من أول ما دخلت الجامعة وأنا دايرة حياتى وسعت كتير، بقيت أعرف ناس أكتر بمختلف فئاتهم وطرق تفكيرهم، وكمان بدأت أعرف أولاد، وده كان شيء جديد في حياتى؛ لأن طول عمرى في مدارس للبنات وبس. مع الأماكن الكتير اللي بدأت أروحها عشان أتدرب أو أشتغل، غير الكورسات الكتير اللي كنت باخدها، بدأت أكوّن صداقات مع أولاد، وبدأ يبقى فيه منهم ناس قريبين منى وأنا قريبة منهم. لحد وقت قريب، كنت مستغربة فكرة الصداقة بين ولد وبنت، بس لما جربتها بنفسي، اكتشفت إن مهم قوى يكون في حياتى صديق ولد، زى ما فيه أصدقاء بنات، واحد يعتبرنى زى أخته، يحترمنى ويخاف عليا وينصحنى بحب، زى أخته برضه، وبكل احترام، ويبقى فيه حدود وإطار لشكل العلاقة ما بينا، ما ينفعش حد فينا يتعداه. بس مشكلتى الوحيدة إنى أحيانا بحس بحاجات غريبة بتخلينى أخاف، مش أخاف من الشخص، لكن أخاف عليه، لما أحس إنه بدأ يهتم بيا بزيادة شوية، بدأ يكلمنى في التليفون أكتر من العادة، بدأ يتلكك عشان نتقابل ونكون مع بعض وخلاص، كل الحاجات دى مش بس بتخوفنى، لا دى بترعبنى!! بخاف أحسن الحد ده يحبنى!! المشكلة إن على قد ما أنا نفسى أحب وأتحب وأعيش قصة حب ولا بتوع السيما، على قد ما أنا بخاف إن الحب يخسّرنى صديق قريب ليا، يعنى أنا عايزة أحب واحد من أول نظرة، وبعد كده نبقى نقرّب من بعض، مش نبقى أصحاب والصداقة تتحول حب! مش عارفة ليه عندى اعتقاد -واحتمال يكون اعتقاد خاطئ- إن الحب بيخسَّر الصداقة، وإن الإنسان اللي هحبه مش هعرف أتعامل معاه زى ما كنت بعامله وإحنا أصحاب! حتى الحكاية دى لما بتمشى بالعكس، يعنى لما تبدأ أحاسيس جوايا تتولد أكبر من معنى الصداقة ناحية أي واحد، بخاف منها، وفجأة تلاقينى كشّيت وبعدت عنه فترة عشان أحافظ عليه.. صديق وبس. واللي بيخليني أخاف كمان، إنى دايما بفكر في المستقبل، وبحاول أوزن الأمور، ما فيش حاجة مضمونة في الزمن ده، يعنى لو صديق قريب قوي منى وبحب أتكلم معاه وآخد رأيه وأستشيره في حياتى، وبعد كده صداقتنا اتحولت لحب.. حاجة حلوة مش كده؟ طيب لو لأى سبب من الأسباب الموضوع ده ما كملش، هتكون إيه النتيجة ساعتها؟؟ خسرت صديق قريب جدا من قلبى، والمصيبة إنى هكون خسرت معاه قلبى..حبيبى! عشان كده دايما تلاقينى لما بتعامل مع واحد من الأولاد اللي بعتبرهم أصدقائى، بقول يا رب ما حد فيهم يحبنى، ولا أنا أحب حد منهم، وكفى الله المؤمنين شر القتال! كلمتنا – نوفمبر 2010