الخشت يستعرض توسيع آفاق التعاون بين جامعتي القاهرة والشارقة.. صور    9 مايو 2024 .. نشرة أسعار الخضراوات والفاكهة في سوق الجملة    «الإحصاء»: تراجع معدل التضخم السنوي إلى 31.8% خلال أبريل الماضي    سكرتير مساعد البحيرة يتابع تلقى ملفات التصالح بالمركز التكنولوجى بحوش عيسى.. صور    مصر والأردن تبحثان تدعيم التعاون المشترك بمختلف مجالات النقل    «التخطيط»: 3.9 مليار جنيه استثمارات 274 مشروعًا بمحافظة بني سويف خلال 2023-2024    تقرير: 5 دول أوروبية تتجه للاعتراف بدولة فلسطين    إيران: عواقب وخيمة على داعمي حرب غزة إذا لم تضغط واشنطن على نتنياهو لقبول وقف إطلاق النار    تغيب حسين الشحات عن ثاني جلسات محاكمته في اتهامه بالتعدي على لاعب بيراميدز    أيمن يونس: واثق في لاعبي الزمالك للتتويج بالكونفدرالية.. وزيزو «قائد الأحلام»    ضبط 2035 كجم لحوم وأسماك غير صالحة للاستهلاك الآدمي بكفرالشيخ    محافظ بورسعيد يوجه بتوفير سبل الراحة للطلاب خلال الامتحانات    بعد قليل.. صلاة الجنازة على جثمان والدة كريم عبد العزيز    كوميديا أقل، ورعب أكثر...البيت بيتي 2 يحقق ردود أفعال واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي    السعودية: مهرجان البحر الأحمر السينمائي يفتح باب التقديم أمام الأفلام السينمائية لدورته الرابعة    9 مايو 2024.. نشرة أسعار الحديد والأسمنت بالمصانع المحلية    ضبط 104 كيانات غير شرعية تبيع برامج العمرة والحج.. والسياحة تتخذ الاجراءات القانونية    وزير الإسكان يلتقى نظيره العماني لبحث سبل تعزيز التعاون المشترك بين البلدين في مجال التنمية العمرانية    بدء فعاليات دوري كأس الدكتور منصور حسن لكرة القدم بعلوم ذوي الاحتياجات الخاصة بني سويف    اليوم.. محاكمة المتهم بقتل «طفلة مدينة نصر» بعد التعدي عليها جنسيًا    وكيل "تعليم مطروح" يتابع امتحانات النقل في يومها الثاني    الدفاع المدني اللبناني: 4 قتلى في غارة إسرائيلية على سيارة جنوب البلاد    في يوم النصر.. بوتين يكشف موقف روسيا من "مواجهة عالمية" جديدة    رئيس مهرجان المركز الكاثوليكي للسينما عن رفض عرض فيلم الشيخ جاكسون: الفيشاوي رقص في المسجد    السكة الحديد: تشغيل قطارات نوم وأخرى مكيفة لمحافظتي الإسكندرية ومرسى مطروح    نشرة مرور "الفجر".. انتظام حركة شوارع القاهرة والجيزة    24 عرضا مسرحيا بالمهرجان الختامي لنوادي المسرح    طرح فيلم السرب بالسينمات السعودية .. اليوم    ظهور سلالة جديدة من فيروس كورونا.. "FLiRT" تشكل 25% من حالات الإصابة    تعرف علي الفئات الأكثر عرضة للإصابة بالرمد الربيعي    «التعليم» توفر فرص عمل في المدارس الدولية للتكنولوجيا التطبيقية.. اعرف الشروط    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 9-5-2024    طلب برلماني بوقف "تكوين".. تحذير من خطر الإلحاد والتطرف    مفاوضات القاهرة وثقافة الآباء والأبناء.. مقتطفات من مقالات كتاب الصحف المصرية    ميليشيات الحوثي تعلن استهداف ثلاثة سفن إسرائيلية في خليج عدن والمحيط الهندي    مصدر مطلع: حماس والجهاد الإسلامي والجبهة الشعبية منفتحون نحو إنجاح الجهد المصري وصولا للاتفاق    موعد مباراة الإسماعيلي والداخلية اليوم الخميس بالدوري    علي جمعة: القلب له بابان.. وعلى كل مسلم بدء صفحة جديدة مع الله    91282 بالصف الثاني الثانوي بالقاهرة يؤدون امتحان نهاية العام    قراراتها محسوبة وطموحها عالٍ.. 7 صفات لامرأة برج الجدي تعكسها ياسمين عبدالعزيز    الأهلي يخطف صفقة الزمالك.. والحسم بعد موقعة الترجي (تفاصيل)    محمد فضل يفجر مفاجأة: إمام عاشور وقع للأهلي قبل انتقاله للزمالك    حكم الحج لمن يسافر إلى السعودية بعقد عمل.. الإفتاء تجيب    طقس اليوم: شديد الحرارة على القاهرة الكبرى نهارا مائل للبرودة ليلا.. والعظمى بالعاصمة 36    أحمد عيد عبدالملك: تكاتف ودعم الإدارة والجماهير وراء صعود غزل المحلة للممتاز    تامر حسني يقدم العزاء ل كريم عبدالعزيز في وفاة والدته    قائد المنطقة الجنوبية العسكرية يلتقي شيوخ وعواقل «حلايب وشلاتين»    إبراهيم عيسى: السلفيين عكروا العقل المصري لدرجة منع تهنئة المسيحيين في أعيادهم    بعد غياب 10 سنوات.. رئيس «المحاسبات» يشارك فى الجلسة العامة ل«النواب»    ناقد رياضي يصدم الزمالك حول قرار اعتراضه على حكام نهائي الكونفدرالية    «أسترازينيكا» تبدأ سحب لقاح كورونا عالميًا    الزمالك يشكر وزيرا الطيران المدني و الشباب والرياضة لدعم رحلة الفريق إلى المغرب    زعيمان بالكونجرس ينتقدان تعليق شحنات مساعدات عسكرية لإسرائيل    أحمد موسى: محدش يقدر يعتدي على أمننا.. ومصر لن تفرط في أي منطقة    استشاري مناعة يقدم نصيحة للوقاية من الأعراض الجانبية للقاح استرازينكا    وزير الصحة التونسي يثمن الجهود الإفريقية لمكافحة الأمراض المعدية    دعاء في جوف الليل: اللهم اجعل لنا في كل أمر يسراً وفي كل رزق بركة    محافظ الإسكندرية يشيد بدور الصحافة القومية في التصدي للشائعات المغرضة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الابتعاد عن الاسلام والشريعه سبب تفجر ثورات العرب
نشر في منصورة نيوز يوم 26 - 09 - 2011

أكد الداعية الدكتور علي خليفة ان «محمد البوعزيزى» التونسي كان هو الشرارة الأولى التى أطلقت الثورات فى الأقطار العربية . والتى عرفت بربيع الثورات العربية وفاجأت هذه الثورات العالم كله حتى أنها فاجأت العالم العربي نفسه.

وأضاف بأن من أسباب هذه الثورات ظهور القمع والاستبداد وتفاقم مشكلة البطالة والأوضاع المعيشية المتردية فى الوطن العربي حيث تجاوز معدل البطالة بين الشباب العربي وفق ما ذكرته منظمة العمل الدولية 23% عام 2010م.

جاء ذلك في كلمته الافتتاحية للندوة الشهرية لمجلة «التبيان» التي تصدر عن الجمعية الشرعية في مصر والتي جاءت تحت عنوان: «الثورات العربية.. دروس وآمال» .

وبمشاركة كل من فضيلة الدكتور محمد المختار محمد المهدى الرئيس العام للجمعية الشرعية و عضو مجمع البحوث الإسلامية، والدكتور محمد عمارة المفكر المعروف و عضو مجمع البحوث الإسلامية و الدكتور محمد مختار جمعة مقرر هيئة علماء الجمعية و الأستاذ بجامعة الأزهر.

وفى مستهل حديثه تناول الدكتور محمد المختار المهدي أبرز الدروس المستفادة من الثورات العربية فأكد أهمية الحفاظ والثبات على أحكام الله مشيراً إلى أن العدوان على أحكام الله وشريعته كان من أهم أسباب اندلاع الثورات العربية .

وأن الاعتداء على شريعة الله عز وجل مآله الذل فى الدنيا والعذاب فى الآخرة {إِنَّمَا جَزَاؤُا الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِى الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُوا أَو يُصَلَّبُوا أَو تُقَطَّعَ أَيْدِيهِم وَأَرْجُلُهُم مِن خِلافٍ أَو يُنفَوْا مِن الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُم خِزْيٌ فِى الدُّنيَا وَلَهُم فِى الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (المائدة: 33).

وعلل فضيلته بدء الشرارة الأولى من تونس بأنها البلد العربي الذي اعتدى فيه حكامه على دين الله منذ أن رأسه «بورقيبة» الرئيس التونسي الأسبق، حيث اعتبر رؤساء تونس أن الصيام مضيعة للاقتصاد.

وكان يسجل اسم كل فرد يدخل المسجد للصلاة ومن يعتاد صلاة الفجر يعد فى نظرهم إرهابيّا، بل جعلوا دخول المسجد بالبطاقة ومنعت النساء المسلمات من ارتداء الحجاب، كما منع تعدد الزوجات في الوقت الذي سمحوا فيه بالزنا واعتبروه أمرا عاديا!!

وأشار المهدي إلي أن مصر لم تكن تختلف عن تونس ولهذا انتقلت شرارة الثورة إلى مصر لأنها كانت تسير في نفس الطريق الذي رسمته الأمم المتحدة لتغيير هوية الأمة المسلمة، حيث كانت البداية بتغيير القوانين الخاصة بالمرأة والطفل.

فانتشرت مؤتمرات المرأة التي تنادى بالعرى والسفور والشذوذ الجنسي كما رفعوا سن الطفولة إلى 18 عاما، ورغم تصدى علماء الجمعية الشرعية ومواجهة «مجلة التبيان» لهذا القانون بالدراسة والتحليل إلا أن القائمين على مثل هذه القوانين ساروا فى غيهم لتنفيذ مقررات الأمم المتحدة.

القذافي وضرب هوية الامة

ويواصل د. المهدي قائلا : " ومن مصر إلى ليبيا إلى هذا الرجل الذى غير تاريخ الأمة الإسلامية وتلاعب بشرع الله ومنهجه وكتابه فيشير فضيلة الإمام إلى أن سيدنا عمر بن الخطاب جعل التاريخ الإسلامي يبدأ من الهجرة.

ومنذ تلك اللحظة وتاريخ المسلمين يبدأ بتاريخ هجرة النبى غير أن «القذافى» الرئيس السابق لليبيا جعل التاريخ يبدأ بوفاة رسول الله !.

وألف كتابًا سماه «الكتاب الأخضر» وفرضه على الناس بدلاً من القرآن ونادي بحذف كلمة «قل» من القرآن الكريم لأن هذه الكلمة كانت موجهة إلى النبي والنبي مات فلا داعي لذكرها فى القرآن!!

وادعى لنفسه ألقابًا كنبى الصحراء وملك ملوك إفريقيا وعميد القادة العرب، ومن ثم فإن العدوان على شريعة الله عز وجل وعلى كتابه ومنهجه عجل بما نراه الآن فى ليبيا.

ومن ليبيا إلى اليمن وكانت بداية تغيير شريعة الله مع اليوم الأول الذي يتولى فيه الرئيس علي عبد الله صالح الحكم والذي قال وهو يناقش الدستور والقانون المطبق فى اليمن اكتبوا ما شئتم إن في مصر مادة تقول إن الشريعة الإسلامية هي المصدر الرئيسي للتشريع ومع ذلك لا تطبق فاكتبوا ما شئتم ونحن لن نطبق».

ولفت إلي أن هذا العدوان على الشريعة كان أيضاً فى سوريا والتى ارتكبت فيها جرائم ضد الشريعة فمعظم القادة السوريين ينتمون إلى الباطنية والعلوية وهذه الفرق معروف موقفها من العقيدة وموقفها من الإسلام.

كما أن مواقف الأسد الأب ومحاربته تطبيق الشريعة الإسلامية وارتكابه جرائم ضد الإسلاميين فى حماة، وتركه الجولان فى يد الاحتلال الإسرائيلي.. كلها حقائق معلومة عن هذا النظام.

عاقبةالانسلاخ من الشريعة

وأشار د. المهدي إلي أن هذه هى النتيجة الطبيعية والحتمية لكل من أراد الانسلاخ عن بعض أحكام الشريعة وهذا ما حذر الله عز وجل نبيه منه .

فقال: {وَأَن احْكُم بَيْنَهُم بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِع أَهْوَاءَهُم وَاحْذَرْهُم أَن يَفْتِنُوكَ عَن بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَم أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِم وَإِنَّ كَثِيراً مِن النَّاسِ لَفَاسِقُونَ} (المائدة: 49).

ومن الدرس الأول إلى الدرس الثاني وهو عاقبة الظلم فيشير فضيلة الدكتور إلي أن الظلم مهما بدا مهيمنًا ومسيطرًا فإن جوفه خواء وأن الحق إذا تمسك به أهله يتحقق قوله تعالى: {بَل نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ} (الأنبياء: 18).

ويرى فضيلته أن الثورة المصرية لم تكن نتيجة شباب عُزَّل بل إن هؤلاء الشباب كانوا سببًا فقط، وأن الفضل يجب أن ينسب لصاحبه وهو إرادة الله عز وجل التى تحكمت وأنزلت الرعب فى قلوب هؤلاء الظلمة والطواغيت ولولا ذلك ما نجحت الثورة.

واكد أن نصر الله للثورة المصرية لم يأت اعتباطًا، ولكن كان نتيجة تغيير دينىّ حدث فى المجتمع، فبعد أن ضيق هذا النظام على كتاب الله وسنة رسوله وعلى الدعوة الصحيحة لدين الله عز وجل أخرج من هذه الظلمات نورًا فى نفوس الكثير من شبابنا وشيوخنا.

فكان التغيير فى الداخل وجاء التغيير فى الخارج تطبيقا لقوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} (الرعد: 11).

ويرى فضيلته أن التغيير لم يحدث كاملا وإنما حدث جزئيًا والتغيير الكامل إنما يحتاج إلى أن نكون مع معية الله وكتابه وسنة نبيه .

القرآن فوق الدستور

مؤكدًا أنه إذا كانت هناك مواد فوق الدستور وهذا ما نادى به البعض مؤخرًا فإن هذه المواد يجب أن تكون آيات القرآن الكريم، لأن الدساتير تضعها الشعوب والشعوب جزء من خلق الله أما كلام الله فهو كلام رب البشر وهو وحده فوق أى دستور:

{وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُم الْخِيَرَةُ مِن أَمْرِهِم وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً} (الأحزاب: 36).

ويؤكد فضيلته أنه حتى تتحقق الآمال المعقودة على الثورة فيجب الحفاظ عليها من انقضاض رموز الفساد والظلم لأن من باشر الظلم لا ينتظر منه إصلاح فلا يسند إليهم أى عمل إصلاحى، ولخص القرآن الكريم ذلك فى قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُصْلِحُ عَمَلَ الْمُفْسِدِينَ} (يونس: 81)

وبالتالى ينبغى أن نبدأ عهد جديد بأياد نظيفة متوضئة تحمل هم الأمة وهم هويتها وقيمها وأخلاقها ودينها لتتسلم الراية وتحقق ما أراده الله لهذه الأمة من خيرية.

ومن جانبه يري المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية الدكتور محمد عمارة ان سنة الله تعالى فى التغيير والتداول، {وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ} (آل عمران: 140).

مشيرًا إلى أن كثيرًا من الذين لا يؤمنون بسنن الله سبحانه وتعالى كانوا يتصورون أن هذا النظام نظام مؤبد وكأنهم يريدون معاندة سنة الله تعالى فى التداول والتغيير.

ويرى الدكتور عمارة أن سنة الله فى التداول ليست مجرد كلام يسمع ويردد فقط ولكنها حقيقة ينبغى أن يعيها الإنسان جيدًا.

لأن الإيمان بهذه السنة الكونية يمنح الأمل ويزيل الخوف والهزيمة النفسية، بل ويجعل الإنسان متطلعًا إلى تغيير وتبديل الواقع السيئ وإلى العمل والسعى لهذا التغيير.

وهذا ما يعبرعنه قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِم} (الرعد: 11) وهذا يؤكد أن التغيير حتمى وسنة من سنن الله التى لا تبديل لها ولا تغيير، ومن ثم ينبغى دفع عجلة التغيير والمساعدة فى إقامة هذه السنة.

ويشير الدكتور عمارة فى هذا الصدد إلى موقف الرئيس المخلوع حسنى مبارك حين زُورت الانتخابات الأخيرة فى مصر وحجبت المعارضة وأعلنوا أنهم سينشئون برلمانا موازيا فى هذا الوقت .

خرج حسنى مبارك وهو يحتفل بهذا التزوير ويلوح بيده وهو على المنصة ويقول فى سخرية «خليهم يتسلوا» ثم قارن الدكتور عمارة بين هذا الموقف للرئيس المخلوع وبين موقفه وهو فى قفص الاتهام حين يقول للقاضي : «أفندم أنا موجود»!!

واشار إلي أن الشورى هى الدرس الثانى من دروس الثورات العربية وأنه لا شرعية لحكم لا يقوم على الشورى، فمع أن النبى هو المعصوم والملهم فقد كان أكثر الناس مشاورة لأصحابه كما يروى أبو هريرة .

وكان يقول لأبى بكر وعمر: «لو اجتمعتما فى مشورة ما خالفتكما»، فكان هذا النبى العظيم رئيس الدولة وقائد الحكومة يخضع للأغلبية ولا يعين أميرًا للجيش إلا بالشورى فيقول فى الحديث «لو كنت مؤمرًا أحدًا دون مشورة المؤمنين لأمرّت ابن أم عبد»، أى عبد الله بن مسعود.

ويشدد الدكتور عمارة فى هذا الصدد على أن الحكم الذى لا يقوم على الشورى ليس حكمًا شرعيًا على الإطلاق فالنبى كان معصومًا فيما يبلغ عن الله أما فى إدارته للدولة وفى اجتهاداته فكان يخضع لشورى المؤمنين ولأغلبيتهم.

ونفي د. عمارة تماما ما جاء على لسان بعض العلماء من تحريم الثورة بزعم أنها خروج على الحاكم مؤكدًا أن هؤلاء الحكام ليسوا حكامًا شرعيين ولم يأتوا بإرادة الشعب ولم يحكموا بشرع الله والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِى الأَمْرِ مِنْكُم} (النساء: 59).

فجاء مصطلح (أولى الأمر) كما يشير الدكتور عمارة فى مرتين فقط فى القرآن الكريم وجاء بصيغة الجمع ولم يأت مصطلح «ولى الأمر» وهذا يعنى أن القيادة جماعية، كما أن لفظ (منكم) يعبر عن شرعية الأمة وعن هوية الأمة وكيانها.

ومن ثم فإن أى حاكم ليس من الأمة ولا يمثل هوية الأمة ولم يأت بالشورى والتى هى العقد الاجتماعى بين الحاكم والمحكوم فلا شرعية له وفى تاريخنا الإسلامى والسياسى يسمى حاكما متغلبا أو «حكومات التغلب» وهى حكومات لا شرعية لها.

ولذلك أجمع العلماء كما يقول المفسر ابن عطية وكما نقل عنه القرطبى: «إن الشورى من قواعد الشريعة وعزائم الأحكام ومن لا يستشر أهل العلم والدين فعزله واجب وهذا مما لا خلاف فيه».

الثورات العربية ليست خروجا

وفند مزاعم العلماء الذين حرموا الثورة واعتبروها خروجا على الحاكم، مؤكدًا أنهم لم يفهموا كلمة (الخروج) فالخروج هو ما يكون مسلحا ويسمى الخوارج بالخوارج لأن خروجهم كان مسلحا أما الثورات السلمية كما حدث فى الدول العربية .

فهذه لا تعد خروجا على الحاكم حتى ولو كان حاكما شرعيا وذلك لأن أبا بكر الصديق الخليفة الأول قال فى خطبته الأولى قال: «أطيعونى ما أطعت الله ورسوله فإن عصيت الله ورسوله فلا طاعة لى عليكم».

وفى هذا الإطار أكد الدكتور عمارة ضرورة الاستفادة من درس الشورى فى المستقبل لأننا نريد دولة شورية، السلطة فيها للأمة والسيادة فيها للشريعة، ولا سلطان فوق سلطان الأمة إلا سيادة الشريعة الإسلامية.

ونبه إلي أن كسر حاجز الخوف يعتبر من أهم دروس الثورات التي يعيشها العالم العربي وان هذا يحتاج إلى دراسات وأبحاث فى الدين والتاريخ .

لأنه ثبت باليقين أن كل الانتصارات تعلقت بكسر حاجز الخوف وكانت معية الله سبحانه وتعالى مع موسى وهارون هى التي كسرت حاجز الخوف عندهما من جبروت وطغيان فرعون.

وأضاف الدكتور عمارة فيما يتعلق بقضية الشهداء أن الحياة الآخرة عند الشهداء هى الحياة الحقيقية لذلك تهون عليهم الدنيا ويكسرون حاجز الخوف الذى يفتح أمامهم أبواب الفرج والنعيم، فما سمى الشهيد بهذا الاسم إلا لأنه يشهد موقعه فى الجنة لحظة نزول أول قطرة دم منه.

الآمال المعلقة على الثورات

وطالب الدكتور عمارة بالحرية باعتبارها من أبرز الآمال المعلقة على الثورات العربية مؤكدًا أن الإسلام والإسلاميين هم أول من يضار من الاستبداد، مطالبًا ترك المجال لجميع الجماعات- حتى وإن كانت جماعات شاردة - للمشاركة فى المجتمع.

ويكون الاحتكام فى النهاية إلى صندوق الانتخابات فلا عزل ولا إقصاء بل يجب أن تتفتح كل أزهار الحرية بشرط أن يكون الحكم هو صندوق الاقتراع، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى أنه لا يوجد مواطن حر فى وطن غير حر.

ويعد الدكتور عمارة العدالة الاجتماعية من الآمال المنشودة وينادى بتطبيق نظرية الاستخلاف وهى فلسفة الإسلام فى الأموال فالمال الحقيقى هو مال الله سبحانه وتعالى

: {آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُم مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُم وَأَنْفَقُوا لَهُم أَجْرٌ كَبِيرٌ} (الحديد: 7)، وحذر د. عمارة من محاولة تطبيق الرأسمالية أو الشيوعية، هذه الرأسمالية المتوحشة التى أدخلت الغرب فى نفق مظلم.

وطالب د. عمارة بأن يكون فقه التدرج حاضرًا فى أذهان الدعاة والعلماء، فالتشريع الإسلامي جاء بالتدريج وتم تطبيقه أيضاً بالتدريج.

وأكد انه قبل تطبيق الشريعة فإنه ينبغي إعداد القاضى الذى سيحكم بالشريعة والمشرِّع الذى يقنن الشريعة والمحامى الذى سيترافع بالشريعة والمواطن الذى سيتقبل تطبيق الشريعة، ولا ينبغى تعجل البعض على التطبيق فتكون فتنة.

كما حذر منها خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبد العزيز حين حدث تراجع عن الشورى والعدل بعد الخلافة الراشدة، فجاء عمر بن عبد العزيز كل يوم يحيى سنة ويميت بدعة فتعجب ابنه قائلاً: لماذا لا تحمل الناس على الحق دفعة واحدة؟!

فيقول له هذا الحكيم: «إنى أخشى أن أحمل الناس على الحق دفعة واحدة فيتركوه دفعة واحدة فتكون فتنة».

وبدأ الدكتور محمد مختار جمعة كلمته بتحية إعزاز وتقدير لدماء إخواننا وأبنائنا الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم رخيصة فى سبيل دينهم وعزتهم وكرامتهم والذين ضربوا نموذجا راقيا لرفض الذل والهوان مستشهدًا بقول الشاعر محمد مهدى الجواهرى حين قال:

يوم الشهيد تحية وسلام
بك والنضال تؤرخ الأيام
بك يبعث الجيل المحتم بعثه
وبك القيامة للطغاة تقام
سيحاسبون فإن عرتهم سكتة
من خيفة فستنطق الآثام

واتفق الدكتور مختار جمعة مع الدكتور عمارة حين قال لا يوجد إنسان حر فى وطن غير حر فأوضح أنه ما دام الأجنبي موجودًا فلا عزة لأمة فى وطن مستباح .

ومن الدروس والآمال يقول الدكتور مختار جمعة أن الطغاة طبع على قلوبهم فهم لا يفهمون! فبعد الثورة التونسية خرج أركان النظام المصرى السابق يقولون مصر ليست تونس مصر دولة أمنية يستعان بخبرتها الأمنية فى الشرق والغرب.

وسقطت مصر وجاء القذافى وابنه يؤكدان ما ردده أركان نظامنا ويقولان ليبيا ليست كمصر وتونس، ليبيا دولة قبلية ونظام قبلى وستحرق الأخضر واليابس ونحن لم نستخدم القوة بعد.

ثم الآن بشار الأسد يقول سوريا ليست كمصر وليبيا، نحن دولة ممانعة ودولة مقاومة ونسوا عقبى الظالمين وعقبى الطغاة.

عاقبة الظالمين

ثم يتحدث الدكتور مختار جمعة عن عاقبة الظالمين وكيف كان هلاكهم كما جاء فى النص القرآنى فيؤكد أنه لا يمكن إسقاط عاقبة الكافرين على عاقبة الظالمين الذين ينطقون بكلمة التوحيد حتى وإن كان التوحيد لسانيّا أو شكليّا أو ظاهريّا.

فكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله فأمره مفوض إلى الله تعالى ثم فى النهاية وبعد الحديث عن فرعون قال: {وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا �


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.