يبدو ان الأيام المقبلة ستشهد حربا ضروس بين القطبين الأهلي والزمالك رغم انها علي السطح تظهر في اشد حالات انسجامها خاصة بعد التحالف الأخير بين الناديين في مواجهة اتحاد الكرة. الزمالك من جانبه بدأ وضع سيناريو لخطة محكمة يهدف منها الي ابعاد الأهلي عن درع الدوري الذي بات قريبا منه هذا الموسم في ظل اتساع الفارق بين الناديين الي 11 نقطة ومن ثم اقتراب الأحمر من حسم اللقب المفضل اليه لصالحه والذي فقد منه الموسم الماضي لصالح الأبيض. الخطة لا تتوقف فقط عند حث لاعبي الزمالك وجهازه الفني علي عدم خسارة اي من النقاط في المباريات العشرة المقبلة ولكن ايضا ارباك الأهلي ولاعبيه من اجل افقادهم عدداً كبيراً من النقاط يستطيعون من خلاله تضييق الفارق رويدا رويدا في سيناريو مشابه لما حدث عام 2003 حينما فقد الأهلي اللقب في الاسبوع الأخير امام انبي رغم سابق تفوقه علي الزمالك بعدد كبير من النقاط. الزمالك يراهن علي ان الأهلي سيصطدم بفرق من نوعية المصري والاسماعيلي والمقاولون العرب والاتحاد السكندري واسوان علي ملعبه ومن ثم فان احتمالات خسارة الأهلي لثماني نقاط تبدو سهلة وليست صعبة خاصة اذا ما وضعنا في حساباتنا حاجة فرق مثل اسوان والمقاولون العرب والاتحاد السكندري لتحقيق نتائج ايجابية في ظل الصراع المحتدم بين اكثر من ثمانية فرق تصارع من اجل البقاء ناهيكم عن ان حسام حسن لن يسمح بتحقيق الأحمر لفوز عليه بعد التألق في مباراة الدور الأول التي انتهت بالتعادل الايجابي 2/2..اما الاسماعيلي فيبدو في صورة افضل بكثير تحت قيادة خالد القماش مما سيجعل لقاء الدور الثاني بملعب الاسماعيلي غاية في الصعوبة. فقدان الأهلي لثماني نقاط مع حفاظ الزمالك علي كل غلته من النقاط سيجعل لقاء الفريقين في نهاية الدوري اشبه بمعركة كروية ومن ثم اذا ما استطاع الزمالك تحقيق الفوز بها بفارق هدفين سيكون هو الاقرب لتحقيق اللقب. واضعو الخطة اكدوا انها لن تتوفر لها النجاح الا من خلال عدة عوامل اولها وضع الأهلي ولاعبيه باستمرار في حالة من الاسترخاء يتمثل في نقل انطباع عام ان الأهلي حسم البطولة ومن ثم يتسلل نوع من الطمأنينة والهدوء للاعبين اشبه بما حدث بعد تحقيق الأهلي الفوز علي الزمالك في لقاء الدور الأول بهدفين نظيفين وهو ما ادي الي فقدان الأهلي لست نقاط متتالية امام طلائع الجيش والمصري وغزل المحلة وذلك من باب الخداع الاستراتيجي والذي لجأ له من قبل مدربون مخضرمون كان منهم محمود الجوهري الذي قاد المنتخب الوطني لتحقيق الفوز ببطولة الامم الافريقية عام 1998رغم انه كان يعطي انطباعا بان منتخبنا سيحصل علي المركز الثاني عشر في الترتيب العام للبطولة. اما ثاني العوامل فيتمثل في محاصرة الفريق بالشائعات سواء عن رحيل لاعبين او الاستغناء عن البعض الآخر وفي مقدمتهم المخضرم عماد متعب بالاضافة الي النجم القادم من مصر المقاصة احمد الشيخ اما مارتن يول فلا حرج ان يؤكدوا انه عزم الرحيل بنهاية الموسم لكي يقبل احد العروض التي تلقاها في الفترة الأخيرة. الخطة لا تتوقف عند هذا الحد وانما تمتد لتشمل وضع الحكام الذين سيخوضون مباريات الأهلي تحت ضغط شديد اسوة بما حدث الموسم الماضي من اجل حثهم علي عدم احتساب اي العاب مختلف عليها لصالح الأهلي وبخاصة ضربات الجزاء حتي لا يتمكن الأحمر من حسم اي مباريات صعبة لصالحه. الزمالك في سبيل ذلك سيلجأ الي التهديد بالانسحاب من المسابقة متناسيا انه كان اكثر الفرق استفادة هذا الموسم من أخطاء الحكام بدليل ما حدث علي سبيل المثال في مباراة الداخلية والتي شهدت عدم احتساب هدف صريح للداخلية بحجة ان الكرة لم تتجاوز خط المرمي. الزمالك لن يكتفي بذلك وانما سيضغط علي اللجنة من اجل ابعاد حكام بعينهم عن ادارة مباريات للأبيض خاصة حكام الصف الأول المشهود لهم بالكفاءة والذي تصادف خسارة الزمالك لنقاط اثناء ادارتهم مباريات للفريق هذا الموسم. علي الجانب الآخر اكدت مصادر لنا ان الأهلي بدأ يفطن جديا لهذه الخطة وانه بدا تحركات فعلية لمناهضتها. في مقدمة التحركات الحمراء منع اللاعبين من الادلاء باية تصريحات صحفية او اعلامية في الوقت الراهن وعلي رأسهم عماد متعب وكابتن الفريق خسام غالي. الاطار الثاني يتمثل في احتواء جميع لاعبي الفريق وحثهم جميعا علي بذل اقصي درجات الجهد من اجل الحفاظ علي فارق النقاط مع الزمالك مع منح المجيد فرصة حقيقية للمشاركة فيما تبقي من مباريات. الجهاز الفني حرص ايضا علي الاجتماع باللاعبين والتأكيد لهم عدم الالتفات للشائعات حيث اكد مارتن يول بنفسه للاعبين انه لم يقرر حتي الآن استبعاد اي لاعب بالفريق وان جميع اللاعبين عنده سواسية. اما الاطار الثالث فيتمثل في التركيز الشديد وعدم تشتت الذهن بالاعتراض علي الحكام خاصة من جانب اللاعبين الأقل خبرة بالفريق وعلي رأسهم رمضان صبحي. وما بين خطة الزمالك وتحركات الأهلي يبدو المشهد ساخنا جدا وعكس المتوقع لكن تري من سينجح في خطته ويتوج في النهاية بدرع الدوري؟..سؤال ستكشف عنه بالتاكيد الاسابيع المقبلة.