خطف حادث إطلاق الجندي الأمريكي على مدنيين في أفغانستان الذي أدى لمقتل 16 شخصا اهتمام الصحف البريطانية الصادرة صباح الثلاثاء من الأحداث الدامية في سوريا. تناقش صحيفة الفاينانشال تايمز تأثير هذا الحادث وتداعياته المحتملة على ما تخططه الإدارة الأمريكية بسحب القوات المقاتلة من أفغانستان مع نهاية عام 2014. تقول الصحيفة إن الحادث سيجعل تحقيق الخطة الأمريكية في غاية الصعوبة، فالغضب الذي أثاره الحادث لم يقتصر على المستوى الشعبي، حيث وصفه الرئيس حامد كرزاي بالإرهاب الدولي . وترى الصحيفة أن بالإمكان التخفيف من حدة مضاعفات الحادث في حال قدم الجندي الذي اقترفه إلى العدالة، فبغير ذلك ستكون الكلفة باهظة للقوات الامريكية العاملة في أفغانستان. وتحذر الافتتاحية من تفكير الإدارة الأمريكية بسحب القوات قبل موعدها المخطط بتأثير الحادث، وتقول إن ذلك قد يؤدي إلى اندلاع حرب أهلية في أفغانستان، فعملية تدريب القوات المحلية على مواجهة حركة طالبان لم تكتمل بعد. ومع ذلك ترى الافتتاحية أن تدريب قوات الأمن الأفغانية ليس كافيا من أجل السيطرة على الأمن، وإن كان ضروريا، لأن عناصر طالبان ممنوعون من الانخراط بسلك الشرطة. وتوصي الاقتتاحية بفتح حوار مع حركة طالبان قبل انسحاب القوات الأجنبية من افغانستان وبدء عملية جدل سياسي. وتختم الصحيفة افتتاحيتها بالقول إنه بدون تسوية سياسية بين الجهات المختلفة فإن النتيجة الأكثر احتمالا هي أن تعم الفوضى. تنقل صحيفة الديلي تلغراف وصف شهود عيان لحادث إطلاق النار. يقول الصبي رفيح الله وعمره 15 عاما الذي اصيب بجراح جراء الحادث لقد جاء الجندي لمنزل عمي وطارد النساء فيه، ومزق ملابسهن، ثم قتل عمي وجدتي وخادمنا، ثم أجهز على ابن عمي وابنة عمي . أما محمد زهير، شاهد عيان آخر، فيقول إنه راقب القاتل من غرفة مجاورة كان يختقي فيها. كان جاثيا على ركبتيه حين أطلق النار على والدي . وتشير الصحيفة الى حالة الغليان التي كانت تشهدها أفغانستان حتى قبل الحادث، وروح العداء للولايات المتحدة التي تسبب بها حرق جنود أمريكيين للمصحف، وقبلها وضع فيديو على الانترنت يصور تبول جنود على جثث عناصر طالبان قتلتهم القوات الأمريكية . وترى الصحيفة ان اندلاع موجة جديدة من العداء للولايات المتحدة في افغانستان بتأثير الحوادث المذكورة قد يهدد وجود قوات الناتو هناك. وتتابع الصحيفة رواية محمد زهير لاقتحام الجندي منزل عائلته في ساعات الفجر سمعت إطلاق نار، وحين خرجت من غرفتي رأيت أن أحدهم دخل منزل عائلتي، كان يرتدي زي قوات الناتو، ولكني لم أتبين ملامح وجهه بسبب الظلام . ويتابع زهير خرج والدي من غرفته، لم يكن يحمل شيئا في يديه، ولا حتى كوب شاي، كانت والدتي تدفعه باتجاه الغرفة، حاولت وضع قطعة قماش على جرحه . دفء العلاقات بين لندنوواشنطن يتناسب طرديا مع التحضيرات التي تصاحب زيارة زعيم من إحدى البلدين إلى الأخرى، هذا ما تكتبه صحيفة الاندبندنت في افتتاحيتها تعليقا على الزيارة المقبلة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إلى واشنطن. وتستعرض الصحيفة الموضوعات التي ستكون على جدول أعمال الطرفين، منها أفغانستان طبعا، بالإضافة الى الوضع في سوريا وفيما إذا كانت هناك ضرورة لدعم المعارضة، وسيسأل اوباما عن أوضاع ليبيا ما بعد القذافي بينما سيرغب كاميرون بالاطلاع على النوايا الأمريكية في إيران وإن كان الوضع يتجه إلى عمل عسكري. وإذا لم يتمكن الزعيمان من نقاش كل القضايا التي تهم البلدين في هذا اللقاء فسيكون هناك لقاء آخر خلال شهرين هو مؤتمر قمة حلف شمال الاطلسي (الناتو)، حيث ستناقش العلاقات مع روسيا والصين بالإضافة إلى مستقبل الحلف، كما تقول الصحيفة في افتتاحيتها. وفي صحيفة الجارديان نطالع مقالا للكاتب اليساري الإسرائيلي ديفيد غروسمان يحمل العنوان أعلاه. يستهل غروسمان مقاله بانتقاد استخدام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإشارة الى الهولوكوست و مصير الأجيال المستقبلية بشكل متكرر لإثارة الذعر في أوساط اليهود، ويتساءل إن كان نتنياهو قادرا على التمييز بين الخطر الحقيقي الذي يواجه البلاد حاليا وظلال صدمات ومآسي الماضي. ويرى الكاتب أن الخلط بين الأمرين قد يؤدي بالإسرائيليين الى البقاء أسرى اثر الصدمات الماضية. ويتساءل الكاتب: هل من الحكمة الدخول في حرب مع إيران لا يمكن التنبؤ بنتائجها من أجل الحيلولة دون نشوء وضع خطير بلا شك لكن لا احد يستطيع أن يؤكد أنه سيحدث؟ ويجيب الكاتب على تساؤله بالقول إن من الصعب الحكم، وان من الصعب على أي زعيم إسرائيلي معرفة الجواب على هذا السؤال، ناهيك عن نتنياهو. ويقول غروسمان ان العلاقة بين إسرائيل وإيران محكومة بتوازن الرعب، حيث صرحت إيران بأن مئات الصواريخ موجهة نحو مدن إسرائيلية ، ويقول الخبراء إن عناصر توازن الرعب هذا تتضمن أسلحة غير تقليدية، كيماوية وبيولوجية. حتى الآن لم ينتهك أي من الطرفين توازن الرعب هذا، ولكن إلى متى يمكن الحفاظ عليه؟ يتساءل الكاتب.