ارتفعت أسعار تبغ النرجيلة المعطر بنكهات مختلفة في الضفة الغربية الى حد أثار غضب الكثير من المدخنين. وتعزو السلطة الفلسطينية ارتفاع الاسعار الى زيادة فرضتها اسرائيل في الآونة الاخيرة على الضرائب الجمركية التي تحصلها على استيراد التبغ. وأثارت الزيادة الكبيرة مخاوف لدى المدخنين وتجار التبغ في الضفة الغربية. يستورد مجدي عرفة تبغ النرجيلة المعطر بالنكهات ليبيعه في متجره بمدينة الخليل. وقال عرفة ان زيادة الاسعار أدت الى تراجع مبيعاته. واضاف "جمرك المعسل ارتفع بنسبة 500 في المئة وهذا أدى الى ارتفاع السعر لنسبة 300 في المئة. فعلبة المعسل الصغيرة وزن 60 جرام كان سعرها للمستهلك ثمانية شيقل (2.1 دولار). حسب الجمرك الحالي بده يصير سعرها حوالي 25 شيقل (6.5 دولار)." وذكر عبد الحفيظ نوفل نائب وزير الاقتصاد في السلطة الفلسطينية لرويترز في مقابلة هاتفية أن الارتفاع المفاجيء في الاسعار جاء نتيجة زيادة الجمارك الاسرائيلية على التبغ. لكن السبب عند عرفة وغيره في الضفة الغربية لا يوازي في أهميته الاثر السلبي على المبيعات. واشتكى من زيادة السعر أيضا رواد المقاهي في الضفة الغربية الذين يقضون كثيرا من أمسياتهم في تدخين النرجيلة أثناء لعب الورق أو الطاولة. وقال شاب يدعى حاتم المحتسب بأحد مقاهي الخليل "أي نعم أنه الدخان شيء مضر والواحد مش لازم يعترض. المفروض يعترض على التدخين بشكل عام أصلا. بس برضه (لكن أيضا) هذه أداة تسلية للمستهلك وللمواطن. مش بالضرورة أنه يكون ارتفاع الاسعار بشكل ثلاث أو أربع أضعاف." ووضع خميس الجمل مالك المقهى في الاونة الاخيرة لافتة داخل مقهاه كتب عليها "الزبائن الكرام.. نظرا لارتفاع أسعار المعسل الخيالية فان سعر الارجيلة 10 شيقل (2.6 دولار) مبدئيا حتى تتضح الامور أكثر وسعر تجديد الرأس على نفس الارجيلية 7 شيقل (1.8 دولار"). وذكر الجمل أن زيادة أسعار التبغ قلصت الاستهلاك في المقهى الى ما يقرب من النصف الامر الذي يؤثر كثيرا على دخله. وقال "عندي في المحل هون (هنا) كان فيه زبائن.. قل شوي (قليلا) وجودهم وطلبهم على الارجيلة بعد الارتفاع. كان ثمانية شيقل (2.1 دولار) صار مبدئيا 10 شيقل (2.6 دولار). ممكن يوصل الى 12 و15 (شيقل أي 3.1 دولار و3.6 دولار). هلا (الان) الزبون اللي عندي كان يطلب في اليوم أرجيلتين وثلاثة صار يطلب واحدة واللي كان يطلب واحدة كل يوم هلا صار يخفف يوم اه ويوم لا على طلب الارجيلة. هذا طبعا برجع علي بقلة الطلب عندي في المحل." وذكر رجل من رواد المقهى أن زيادة أسعار التبغ يظهر أثرها بوضوح في تراجع الاقبال على المقاهي التي باتت معظم مقاعدها شاغرة في المساء. وقال جهاد القواسمي بينما كان ينفث دخان نرجيلة في استمتاع "خفت.. خف الحضور الشباب على الكوفي شوب (المقهى) وزي (مثل) ما أنت شايف هيك بتعطي المقاعد أصبحت فارغة بعد ما كنت تيجي ما تلاقيش (لا نجد) مقعد أصلا بدك تحجز دور أو تشوف لك مكان. حاليا بتيجي بكل سهولة نتيجة الارتفاع وعزوف الشباب عن الحضور للكوفي شوبات (للمقاهي)." وتشير أبحاث وزارة الصحة البريطانية ومركز مراقبة التبغ في بريطانيا الى أن النرجيلة تعرض المدخنين لمستويات مرتفعة من أول أكسيد الكربون تماثل ما ينتج عن استنشاق عادم سيارة. كما ذكرت منظمة الصحة العالمية أن تدخين النرجيلة لا يقل خطورة على الصحة عن تدخين السجائر رغم الاعتقاد الشائع أن النرجيلة أقل ضررا لمرور الدخان فيها من خلال الماء.