت قبل 16 شهرا. وقالت سيبيلا ويلكس المتحدثة باسم المفوضية لرويترز "ارتفع العدد من 1000 يوميا في المتوسط إلى ما يحتمل أن يصل إلى 30 ألفا في الثماني والأربعين ساعة الماضية. هذا شيء ملحوظ للغاية .. إنه ارتفاع كبير في مستوى النزوح." واضافت أن آلاف السوريين تزاحموا في عربات مصطفة عند المعبر الرئيسي إلى لبنان عند منتصف الطريق تقريبا بين بيروتودمشق قبل ان يتراجع التدفق قبل حلول مساء اليوم الجمعة مع بداية شهر رمضان. وقال مصدر أمني لبناني لرويترز إن 31 ألف شخص وصلوا خلال اليومين الماضيين في حين قدرت اللجنة الدولية للصليب الأحمر العدد نقلا عن السلطات اللبنانية بنحو 18 ألفا حتى ليل الخميس. وقال الصليب الأحمر "ما إن اتضح حجم التدفق في 19 يوليو (الخميس) نشر الصليب الأحمر اللبناني فريقا طبيا طارئا يضم ثلاث سيارات إسعاف عند نقطة المصنع الحدودية يقدم الرعاية الطبية والمياه." وناشدت مفوضية اللاجئين جيران سوريا إبقاء الحدود مفتوحة للسماح للناس بالوصول إلى الأمان في الوقت الذي تخوض فيه القوات السورية معارك لاستعادة السيطرة على مواقع حدودية ومناطق في دمشق من المعارضة المسلحة. لكن الجيش العراقي أغلق المعبر الحدودي الرئيسي المؤدي إلى سوريا عند بلدة البوكمال بحوائط خرسانية يوم الجمعة تحسبا لأي تصاعد في القتال بعدما سيطر المعارضون السوريون على موقع حدودي على الجانب الآخر من الحدود من القوات الحكومية. وتقع نقطة التفتيش على بعد نحو 300 كيلومتر غربي بغداد على الطريق إلى مدينة دير الزور السورية وهو أحد الطرق التجارية الرئيسية في الشرق الأوسط. وكان العراق طلب من مواطنيه يوم الثلاثاء مغادرة سوريا على الفور ومن بينهم نحو 88 ألف لاجيء يعيش أغلبهم في دمشق. وقالت ميليسا فليمينج كبيرة المتحدثين باسم المفوضية في افادة صحفية في جنيف ان نحو 80 حافلة تقل لاجئين عراقيين عبرت من سوريا الى العراق خلال الايام القليلة الماضية. واضافت "سمعنا ايضا تقارير أفادت بأن الحكومة العراقية ارسلت طائرتين الى دمشق لاجلاء مواطنيها." وقال مصور من رويترز شاهد الحدود الصحرواية من الجانب العراقي إن مدنيين أحرقوا مبنى المعبر الحدودي الرئيسي عند البوكمال ونهبوا المعدات الالكترونية والكابلات مما أدى إلى إغلاقه. وذكرت المفوضية ان عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها والذين فروا الى الاردن والعراق ولبنان وتركيا حتى يوم الاربعاء بلغ 120 ألفا. لكنها ذكرت ان عددا كبيرا من اللاجئين السوريين دخل تلك الدول دون ان يطلبوا حماية دولية. وكانت المفوضية تستعد لنزوح واسع النطاق من سوريا وضاعفت قبل نحو شهر توقعاتها لعدد اللاجئين الذين يحتمل أن يفروا هذا العام إلى 185 ألفا. وقالت فليمينج انه يعتقد أيضا ان هناك نحو مليون نازح سوري اضطروا الى ترك ديارهم بسبب القتال حتى الاسبوع الماضي. وجاء هذا الرقم من الهلال الأحمر العربي السوري الذي اشار في تقديراته السابقة إلى نزوح 500 ألف شخص. وذكرت المفوضية ان النازحين في سوريا محاصرون بشكل متزايد وسط اعمال العنف وقالت ان البعض تلقى تهديدات بالقتل. وقالت فليمينج إنه تم العثور على اسرة عراقية من سبعة أفراد مقتولين بالرصاص في شقتهم في دمشق الاسبوع الماضي في حين قتل ثلاثة لاجئين آخرين بالرصاص. واضافت ان الاف اللاجئين في سوريا ومنهم عراقيون وصوماليون وأفغان فروا من منازلهم بسبب العنف والتهديدات خلال الايام القليلة الماضية. ولجأ نحو 2000 لاجيء إلى ضاحية جرمانة في دمشق ويقيمون في مدارس ومتنزهات حيث انضم إليهم كثير من السوريين. وقالت فليمينج إن هناك تقارير عن نفاد الأموال السائلة من البنوك السورية وإن تدافع السكان للحصول على مساكن آمنة رفع الايجارات في بعض المناطق إلى 100 دولار في الليلة. وأضافت "سمعنا تقارير عن أن الأموال السائلة نفدت من الكثير من البنوك. "لدي تقرير من فريقنا يقول إنه يتردد أن البنوك الحكومية والخاصة ليس لديها أي أموال سائلة. لا أعرف ما إذا كان ذلك حال سائر البنوك." (إعداد مصطفى صالح للنشرة العربية - تحرير أحمد حسن) من ستيفاني نيبيهاي وتوم مايلز