المعارضون دائما لا ينظرون إلا لمصالحهم الشخصية ..... ولو كانوا ينظرون إلي مصالح الآخرين لكانوا أحسن خلقا وأكثر أدبا .... وقدموا نصائحهم بكل احترام للآخر بدلا من مناصبتهم العداء .... لكن الكبر قتلهم ... فهم يتحركون بين سفه التفكير وسووووووووووووووووء التدبير ...... فتعالي معي عزيزي القارئ الكريم لندلل علي ما نقول ... مع أول معارضة نشأت في تاريخ البشرية وهي .... ( معارضة إبليس لله جل في علاه ) .... حينما خلق الله آدم وأمر الملائكة بالسجود له فسجدوا كلهم أجمعون إلا إبليس فسق عن أمر ربه قال تعالي (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لآدَمَ فَسَجَدُوا إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنْ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ). ...... لكنه عصى الله بامتناعه عن السجود لآدم....... فسار شيطانا رجيما .... كما يطلق اسم "شياطين" على الذين يسلكون سلوك الشيطان من البشر ...
وكانت علته في المعارضة قوله كما ورد في القرآن الكريم عن رب العزة {وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُواْ إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ} فكانت معارضته مجرد كبر وتعالي .... وعلل عصيانه بقوله : " أنا خير منه، خلقتني مِن نارٍ وخلقته من طين "، وطلب من الله أن يمهله (إلى يوم الدين) كي يغوي آدم ويغوي ذريته. فلُعن وطُرٍد من السماء. وأصبح عدوًا لبني آدم إلى يوم البعث، يوم يحشر البشر والجن أجمعين ....... فلمَّا طَرَدهُ الله من رحمته طلب أن يُنْظر إلى يوم القيامة وتوعد آدَمَ وذريته ( قال رب فأنظرنى إلى يوم يبعثون، قال فإنك من المنظرين إلى يوم الوقت المعلوم، قال رب بم أغويتنى لأزينَنًًّ لهم في الأرض ولأغوينًّهم أجمعين ) ......
وقد قال رسول الله عرش إبليس في البحر يبعث سراياه كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزله أعظمهم فتنةٌ للناس ...... وقد ظل إبليس يفسد حتي طرد آدم من الجنه ... ونزل إلي الأرض وظل إبليس في فساده وسيظل إلي أن تقوم الساعة لا يعمر ولا يبني ولكن يخرب ويهدم لا لشيء إلا كبره ورغبته في أن يكون هو الأول .... ثم توالت المعارضة للأنبياء بأسوأ أشكالها وغرورها وصلفها ... خوفا علي مصالحها ... فعارض قوم نوح قومه فلم يؤمن معه غلا قليل قائلين له ( قالوا يا نوح قد جادلتنا فأكثرت جدالنا فأتنا بما تعدنا إن كنت من الصادقين قال إنما يأتيكم به الله إن شاء وما أنتم بمعجزين )...... ولما أمرهم لوط أن يتركوا ما هم عليه من ضلال وارتكاب الفاحشة بأبشع صورها قالوا له( أّخًرٌجٍوا آلّ لٍوطُ مٌَن قّرًيّتٌكٍمً إنَّهٍمً أٍنّاسِ يّتّطّهَّرٍونّ ) ......
كما عارضوا إبراهيم عليه السلام حين نهاهم عن عبادة الأصنام وترك المنكرات فقالوا ( القول في تأويل قوله تعالى قالوا حرقوه وانصروا آلهتكم إن كنتم فاعلين 68 قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم 69 وأرادوا به كيدا فجعلناهم الأخسرين ) وفعلوها مع محمد صلي الله عليه وسلم فكان صنيعهم معه ما ورد في القرآن قوله تعالي ( { وَإذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) وهكذا توالت المعارضة بنفس الشكل إلي أن وصلت إلي ما يسمي بجبهة الإنقاذ سفه التفكير وسوووووووووووووووء التدبير ..