كان محمد علي مؤسس مصر الحديثة مقدرا لكفاءة المصريين ..... كان في البداية متخوفا منهم فحاول أن يعتمد علي بني جلدته من الألبان والأرنؤود ... ليبني منهم جيشا قويا يحمي مشروعه الكبير في بناء مصر الكبري ... لكنه فشل ... وثاروا عليه وكادوا أن يقتلوه .... فاعتمد علي السودانيين .. لكنه أيضا يفشل ... فلم يجد مفرا من أن يلجأ إلي الفلاحين من أبناء مصر ليكون منهم جيشا عظيما عام 1824 م .... صحيح استعان بخبراء أجانب ليدربوهم ومنهم الكولونيل سيف الذي أسلم بعد ذلك وسمي باسم سليمان باشا الفرنساوي .... وبعث المصريين في بعثات إلي الخارج ثم عادوا ليتولوا إدارة المدارس الحربية والمدنية ويستغني بذلك عن الأجانب ... وفي فترة تعادل حكم حسني مبارك بني نهضة صناعية واقتصادية وعلمية وحربية عظيمة .....
وبني دولة مصر الكبري معتمدا علي جيش مصر من المصريين الذي هزم السلطان العثماني ... ولتصبح حدود مصر ممتدة من أطنة ومرسين التركية حاليا في الشمال ... إلي غندكروا جنوب السودان جنوبا .. ومن الخليج العربي شرقا إلي حدود مصر والسودان غربا .... قتل محمد علي المشاكسين المعارضين من المماليك لكنه استعان بالمخلصين منهم فكون منهم نواة الضباط في جيشه ... وتمسك بخبراء مصر فلم يفرط فيهم رغم أنه تخلص من الزعامة الوطنية بنفي عمر مكرم إلي دمياط .....
أما نخبة البلطجة التي حكمت مصر في السنوات الأخيرة فقد قتلت كل الخبرات المصرية ..... وأوهموا الشعب أنه لا خبراء في مصر غيرهم ولا زالوا ... لكي يسيطروا علي أجهزة الحكم .... يسرقوووون وينهبوووون كما يحلوا لهم .... في التلفاز تراهم أردء رجال الإعلام في العالم ولكنهم يمتدحون انفسهم ويلمعون شخصياتهم الزائفة باسم الإعلامي الكبير والصحفي العتيق .... والمخرج المخضرم ... وقس علي الإعلام الطب والقضاء والبترول ممن وصلوا بالكوسة والوساطة الغير شرعية ....
وتحولت خبرات مصر إما إلي الخارج لتصبح تابعة لثقافات أجنبية أو إلي السجووووون أو إلي موظف بالأرشيف ... ولذلك فنحن في حاجة إلي البحث عن كفاءات الشعب المصري العظيم ورعايتها لنبدأ الطريق الصحيح من البداية .... وهم كثر في الأقاليم بعيدا عن أفنديات القاهرة والنخبة الظالمة الفاسدة من البلطجية المتعلمين