span _fck_bookmark=\"1\" style=\"display: none;\" span _fck_bookmark=\"1\" style=\"display: none;\" span _fck_bookmark=\"1\" style=\"display: none;\" span _fck_bookmark=\"1\" style=\"display: none;\" ظهر جليا فى الآونة الأخيرة لفظ الأخونة وهو لفظ يدل على صبغ المؤسسات والهيئات بفكر ورجال جماعة الإخوان المسلمين ...ولكن لفظ الأخونة يقال الآن مع كثير من الإستهجان بل والرفض الشعبى رغم ان الواقع يقول أن رئيس جمهورية مصر الآن إخوانى الإنتماء والنزعة والتفكير ومن المعلوم أننا فى مجتمعاتنا الشرقية نصطبغ بصبغة رأس الدولة فيصبح باقى جسد الدولة تدريجياً مصبوغاً بفكر وطريقة إدارة الرأس فلماذا نجد هذا الرفض الشعبى للأخونة رغم اننا عقب قيام ثورة! أى تغيير فى طريقة الإدارة وطريقة التفكير وهكذا ... فى حين أنه تم قبول هذا التغيير سابقا على أثر قيام ثورة أخرى وهى ثورة يوليو فيما سمى بعسكرة الدولة اى صبغها بالصبغة العسكرية فى إدارتها عقب ثورة يوليو ؟ لو دققنا قليلا فعلا سنجد ان ذلك السؤال سيلح على عقولنا لماذا قبلنا صبغ الدولة بطريقة وفكر العسكر عقب قيام ثورة يوليو حتى تعسكرت الدولة تماما لدرجة ان هيئة كهيئة الصرف الصحى اوهيئة محو الأمية كان يديرها فى بعض الأوقات لواءات من العسكر! فى حين أننا الآن أو قطاع عريض يستنكر نفس التغيير والإتجاه نحو فكر وطريقة إدارة الجماعة والتى ينتمى لها رئيس الجمهورية فكراً وتنظيماً؟ لقد فكرت قليلا ووجدت الإجابة فى طبيعة الشعب المصرى, ذلك الشعب الذى لا يهتم بفكر حاكميه او إنتماءاتهم بقدر ما يهتم بكفاءتهم فى الإدارة , ذلك الشعب الذى قد يسمح لحاكميه بأن يستخدموا سلطتهم لمكاسب شخصية بشرط أن يوفر لهم سبل العيش , ذلك الشعب الذى قد يغض الطرف عن بعض تجاوزات حاكميه بشرط أن يشعر بالثقة فى هؤلاء الحكام فى انهم قادرون على حماية شعبهم وتوفير متطلباتهم ....وتلك الثقة لا تتكون بالوعود المعسولة والفارغة المضمون والمحتوى بل بالعمل الجاد فنحن شعب آتاه الله ذكاءاً فطرياً يستطيع به التمييز بين من يعمل من أجلهم وبين من يقول انه يعمل من أجلهم, هذا هوبيت القصيد فعقب قيام ثورة يوليو بأيام قلائل صدرت قوانين الإصلاح الزراعى والتى حددت ملكية الأرض الزراعية وتم القضاء على نظام الإقطاع والذى ظل جاثما على مصر اكثر من 120 عاما وهنا شعر الفلاح البسيط وهم أكثرية شعب مصر وقتها بان هناك تغييراً للأفضل وان هناك ثورة بالفعل كما شعر الناس بتغيير النظرة نحو العمال وصدرت قوانين كثيرة لحمايتهم ولإعلاء شانهم فشعر العمال انه هناك ثورة لذلك كان قبول الناس لصبغة الدولة بالصبغة التى ارتضاها حاكموه وقتها ولم لا يرضون عن حكام قاموا بارضاء عامة شعبهم بعد ايام قلائل من توليهم السلطة بقرارات عاجلة فبنوا جداراً قوياً من الثقة بينهم وبين شعبهم مما مكنهم من المضى قدما فى مشروعهم بصبغ الدولة بالصبغة التى يريدونها تحت غطاء ورضا شعبى بل والأكثر من ذلك أن الشعب قد غض الطرف عن بعض التجاوزات والتى وصلت فى بعض الأحيان لحد الكوارث لوجود رصيد كبير من الثقة. إن النظام وقتها قام اولاً ببناء الثقة بينه وبين الشعب وبعدها وبعد ان حصل على تفويض من الشعب قام بادارة الدولة كما يريد ولم يغفل فى أى مرحلة المطالب التى تتطلبها تلك المرحلة حتى وإن حقق الحد الأدنى من تلك المتطلبات ووقتها كان الشعب يتململ لأنه كان يتمنى المزيد, فى حين ان ما يحدث حاليا هو العكس فالنظام الموجود حاليا لم يقم ببناء اى جدار من الثقة بينه وبين شعبه تمكنه من فرض رؤيته وطريقة ادارته للبلاد وأى فعل يقوم به يجد رفضاً له لأنه لم يٌشعر المواطنون بأنه قادر على تنفيذ متطلباتهم لا بصفة عاجلة ولا بصفة آجلة طبعا سيقول قائل ان رجال النظام السابق متغلغلون وهم من يقومون بتغذية ذلك الرفض واقول لهم ان عسكر ثورة يوليو جاؤوا وازالوا نظام له رجال ظلوا اكثر من 147 عاماً منذ تولى محمد على باشا عام 1805 وكان رجال ذلك النظام منتشرون فى ربوع البلاد لكنهم لم يستطيعوا اثارة اى فوضى مؤثرة لأن النظام الحاكم وقتها قد قام بعمل التوليفة السحرية بقرارات عاجلة ثورية تتفق مع متطلبات المرحلة لعامة الشعب لتحدث تغييرا إيجابيا كما حدث باصدار قوانين الإصلاح الزراعى وقوانين العمال فى مجتمع أغلبه من تلك الفئة ووقتها لم يجد رجال النظام السابق من يستخدمونه لإثارة البلبلة فقد كان من الممكن مثلا ان يقوم الإقطاعيون أو أصحاب المصانع وقتها بجلب الفلاحين او العمال ليستخدمونهم كورقة ضغط وقتها على رجال النظام الجديد ولكن هؤلاء الفلاحون والعمال كانوا وقتها سيرفضون ولن يستمعون لتلك الدعاوى وكانوا سيتجاهلونها لماذا؟ لأن النظام الحاكم وقتها قد لبى مطالب هؤلاء الفلاحين والعمال تلبية عاجلة فأخذهم إلى صفه وبذلك صنع لنفسه جيشا شعبيا محبا وداعما له ودرعا يحميه من اعدائه فى الداخل فأصبح يعمل فى أريحية تامة لأنه أصبح محمياً بالشعب ووصل رصيد الثقة لمداه بعد هزيمة يونيوالنكراء والتى كان من المنطق وقتها ان تطيح بالنظام كله وليس برأس النظام فقط لكن الشعب وقتها ورغم إعترافه بالكارثة لم يٌسقط النظام بل جدد الثقة فيه .....الثقة .....الثقة يا سادة . هل علمتم الآن لماذا يرفضون الأخونة رغم أنهم قبلوا العسكرة .