«معاً ضد رفع أسعار معسل النارجيلة في فلسطين». تحت هذا الشعار أسس ناشطون صفحة على موقع التواصل الاجتماعي «فايسبوك»، في إطار جدل كبير لا يزال دائراً في الأراضي المحتلة حول ارتفاع أسعار التنباك المعسّل فيها إلى أكثر من 300 في المئة، ما فاجأ عشاق النارجيلة. وتقول ربى مصطفى التي تتردّد بين الحين والآخر على أحدى المقاهي مع صديقاتها: بما أن النارجيلة باتت تكلف حوالى 15 دولاراً في المقاهي، ما يعادل سعر كيلو لحمة، أفضل البقاء في المنزل بدلاً من تبذير أموالي في المقاهي، والاستفادة منها في مصلحة عائلتي».وتبدي مصطفى مخاوفها من ان يكون الارتفاع الكبير على سعر المعسل ما هو إلا بداية لارتفاع أسعار سلع أخرى.
وتضيف: «يجب الا تكون مصائرنا وأرواحنا في أيدي الاسرائيليين لهذه الدرجة، فالمفروض ان تتخذ الجهات المختصة في السلطة الفلسطينية اجراءات تحد من تحكمهم في اقتصادنا، وأن يكون ارتفاع الاسعار بنسب معقولة، خصوصاً أن الارتفاع جاء بعد قرار سلطات الاحتلال رفع الجمارك على كيلو المعسل من 15 دولاراً إلى 90 دولاراً، لا سيما أن السلطة الفلسطينية مجبرة على التعاطي مع القرار، وفق «بروتوكول باريس الاقتصادي»، الاتفاقية المنظمة للعمل التجاري بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي».
من جهة أخرى، يصف فرج جراع، وهو مالك لمتجر متخصص ببيع المعسل والنراجيل في رام الله، قرار رفع الأسعار بالجنون. ويقول: «إذا كانت إسرائيل وراء هذا الرفع كما يقولون، ليس علينا أن نخضع لرغباتها، يجب على الجهات الفلسطينية ذات العلاقة التدخل، وعدم الانصياع الكامل لإسرائيل. أتفهم أن يرتفع سعر المعسل بنسبة 10 في المئة أو أكثر بقليل، لكن 300 في المئة هو أمر لا يعقل».
ويضيف جراع: « ما يحدث جريمة بحق الاقتصاد الوطني، الكثير من المقاهي سيغلق أبوابه، والكثير من عمال هذه المقاهي سيضافون إلى لائحة العاطلين من العمل، ونحن كمحال تجارية سنخسر الكثير من دخلنا، فمنذ قرار الرفع الجنوني، انخفضت نسبة البيع كثيراً، مشيراً إلى أن القرار يؤثر بالدرجة الأولى على الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس، وعلى العرب داخل الخط الأخضر، وليس على الإسرائيليين، خصوصاً أن نسبة المدخنين بينهم لا تذكر، وبات سعر العلبة أغلى من كيلو زيت الزيتون».